أحلم بوطن فيه سعة احتجاج
واعتراض على انحراف...
أحلم بوطن ينام فيه الناس
من دون أجهزة تنصت
على شخيرهم وأنفاسهم...
بوطن من دون تورط بهوس الحجب...
بوطنٍ يَجلدُ منافقيه
في أتفه الميادين
بوطن لا يتردد لحظة
في الاعتراف بواعين
بحقهم في إرباك المدى...
أحلم بوطن يفيض بالمعنى
وتتلاشى فيه الرقابة
على الدم والغبار...
بوطن ينحاز إلى الوردة
ويتوجَّس خيفة من رماد العسكر
ومحارق التفسير....
أحلم بوطن يعمل خارج أجندة الغيب...
أحلم بوطن تندر فيه الذئاب
وتكثر فيه الخيول...
أحلم بوطن خالٍ من «الأصدقاء»
الطاعنين في الكذب
المشوهين للحياه...
بوطن له لغة القلب
في حسمه... والصلاة في رهافتها...
بوطن هو، الأم، النهار، الدليل، الطيبون، الخيال، التأمل...
أحلم بوطن أناديه في عسر القلب
ويسر الحال، من دون أن أجد فيه
سرد أعذار تشبه تجنيدا إجباريا لحروب لن تحدث...
أحلم بوطن بحجم حلمى البسيط
وشقائي الطويل... وإهانتي في الطريق
التي أقطعها كل يوم...
أحلم ألا تتأخر الحافلة
وألا أتحسس جيبي
وقد اختفت تعرفة بلوغي إلى المكان
أحلم بوطن يعترف بقيمتي
التي لن تقوم لها قيامة من دون محاولتي في الحياة...
أحلم بقطارات حقوق
وسكَّان احتجاج أمام المصادرة والهول
أحلم بوطن لا يتوافر فيه كل ما ذكرته
لأنه سيكون وطنا خارج هيئة وعقل
وعصب العالم الذي أعرفه!!!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 2589 - الأربعاء 07 أكتوبر 2009م الموافق 18 شوال 1430هـ