مع انطلاقة الموسم الجديد لكرة اليد ومن قبله بأيام دوري كرة القدم بدرجتيه، يجب علينا أن نتطرق إلى مجموعة كبيرة من التوصيات التي يجب أن تأخذ بها كل الأطراف المعنية والمسئولة عن الخروج بكل المسابقات الرياضية في البلد بشكل جيد.
- التوصية الأولى هي أن تعمل الاتحادات الوطنية باختلاف شئونها على التخطيط الجيد والدقيق لكامل الموسم، من خلال الإصدار الواضح لجداول الموسم، من دون تغييرات كثيرة وتأجيلات غير مبررة، وكأن الاتحادات لا تعرف الروزنامة الكاملة التي تسيّر من خلالها برنامجها من خلال معرفة مواعيد مباريات أنديتها المحلية في البطولات الخارجية، أو حتى المنتخبات، وبالتالي لن تكون الاتحادات معذورة في حال أخفقت في إصدار جداول صحيحة وكاملة كما يحدث في الدوريات القريبة منا، ولنا في ذلك مثال، إذ وبعد انطلاقة دوري كرة القدم لأسبوع واحد فقط، عاد الاتحاد ليجري تعديلا على بعض المراحل القادمة، على عكس قطر أو الإمارات أو حتى عمان، فإن كل الفرق والجماهير والمتابعين عرفوا الجدول من ألفه إلى يائه، حتى بتنا نمتلك اتحادات تسمى بـ «اتحاد الجداول» لكثرة إصدارها لجداول المباريات.
- وجود لجنة تحكيم فنية تدير عمل المسابقات، كما هو حاصل في اتحادي اليد والقدم من خلال لجنتي الانضباط والاستئناف، أمر مطلوب وبشدة في ظل كثرة الاحتجاجات التي تشهدها دائما جميع المسابقات سواء في تحديد العقوبات والقرارات المصيرية التي تكون حيادية، كل ذلك سيفيد عمل الاتحاد وسيؤكد الحيادية التي يفترض أن تعيشها جميع المسابقات، ولأن مسابقاتنا تلعب في بلد مختلف شهد الكثير من القرارات الغريبة من قبل لجان الاتحادات غير الحيادية، فإن هذه اللجنة ستكون العامل الأكيد لوضع مسابقاتنا في الطريق الصحيح.
- من الأمور المطلوبة أيضا قبيل انطلاقة الموسم، هو التنسيق الضروري بين الاتحادات، من خلال تحديد أيام لكل لعبة، من أجل أن تحظى كل مسابقة بأهميتها، لكي تظهر كل المسابقة بكل صورتها، وبالتالي يجب على جميع الاتحادات أن تجتمع معا وتخرج بقرارات تؤكد ذلك، وألا تتنصل من هذه القرارات كما حدث في الموسمين الماضيين بين اتحادي السلة واليد بعد اجتماع دار بينهما بإدارة المؤسسة العامة.
- وما دمنا تحدثنا عن اتحادي كرة اليد والسلة، فإننا نطالب بتصحيح الصورة التي ظهرت عليها شوارعنا حينما تكون هناك مباريات قمة، وبالتالي محاولة إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، سواء بنقل هذه المباريات إلى صالة مدينة خليفة الرياضية الجديدة التي تسع كل الحاضرين، أو حتى تخطيط مواعيد المباريات بالتنسيق بين الاتحادين، وهذا ما لم يحدث بين الاتحادين السابق الذكر، فكنا نشاهد مأساة حينها، ونرى رجال المرور وكأنهم سعداء بالحصول على أموال لتمويل رواتبهم من خلال حصد المخالفات، وكأن الدولة لم تكن مسئولة عن هذا الخطأ ببناء مواقف قليلة لصالتين متلازمتين للعبتين ذات شعبية هي الأكبر.
- وما دمنا نتحدث عن التنسيق من أجل إظهار المسابقات بشكل مميز، يجب على القناة الرياضية أن تكون هي الأخرى على قدر المسئولية، من خلال النقل التلفزيوني المميز، واختيار المباريات الأقوى لنقلها والتخطيط بشكل متميز قبيل نقلها، على أن تحظى كل المسابقات بالأهمية ذاتها، إذ ليس بإمكاننا أن نعطي كرة القدم أهمية أكبر من المسابقات البقية، وإن لم نختلف على أنها اللعبة الشعبية الأولى، إلا أننا نعيش في بلد تكون فيها مسابقات الصالات أقوى من كرة القدم، وبلد يحظى بدوري قدم يشاهده القلة لأنه لا يمتلك أيا من مقومات النجاح، وبالتالي فإن على القناة الرياضية أن تكون حيادية في نقلها لكل المسابقات، وهذا المثال شاهدناه كثيرا في المواسم الماضية إذ كنا على موعد مع لقاء (قمة!) مثلا بين النجمة والاتحاد في دوري القدم، في المقابل كنا على موعد مع مباريات (عادية!) بين التضامن وباربار والأهلي والدير في كرة اليد، لتقوم القناة بنقل مباراة كرة القدم التي كأنها تلعب لتحديد البطل، وليس على البقاء في الدوري الممتاز!
- الكثير الكثير الذي تحتاجه مسابقاتنا لكي تنمو وليس ما سقناه سابقا، إلا أننا عددنا بعضها وهو الأهم.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2588 - الثلثاء 06 أكتوبر 2009م الموافق 17 شوال 1430هـ