العدد 2586 - الأحد 04 أكتوبر 2009م الموافق 15 شوال 1430هـ

نساء من البحرين

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لا تخلو البحرين من التجارب والنماذج النسائية المختلفة التي بعض منها بلاشك قد يثري ويفيد أجيال المستقبل التي قد لا تعلم حجم التضحيات التي قدمت من أجل النهوض بالمرأة ووصولها بالشكل الذي نراه ونلمسه في وقتنا الراهن .

وهو ما يعد حصيلة تراكمات لمراحل وتاريخ من مسيرة نضال طويلة مع التعليم والعمل وأيضا حصيلة لتغيير في العقليات التي كانت في مرحلة ما تنظر إلى تعليم المرأة للقراءة والكتابة واحدا من المحرمات إلا أن هذه النظرة تغيرت بمرور الوقت كما هي المفاهيم إزاء ذلك أي من القراءة والكتابة وصولا إلى تقبل مفهوم الدراسة المنتظمة في المدرسة والجامعة و من ثم خوض معترك الحياة المهنية التي بدورها تحقق الاستقلال الاقتصادي للمرأة.

ولولا المتغيرات الاجتماعية التي صاحبتها متغيرات سياسية واقتصادية لما طرأت قوة ضغط لتغيير نحو ما هو أفضل للمرأة والفتاة البحرينية داخل مجتمعها مؤثرة ومتأثرة بما يحصل وحصل من حولها على غرار بعض الدول العربية.

لذلك فليس من المستغرب أن نرى نساء وطننا يخترقون حدود الوطن اليوم وأمس سواء لتلقي العلم أو العمل، فالبحرينية تجدها اخترقت وتخترق كل مجال وصنعة وتخصص دون تحفظ أي من عاملة نظافة وسائقة تاكسي وبائعة إلى طبيبة ومهندسة ومصرفية وصحافية ومحامية ووزيرة وسفيرة وغيرها.

وصول المرأة إلى ذلك تطلب تقديم تضحيات كثيرة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه وتطورت إمكانياتها وتوسعت خياراتها في مجالي العمل والتعليم.

هناك من النماذج الكثيرة التي رصدتها كتب التوثيق والتاريخ وأخرى مازالت تعيش معنا تعمل وتكافح لأنها قادرة على العطاء حتى اليوم في مجتمعها مثل والدتي الطبيبة «غالية دويغر» التي تعد أول طبيبة بحرينية درست الطب في موسكو في ستينيات القرن الماضي وهي من عملني أن العلم والعمل هما سلاح المرأة وما معنى أن يكون الإنسان صاحب مبدأ وعطاء مستمر لعائلته والمجتمع والوطن.

نموذج آخر مثل الزميلة الإعلامية ورئيسة تحرير صحيفة «الوقت» (سابقا) خولة مطر التي تدرجت في مجال عملها الصحافي والإعلامي وصولا إلى العمل الدولي الذي بدوره مهد تعيينها حديثا في منصب مدير للمركز الإعلامي للأمم المتحدة.

أيضا الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة التي لعبت دورا متميزا عندما عينت كأول سفيرة بحرينية في العاصمة باريس وعند تقلدها منصب رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 61 لتصبح بذلك أول سيدة عربية تترأس هذا المنصب في سابقة لم تسجل من قبل.

جميع هؤلاء النساء قدمن من مختلف الطبقات الاجتماعية والثقافية والأكاديمية وجمعيهن مازالن يقدمن الكثير باسم البحرين في الداخل وأيضا في الخارج وعلى الدولة تكريم هذا النموذج من النساء على اعتبار أنهن مثال حي لما تمتعت ومازالت تتمتع به البحرينية منذ بدايات التعليم وحتى الآن على اعتبار أن البحرين سباقة في ذلك على مستوى المنطقة.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2586 - الأحد 04 أكتوبر 2009م الموافق 15 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:15 ص

      العزيزة ريم

      النساء البحرينيات مكافحات حبذا لو تخصص الوسط حلقة عن كل سدة بحرينية مكافحة واجراء المقابلات معهم حتى يكونون قدوة لبنات هذا الجيل وكي يعرف هذا الجيل ما كابدته المراة البحرينية على طول مسيرتها الحياتية
      مع تحياتي

اقرأ ايضاً