في بعض الأحيان نسمع بعض الناس يتكلّمون عن أنفسهم، ويصفون شخصياتهم كالجليد، ويناقشون الشخصية التي يريدونها في باطنهم، وأنّهم على قدر من الجلادة والقوة، وأنّ لا أحد يخترق صفوف مشاعرهم، ويتعدّى الأمر عندما يقولون بأنّ ليس لهم مشاعر على الإطلاق.
وهذا كلام ليس له أساس من الصحّة، فالشخصية التي ترسمها أمام الناس، لا تعكس المرآة التي يجدك الناس عليها، وعندما تذكر جلادتك وتلبس جلباب البرودة، فإنّك لا تغش أحدا إلا نفسك.
من فينا لا يشعر؟ ومن فينا لم يحزن في يوم من الأيام؟ ومن منا لم يفرح؟
لقد حبانا الله بهذه الشخصيات الجميلة، سواء كانت من الشخصيات الهادئة أو العنيفة أو الحسّاسة، وكلها وبفروقها الفردية تجعلنا نعاشر بعضنا بعضا، حتى تمشي بنا سفينة الدنيا إلى الممات.
أحد الإخوة وصف لي نفسه بأنّه لا يهتم بكلام الناس، ولا يعيرهم اعتبارا، وأنّه ذو شخصية قويّة، ولكن ما إن توجّه له نقدا أو تعليقا، حتى تجده يستأسد بوحشية محاولا فرض وجهة نظره، وفي خضم الصراع تلتفت إلى وجهه فتراه محمرّا غضبا مما تفوَّهَ به لسانك، وتستغرب من الوصف الذي وصف نفسه به.
إن هذه الشخصية الحسّاسة دائما ما تقع في مشكلات لا حصر لها، فإما هو يتّجه إلى الانطواء حتى لا يسمع كلمات تجرحه، أو ينخرط مع الناس ولكن بإزعاج وتأهّب، حتى إذا ما نطق أحدهم التفت إليه التفات الصقر لفريسته.
هذه الشخصية لا تحب سماع النقد ولا النصائح، ودوما في جدال لأن صاحبها يشعر بنقص، فيتحسّس من فلان ويكره فلان، وحصيلة يومه شاقّة ومتعبة جدا جدا، لانشغاله بما سيقال عنه.
وهناك من يحاول أن يلبس جلباب البرودة فيقول أنا لست حساسا، وأنا لا آبه لهذا وذاك، ولكن في داخل قلبه هو مهتم ومنتبه، وخاصة ممن يحاول أذيّته بقصد، فمربط الفرس هو دوران الحسّاس حول محيط ذاته.
إذا قلت له اقرأ هذا الموضوع عن كذا وكذا، فكّر بأنك تصحح له أخطاءه وانقلب الموضوع الذي تريد إفادته به الى خط أحمر لا يجب أن تتكلّم عنه، وبالتالي لا تعرف كيف ترضيه.
وهناك بعض الشخصيات الحسّاسة التي تهاجمك بسبب أو بدون سبب، وتطلق العنان الى يأسها من حساسيتها، فتنتهي بخلاف وفرقة بينك وبينها، فهي مستعدّة للفراق أكثر من حبّها للشخص الذي أمامها.
إنّ قدرة الشخص الحساس على التقاط إشارات دقيقة ومتناقضة في عقله الباطن، يمكن أن تؤثّر على عملية الاتصال في علاقاته، وعلى الرغم من أنّ له القدرة على التكيّف مع ما يدور حوله، فإنّه لا يستطيع قول ذلك؛ فلذلك يلجأ في بعض الأحيان الى استرجال بعض التصرّفات غير المناسبة في حقّه أو في حق من يحيط به.
ويمكننا التوصية بما يأتي لعلاج الشخصيات الحسّاسة:
-1 التدريب على الثقة بالنّفس من خلال المدربين المعتمدين والخبراء.
-2 مصاحبة الناس وتحمّل الخطأ منهم وإليهم.
-3 القراءة في هذا الشأن؛ حتى تتعرّف على مَواطن الضعف والقوّة في نفسك.
-4 إذا أخطأت فاعتذر، ومن منّا لا يخطئ.
وغيرها من أساليب العلاج النافعة، حتى تخرج شخصية تفيد صاحبها، وتفيد مجتمعها أكثر وأكثر... فلا تكون ذلك الحسّاس في الجلباب البارد، وتعلّم كيف تُمرِّن نفسك على تعديل سلوكك وشخصيتك.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2588 - الثلثاء 06 أكتوبر 2009م الموافق 17 شوال 1430هـ
لا أحب التعامل معهم ....
لا أتعامل مع الأفراد من هذه الشخصية إلا نادراَ حتى لا أسبب إلى نفسي المشاكل من حيث لا أدري فهم يحملون الكلام مالايحتمل ولا يحملوني على محمل خير واحد في أقل تقدير ....
متسلط في جلباب حار
الشخصية الحساسة من أصعب الشخصيات ومن المستحيل اندماجها في المجتمع مع الناس أو في العمل فالزملاء يصبحون أعداء والأهل والأخوان يعتبرهم أشرار يكيدون له ويتآمرون عليه والنظرات التي من حوله لها معاني سيئة وصاحب أو صاحبة هذه الشخصية لا ينعمون بالهدوء أو الصفاء النفسي حتى في النوم يحلمون بالكوابيس أرجو من الكاتبة تسليط الضوء على الشخصية المتسلطة أو سي سيد.
أحسنتِ
أحسنتِ عزيزتي مريم .. مقال جميل جداً جميل
نسايم الصباح
صدقتي
يااخيه ,وهاي اللي صاير في زمنه ,(عجبي من هذا الزمان)