العدد 2588 - الثلثاء 06 أكتوبر 2009م الموافق 17 شوال 1430هـ

«الإندبندنت»: دول عربية خليجية تبحث إبدال الدولار في تسعير النفط

نقل تقرير أوردته صحيفة “إندبندنت” البريطانية أمس (الثلثاء) أن دولا عربية بدأت تحركات سرية مع روسيا والصين واليابان وفرنسا لوقف استخدام الدولار الأميركي في تسعير النفط.

وجاء التقرير الحصري لمراسل صحيفة “إندبندنت” البريطانية، روبرت فيسك، تحت عنوان “زوال الدولار”، إن دولا عربية خليجية تخطط إلى التحول نحو سلة عملات منها: “الين الياباني واليوان الصيني والعملة الأوروبية الموحدة (اليورو)” بالإضافة إلى عملة خليجية موحدة تعتزم دول مجلس الخليجي التعاوني، باستثناء الإمارات وعُمان، إصدارها كعملات للإتجار بالنفط.

وذكر التقرير، أن مباحثات سرية في هذا الصدد عقدت بين وزراء مالية ومحافظي المصارف المركزية في روسيا والصين واليابان والبرازيل.

ونقلت الصحيفة البريطانية، أن مصادر خليجية وأخرى مصرفية صينية في هونغ كونغ أكدت لها وجود مخطط لإنهاء تسعير النفط بالدولار؛ الأمر الذي قد يفسر الارتفاع المفاجئ في أسعار الذهب.

وتوقعت الصحيفة أن ينبري الأميركيون، وهم على علم بالاجتماعات لكن ليس التفاصيل، للتصدي بقوة لهذه “المؤامرة الدولية” من حلفاء أوفياء، حتى اللحظة، هم اليابان ودول الخليج، على ما أورد التقرير.

يذكر أن إيران كانت قد أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول 2007 عزمها تسعير نفطها باليورو بسبب تراجع أسعار صرف الدولار، وتذبذب مستوياته مع أزمة المال الأخيرة، إلى جانب الخلافات السياسية مع واشنطن، والتي دفعتها إلى التصريح بضرورة وجود عملة احتياط دولية جديدة.

ولم تكتف إيران باستبدال تسعير نفطها؛ بل حثت سائر أعضاء الدول المصدرة للنفط “أوبك” على القيام بذلك للحفاظ على أسعار الطاقة.

ويأتي التقرير بعد أن أعرب محللون ماليون في يوليو/ تموز الماضي عن قلقهم حيال مستقبل الدولار في الأشهر المقبلة، مبدين خشيتهم من “سيناريوهات مظلمة” تنتظر العملة الأميركية لأسباب محلية ودولية.

وعدَّد الخبراء عجز الموازنة وارتفاع الدين العام الأميركي وتحذيرات الصين من اللجوء إلى عملة احتياط جديدة على أنها المخاطر الرئيسية التي تهدد أسعار الدولار، إلى جانب القلق حيال احتمال اضطرار واشنطن لضخ المزيد من الأموال في السوق، إذا اتضح أن الانتعاش الحالي ليس أكثر من “قفزة قط ميت” وفق المصطلحات الاقتصادية.


السعودية تنفي استبدال الدولار

من جانب آخر قال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي)، محمد الجاسر، أمس إن تقريرا صحفيا عن أن دول الخليج العربية تجري محادثات سرية لاستبدال الدولار في تجارة النفط “خاطئ”.

ورد الجاسر على أسئلة الصحافيين عن تقرير نشرته صحيفة “الاندبندنت” البريطانية قائلا، إن هذا غير صحيح على الإطلاق.


... والكويت تنفي استبداله في تجارة النفط

من جانبه، قال وزير النفط الكويتي، الشيخ أحمد الصباح، أمس إنه لم تجر محادثات بين الدول العربية المصدرة للنفط في الخليج لاستبدال الدولار في تجارة النفط. وأضاف الشيخ أحمد، أنه لا يتوقع تغييرا في سياسة إنتاج “أوبك” في اجتماع المنظمة في ديسمبر/ كانون الأول، ولكنه أضاف، أنه قلق قليلا بشأن التراجع في معدل الالتزام بحصص الإنتاج.

وتوقع أن تتراوح أسعار النفط بين 60 و80 دولارا للبرميل في بقية العام.

ووافقت “أوبك” على خفض الإمدادات بواقع 4.2 ملايين برميل منذ سبتمبر/ أيلول 2008 بسبب انخفاض الطلب والأسعار.


... وعُمان لا علم لها بالاستبدال

إلى ذلك، قال محافظ البنك المركزي العماني، حمود الزدجالي أمس، إنه ليس على علم بدراسة دول الخليج المصدرة للنفط استبدال الدولار بسلة من العملات في تجارة النفط. وصرح لـ “رويترز”: “لم ينم إلى علمي حدوث مثل هذا الأمر”.


... والجزائر لا ترى حاجة لاستبداله

وفي السياق نفسه، قال وزير المالية الجزائري، كريم جودي، أمس إنه لا حاجة لاستبدال الدولار الأميركي باعتباره العملة المستخدمة في تجارة النفط.

وقال جودي لـ “رويترز”: “الدول المنتجة للنفط تحتاج عائدات كبيرة لكن... لا أرى حاجة لتقويم تجارة النفط بشكل مختلف. لكننا في مؤتمر صندوق النقد الدولي؛ إذ تثار كل الموضوعات والمناقشات”.


سعر سلة «أوبك» يتراجع إلى 66,81 للبرميل

النفط يرتفع إلى 71 دولارا وترقب تداعيات استبدال العملة الأميركية

عواصم - وكالات

ارتفعت أسعار النفط مقتربة من 71 دولارا للبرميل أمس (الثلثاء) مدعومة بتراجع الدولار بعد تقرير صحافي عن أن دول الخليج العربية تجري محادثات مع دول أخرى بشأن استبدال الدولار بسلة عملات في تجارة النفط.

وسارع مسئولون بارزون في السعودية وروسيا والكويت والإمارات بنفي ما ورد في التقرير.

وساعد ارتفاع أسواق الأسهم مدعومة بتقرير إيجابي عن قطاع الخدمات الأميركي صدر أمس الأول (الاثنين) كذلك في تعزيز معنويات المستثمرين وتجديد آمال الانتعاش الاقتصادي في أكبر اقتصاد في العالم.

وارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف في عقود نوفمبر/ تشرين الأول 46 سنتا وجرت تسويته أمس الأول على 70.41 دولارا.

وارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الدولي 55 سنتا إلى 68.59 دولارا.

وقالت منظمة «أوبك» أمس إن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية تراجع إلى 66.81 دولارا للبرميل أمس الأول من 67.16 دولارا يوم الجمعة الماضي.


الكويت لا تعتزم بيع مصفاة روتردام

إلى ذلك، قال رئيس شركة البترول الكويتية العالمية، حسين إسماعيل، لصحيفة «الجريدة» الكويتية، أمس، إن بلاده لا تعتزم بيع مصفاتها في روتردام والتي تبلغ طاقتها 80 ألف برميل يوميا.

وصرح بأنه: «لا توجد نية لبيعها؛ إذ يتم التركيز حاليا على تطوير أدائها واقتصاداتها وهناك محاولة لزيادة كفاءة عملها».

وأضاف، أن الانسحاب من الأسواق الأوروبية «ليس مدرجا على خطط الشركة» على رغم شدة المنافسة.

وتكرر مصفاة روتردام نفطا كويتيا ومنتجات شبه نهائية. كما أن لشركة البترول الكويتية معمل أبحاث في المصفاة. والكويت رابع أكبر مصدر للخام في العالم.

«غازبروم» تستأنف شراء الغاز من تركمانستان

وتعتزم المجموعة الروسية العملاقة الناشطة في مجال الغاز «غازبروم» أن تستأنف في أكتوبر/ تشرين الأول – نوفمبر/ تشرين الثاني مشتريات الغاز من تركمانستان والتي توقفت منذ أبريل/ نيسان، كما ذكرت وكالة «انترفاكس» نقلا عن تقرير لبنك «في تي بي» نشر في ختام لقاء مع مسئولي المجموعة.

وأشار المحللون في البنك في هذا التقرير أيضا إلى أن روسيا قد تشتري من تركمانستان في 2010 كميات تراوح بين 10 إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز. وردا على سؤال لوكالة «فرانس برس»، رفض متحدث باسم «غازبروم» الإدلاء بأي تعليق بشأن هذه المعلومات.

وتوترت العلاقات الروسية التركمانية فجأة إثر انفجار أنبوب للغاز في أبريل يربط البلدين ما هدد تقريبا بوقف صادرات الغاز التركماني. وعلى رغم أنه تم إصلاح الأنبوب منذ ذلك الوقت؛ إلا أن شحنات الغاز التركماني إلى روسيا لم تستأنف.

واتهمت تركمانستان موسكو بأنها وراء هذا الحادث في حين انخفض الطلب الأوروبي على الغاز، ثم اتجهت نحو أوروبا لإيجاد منافذ جديدة.

وفي 13 سبتمبر، اتفق الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، ونظيره التركماني، قربان أوغلي برديمحمدوف، على استئناف الشحنات، لكنهما لم ينجحا في الاتفاق على موعد محدد لذلك.

وتركمانستان الدولة السوفياتية سابقا في آسيا الوسطى والغنية بالغاز، قررت أيضا طرح استدراج عروض لبناء أنبوب استراتيجي للغاز، في حين وعدت «غازبروم» في البداية أن يكون تنفيذ هذا المشروع من نصيبها.

العدد 2588 - الثلثاء 06 أكتوبر 2009م الموافق 17 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً