العدد 2586 - الأحد 04 أكتوبر 2009م الموافق 15 شوال 1430هـ

حلقة جديدة للوزير!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في لقائه الأخير بأهالي عراد، أعلن وزير الإسكان بناء 514 منزلا في مشروع عراد الإسكاني، وسيكون جاهزا للتوزيع بعد 18- 20 شهرا من بدء العمل فيه.

الوزارة التي توزّع وعودها بسخاء على أهالي الشمالية والغربية والوسطى وسترة، وتتحدّث عن مشاريع جديدة لبناء آلاف الوحدات السكنية، لم تكن أقل سخاء مع أهالي المحرق، فوعدت باستكمال الإجراءات لثلاثة مشاريع في البسيتين وعراد وشمال شرق المحرق.

الأهم في كل ذلك، ان جواب الوزير بدا مضطربا في تحديد آلية التوزيع، فقال «إن الأصل في التوزيعات هو الأقدمية، غير أن الأفضلية في (هذا المشروع) ستكون لأهالي المجمعات القريبة منه»! وهكذا لم تصمد نظرية الوزير في «الأقدمية» أكثر من أربعين يوما حتى بدأت بالتفكّك والتحلل والسقوط!

في قضية الانقلاب على مشروع «إسكان القرى الأربع»، تعرّض الوزير إلى محاكمةٍ علنيةٍ في الصحافة، كشفت الكثير من مواطن الضعف في أداء وزارته، حتى امتنع عن الرد على اتصالات الزملاء لعدة أسابيع وخرج في إجازة، ولم يجد مخرجا إلاّ حين دعته إحدى صحافيات الموالاة، لتسجيل حلقة في برنامجها «الرأي الواحد والوحيد»! وهكذا تم تجهيز البخور والعطور، وعمل مونتاج لطيف لتفنيد كل تهم المتربصين والحاقدين (هداهم الله)! وتطوّعت بنفسها في رفع النماذج والصور لتكون واضحة للمشاهدين، والمساعدة في الردّ جنبا إلى جنب الوزير، كل ذلك انتصارا لنظرية «الأقدمية» في دولة المؤسسات والقانون!

الوزير أصرّ حينها على تغيير مسمى المشروع من «مشروع النويدرات»، أو «القرى الأربع»، إلى «هورة سند»! رغم أربع سنوات من المراسلات بين وزارته والمجلس البلدي ومجلس النواب، والتي نشرتها الصحافة مع الصور والنقد والتحليل. وهدف البرنامج الجماهيري إلى القول إن «مشروع القرى» إنما كان بدعة من الأساس، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار.

حينها كتبت في هذه الزاوية أن الوزير تورّط حين قيّد نفسه بمبدأ «الأقدمية»، إذ سيظلّ مطالَبا بالالتزام به على الدوام، دون لفٍّ أو دوران، وأن الوزارة ستوضع تحت المجهر في أي مشروع إسكاني جديد، فلم يعد مقبولا الكيل بمكيالين، أو المناورة بين مبدأ «المناطقية» و»الأقدمية». ولم يمض أكثر من أربعين يوما حتى عادت المناورة والتلاعب بالكلمات، وعادت وزارة الإسكان بحاجةٍ إلى طوق نجاةٍ جديد، ينقذها من انقلابها السريع على نظرية «الأقدمية»! فمن الواجب الوطني والمسئولية القومية ألا تتركوا الوزير هذه المرة أيضا، يواجه المشكلة وحده، بعد أن تخلّت عنه السلطات الثلاث!

الآن... على معدّة البرنامج أن تجهّز محاور حلقة جديدة، بما فيها من صور وخرائط و»اسكتشات»، لإثبات أن مبدأ «الأقدمية» لا يمكن تطبيقه على جميع المشاريع الإسكانية، نظرا للخصوصيات السيكولوجية والباراسيكولوجية والميتافيزيقية والإكلينيكية! وعليه لابد أن تُعطى الأفضلية في مشاريع المحرق لأهالي مجمعاتها، وليس للأقدمية أو غيرها من الخرابيط! وزيادة في الالتزام بمعايير الوطنية، نقترح تغيير مسمى «مشروع البسيتين» إلى مشروع «هورة سماهيج»!

ملاحظة للأمانة والتاريخ: موقف الكاتب من الإسكان... الالتزام بالعدالة للجميع، وتطبيق معايير ثابتة على جميع المناطق والمحافظات، دون انقلابات أو جمبزة أو تلاعبات، وإعطاء الأولوية للسكان القدامى (المعتقين) وليس الجدد الذين يلمعون في القراطيس!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2586 - الأحد 04 أكتوبر 2009م الموافق 15 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • نور الدنيا | 2:03 م

      ام الوزارات بحاجة الى دعم

      على غرار ام المعارك نقول ان وزارة الاسكان هي الاولى والاعلى في الهرم الوزاري و عليها الكثير من المسئوليات وتحمل الثقل كله للايفاء بوعودها في فترات زمنية محددة والكثير من الناس من جميع الفئات يعتمدون عليها في توفير المسكن الملائم لذا المطلوب دعمها والوقوف مع سعادة الوزير وعدم تثبيط الهمم وحتى لو جاء وزير آخر بعد سنوات سنقابله بالانتقادات لأن شعار البعض لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب المملكة توسعت أضعاف في الحجم وفي عدد السكان لذا السياسة الاسكانية يجب ان تتغير بشكل جذري حتى تحصد النجاح.

    • زائر 17 | 11:14 ص

      حقي الهوى

      أشكر قلمك الرائع بانتظار المزيد وحقاً كم هو معيب أن يتنازل شخص ما عن مبادئه بين ليلة وضحاها خصوصا إذا كان هذا الشخص هو الشخص المفترض لحماية حقوق الناس.
      وأما بالنسبة (لامتداد) فحقاً كما قلت في عدم قبولك بمستعمرة بحرانية لأن مستواك هو المستعمرات اليمنية والباكستانية والبلوشستانية وتعجز يدي عن ذكرها كلها.
      دمت سالما يا سيد ويدنا بيدك لفضح مثل هذه السياسات

    • زائر 16 | 10:57 ص

      ردا على امتداد

      اقول اسكت يامجنس ياجلف لان السنه يحبونه واحنا نحبهم ومايطيقونكم ياجلف

    • زائر 15 | 8:07 ص

      امتداد !!!!!!!!!!!!

      المحرق لأهل المحرق.لا ولن نقبل بمستوطنات بحرانيه في مناطقنا. وشكرا لوزارة الأسكان.

    • زائر 14 | 7:46 ص

      يعني شنو؟؟؟؟؟؟

      يعني احنا اهالي مدينه عيسى بيردون يجبون علينا ومابنحصل بيووت بعد هالتعب والصبر لمتى بنحصل يعني والاكله بس لربعهم

    • زائر 12 | 5:48 ص

      لبلادي

      والله مقال في منتهى الروعة للكاتب الاستاد قاسم حسين ، مثل ما قال محب البحرين جمبزة في جمبزة

    • زائر 7 | 2:50 ص

      منو الطائفي

      نحن لسنا ضد مبدا الاقدمية ولسنا ضد ان يحصل المواطن الاصلي المحرقي او البسيتيني على بيت بس شوفوا منو الطائفي البحارنه لو وزارة الاسكان لما وصل الدور على المناطق السنية قال لا راح نوزع بمبدا المناطقيه يعني اهالي المحرق لهم رب واهالي القرى الاربع مالهم رب
      اتقوا الله في البحارنه فهم مواطنون لو تريدوننا ندول القضيه لانه في البلد ما فيه انصاف في كل شي

    • زائر 5 | 1:59 ص

      على في كل الامور توكلي

      إلهم يوم يا سيدي الكريم
      لهم يوم .. هم ناسيه .. لكن القهار ما ينسى

    • زائر 4 | 1:36 ص

      هذا ما اراده النواب

      عزيزي قاسم حسين منذ تعيين هذا الوزير وهو يتخبط بالوزارة ليس بمجال الخطط الاسكانية فقط بل بادارة الوزارة ايضا واسئل اي موظف بالوزارة وهو يعلمك ولكن الشره موعليه الشره على نوابنا المحترمين يريدون مصالحهم ومصالح اهاليهم تمشي بالوزارة ويكون الوزير نزيه ولايجب ان يحاسب والمثل يقول ينعت السوق من ربح فيه وهذا الكلام يفهمه النواب وبعض مدراء الوزارة

    • زائر 3 | 1:12 ص

      الله كريم

      الله كريم يا سيد الشاب في البحرين يتخرج من الدارسة وينتظر سنين على ما يحصل وظيفة ، وبعد ما يحصل عليها الراتب ( الله يستر) ويحرم نفسه من كل شي على شان يجمع ليه كم فلس لتوكين الاسرة ولكن ينصدم انه لا يستطيع توفير المسكن المناسب لحياته الزوجية ( ناس بناتهم تزوجو وصارو اجداد والى الان لم يحصلو على بيت ) حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 2 | 1:03 ص

      الضمير

      اللي ميا يحكمه ضميره ما فيه خير.

    • محب البحرين | 12:30 ص

      محب البحرين

      "إذا عشت في بلد الجمبزه, في زمن الجمبزه, فاعلم بأنها مطنزه"

اقرأ ايضاً