العدد 2587 - الإثنين 05 أكتوبر 2009م الموافق 16 شوال 1430هـ

لحظات الهدوء والتركيز

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

دخلنا مرحلة الحسم المونديالي، وبتنا فعلا نعد الأيام من أجل اللحظات المرتقبة التي ستحدد مصيرنا من التأهل لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخنا، لحظة هي أشبه بالحلم الذي بات قريبا من أن يكون حقيقة.

بعد أربعة أيام نخوض المباراة الأولى في الملحق النهائي للمونديال أمام نيوزيلندا في البحرين، واستعدادات المنتخب في أوجها بعد أن دخل معسكرا مغلقا لحين موعد المباراة.

المنتخب في هذه المرحلة الحساسة لابد أن يعاني من ضغوط جماهيرية وإعلامية مطالبة إياه بتحقيق نتيجة إيجابية في البحرين، هذا عطفا على الضغوط المتمثلة في أهمية المباراة وحساسيتها ووجود تجربة سابقة قبل أربع سنوات أمام ترينيداد وتوباغو عندما ظننا أننا بلغنا المونديال.

لكن على المنتخب وإدارته أن تبعد اللاعبين عن كل ضغط، بحيث يخوضون المباراة كغيرها من المباريات ولكن بتركيز أكبر ومن دون ضغوط تشل حركة اللاعبين في الملعب.

ما نحتاجه في هذه المرحلة الحساسة هو الكثير من الهدوء وكذلك الكثير من التركيز سواء داخل الملعب وخارجه.

والهدوء يجب أن يكون في تعامل أفراد المنتخب مع بعضهم ومع وسائل الإعلام ومع الجماهير، وبالعكس أيضا من خلال التعامل بواقعية من قبل الإعلام والجماهير لأننا نواجه منتخبا ليس أقل منا مستوى في ظل ما يمتلكه من لاعبين محترفين وتجربة جيدة بعد مشاركته في بطولة القارات الأخيرة في جنوب إفريقيا.

والتركيز الذي نحتاجه يتمثل في عقلية المدرب ماتشالا الذي يجب عليه التركيز تماما في اختيار أفضل العناصر الجاهزة لخوض اللقاء الحاسم إلى جانب اختيار طريقة اللعب التي تناسب هذه المباراة وتناسب أجواءها وجماهيرتها وتتوافق مع نقاط القوة والضعف في المنتخب المناسب.

المرحلة حرجة وحاسمة وتاريخية وهذا صحيح، ولكننا من دون أن نحتفظ بكامل هدوئنا وأعصابنا وتركيزنا لن نتمكن من تخطيها، وكلنا شاهد ما حدث قبل أربع سنوات عندما أعلنا التأهل مبكرا وجهزنا للاحتفال به فأحدث ذلك ضغوطا مبالغة على اللاعبين انعكست على أدائهم السيئ في الملعب، فبدا كل لاعب منهم يلعب وكأن فوقه جبل من الضغوط ما أثر على تحركاتهم ومستوياتهم الفنية وهنا يلعب العامل النفسي دورا حاسما في تهيئة المنتخب لمثل هذه الأجواء.

نحن من خلال موقعنا كإعلاميين وجماهير علينا دور كبير في تهيئة الأجواء المناسبة للمنتخب وتخفيف الضغوط عليه، ويجب أن نتعامل مع المباراة بواقعية ومن باب أن الحظوظ متساوية بيننا وبين المنتخب النيوزلندي ومن يجتهد أكثر في داخل الملعب ويخدمه قليل من الحظ سيكون الأقرب للوصول للمونديال العالمي.

في مباراتنا أمام المنتخب السعودي في الملحق الآسيوي دخلنا المباراتين بواقعية في البحرين والسعودية وأدينا بشكل جيد وخدمنا الحظ فتمكنا من خطف بطاقة التأهل، ومواجهة نيوزيلندا لن تختلف عن مواجهة السعودية وعندما نلعب بالطريقة نفسها وبالتركيز نفسه حتى آخر اللحظات فسنكون قريبين جدا نحو إنجاز تاريخي للرياضة البحرينية ولهذا الجيل من اللاعبين.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2587 - الإثنين 05 أكتوبر 2009م الموافق 16 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً