ظهرت يوم الإثنين الماضي الحيّة الإسرائيلية الرقطاء، تسيبي ليفني، على «الجزيرة» لتوصل رسالتها للأمة العربية، ولتقول أن الهجوم على غزة يحقّق مصالح العالم الحر.
ظهرت على الجزيرة لتملي شروطها الثلاثة لوقف عمليات ذبح الفلسطينيين في القطاع: عدم مهاجمة المستوطنات بالصواريخ، وعدم تهريب الأسلحة للقطاع، والإفراج فورا عن الجندي جلعاد شاليط!
هذه الحية الرقطاء، لم تكتفِ بالحديث عن دولتها كوزيرةٍ للخارجية، بل نصبت نفسها متحدثة ومدافعة عن الشعب الفلسطيني، فقالت «إن حماس لا تمثل التطلعات الوطنية الفلسطينية، وإنّما تمارس أجندة إسلامية متطرفة، وتحث على الإرهاب والكراهية»، وهي عندها تخويلٌ من السماء لتغيير هذا الواقع، وتحقيق التطلعات الوطنية للشعب الفلسطيني!
المذيع العربي سألها عمّا إذا كانت «إسرائيل» وجدت تفهما أو دعما من أطراف عربية لهجومها الدامي على غزة، تجنّبت الرد وبدا عليها التلعثم والارتباك، لكنها استدركت بالقول: «إن أحدا من المعتدلين بالمنطقة لم يطلب منا الهجوم على غزة، مع أن أطرافا عربية مقتنعة بأن حماس تمثّل خطرا على عملية التسوية»! ولكن صديقها في هزيمة تموز ايهود أولمرت أكدّ بالحرف أن أطرافا عربية كانت تشجّعه على مواصلة الحرب على غزة... فإن كان هذا العجوز صادقا فتلك فضيحة!
ليفني التي تتولّى الدفاع عن العالم الحر بقتل نساء غزة وأطفالها وهدم بيوتها على أهلها، وتدمير مساجدها وجامعاتها، انتقدت تغطية «الجزيرة» لأحداث غزة، واتهمتها بـ «الانحياز لطرف واحد»، فالمفروض أن المذيعين العرب أن ينحازوا لـ «إسرائيل»، وذلك أفضل، أو يسكتوا عن جرائمها ليثبتوا أنهم حياديون بمعنى الكلمة. كما اتهمت القناة بـ «إثارة الشعوب العربية والإسلامية من خلال الصور التي تبثها»، فالمفروض أن تختار الصور التي لا تخدش المشاعر، وبدل نشر صور الأطفال القتلى والجثث المقطعة إلى أشلاء، كان عليها أن تبحث عن صور أشخاص يلعبون كرة السلة أو الدومنة!
هذه الحيّة التي تريد أن تعلّم الجزء النابض من الإعلام العربي كيف يغطّي مذبحة غزة، فشلت قبل شهرٍ في تشكيل وزارة في بلادها بعد أن أعطيت لها فترة أسبوعين لذلك، ولكنها تطمع اليوم للفوز في الانتخابات القادمة عبر إسالة أكبر قدر ممكن من دماء أهل غزة، في هذه الهجمة البربرية التي لم يشهد لها العالم مثيلا إلاّ أيام أتيلا وجنكيز خان وتيمور لنك.
الإنجيل خاطب الصهاينة الأوائل بقوله: «يا أبناء الشيطان»، ومرة أخرى بـ «يا أبناء الأفاعي». فهذه الحيّة الرقطاء متحدّرة من ظهر إيتان، أحد أفراد منظمة الأرغون الإرهابية التي قادها مناحيم بيغين (بطل غزو لبنان 1982)، وكان عضوا بالكنيست عن حزب الليكود بين 1973 و1984.
في صباها شاركت ليفني في المظاهرات ضد اتفاق فض الاشتباك بين «إسرائيل» وكل من مصر وسورية عام 73، فهي قد رضعت الحرب وشرب الدماء. بعدها التحقت بمعهد تدريب للضباط وحصلت على رتبة «ملازم أول»، وبعد أداء الخدمة العسكرية الإلزامية اشتغلت جاسوسة في جهاز المخابرات «الموساد».
بعدها درست الحقوق، وفي منتصف الثمانينيات أكملت دراسة الحقوق وأصبحت محامية مستقلة... ولكنها - من سوء حظّ أهل غزة- ظلّت متعطشة للقتل وسفك الدماء!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2310 - الخميس 01 يناير 2009م الموافق 04 محرم 1430هـ