تستعد البحرين لافتتاح ميناء خليفة بن سلمان، وهو الميناء التجاري الأكبر في البلاد، بشكل رسمي منتصف الشهر المقبل؛ إذ بدأ هذا الميناء العلميات التجارية في أبريل/ نيسان الماضي.
وقد منحت إدارة الموانئ البحرية عقودا لعدد من المؤسسات لتقديم خدمات بغرض الإعداد للحفل، منها خدمات دعم وإعلام.
ومن المنتظر أن يحوِّل ميناء الشيخ خليفة بن سلمان البحري الجديد في منطقة الحد الصناعية، الذي افتتح في منتصف الشهر الجاري، البحرين إلى مركز رئيسي للملاحة في شمال الخليج؛ بهدف خدمة دول المنطقة التي يبلغ حجم سوقها نحو 400 مليار دولار سنويا.
ووصلت أول حاوية تجارية إلى الميناء، الذي بلغت كلفة إنشائه ملايين الدولارات، في 15 أبريل الجاري، معلنة بدء مرحلة جديدة من النشاط الملاحي في البحرين التي تسعى إلى استغلال الميناء ليكون مركزا إقليميا لخدمة الدول الواقعة شمال الخليج مثل العراق وإيران والمملكة العربية السعودية والكويت بالإضافة إلى قطر.
واستثمرت «APM Terminal» الدنماركية، وهي مشروع مشترك مع شركة كانو البحرينية التي تملك حصة تبلغ 20 في المئة وتدير المشروع، نحو 62 مليون دولار لوضع أنظمة حديثة وآلات للمناولة في الميناء الذي يحتوي على أنظمة تقنية متطورة ونحو 6 مراس للحاويات، يبلغ عمق الواحد نحو 300 متر.
وتبذل جهود لجعل الميناء مركزا لاستقطاب السفن والحاويات المحمَّلة بالمواد التي يتم استيرادها إلى المنطقة، التي تشتد المنافسة فيها نتيجة لتواجد موانئ أخرى في دول مجاورة مثل ميناء الدمام في السعودية الواقع على ساحل الخليج العربي.
ويرجع السبب الرئيسي وراء نجاح ميناء الشيخ خليفة إلى النمو الاقتصادي المتواصل الذي تشهده المنطقة، وكذلك حجم التجارة الذي يلازم عملية التشييد والبناء في دول الخليج العربية، بالإضافة إلى العراق الذي يحتاج إلى عملية أعمار ضخمة بسبب الحروب الدامية التي شهدها، وانهيار بنيته التحتية، وقد يساهم ميناء الشيخ خليفة بقوة في توفير المواد الضرورية.
وتحتوي مرافق الميناء على أربع رافعات جديدة من طراز بوست باناماكس، تستطيع الوصول إلى 18 صفا من الحاويات، وجدار لرسو السفن يصل طوله إلى 1800 متر، وقناة بعمق 12.8 مترا. وتتم عملية تجريف مستمرة للقناة؛ إذ من المقرر أن يصل عمقها هذا العام إلى 14 مترا، بينما سيصل إلى 15 مترا في مطلع العام 2010 ليتناسب مع عمق حوض الدوران البالغ 15 مترا.
ونقل بيان رسمي عن المدير التنفيذي للشركة، ستين ديفيدسن، قوله: «أصبحت رؤية حكومة البحرين المتمثلة في إنشاء ميناء يتمتع بقابلية النمو لخدمة تطلعات البحرين العالمية حقيقة واقعة اليوم. مع هذا الميناء، باتت البحرين تضع نفسها في مركز بارز كميناء مركزي مثالي في منطقة شمال الخليج العربي، لتقديم الخدمات إلى أسواق الخليج في السعودية والعراق وشمال إيران والكويت وقطر».
وتوفر البنية التحتية الحالية، والتي تضم مطار البحرين الدولي وجسر الملك فهد الواصل بالسعودية، وجسر «المحبة» المخطط لإنشائه ليربط بين البحرين وقطر، شبكة مواصلات تعزز موقع البحرين في قلب منطقة الخليج. وبالإضافة إلى ذلك، تقع إلى جانب الميناء الجديد منطقة البحرين اللوجستية، التي تعد أول مركز متعدد الاستخدام يركز على إعادة التصدير والفعاليات المضافة.
وسيستمر ميناء سلمان، الذي يخدم البحرين منذ نحو نصف قرن، بتسلم صادرت مادة الألمنيوم الذي تنتجه شركة ألمنيوم البحرين، وكذلك الحاويات والبضائع العامة.
وقد تم تركيب نظام جديد للمعلومات لإدارة مسارات السفن القادمة والخارجة من ميناء الشيخ خليفة بن سلمان، والتي فازت بعقده الشركة العالمية ترانزاس الشرق الأوسط. ويعد النظام أحد عناصر نجاح الموانئ الحديثة من حيث الكفاءة والسلامة لإدارة إبحار السفن من وإلى الميناء، وأن النظام يأخذ بالاعتبار إمكانية التوسع في الميناء في المستقبل.
ويشمل النظام كاميرات ملاحظة ومراقبة الأرصاد الجوية لقياس سرعة الرياح واتجاها ومدى الرؤية، بالإضافة إلى حالات المد والجزر. ويتم تمرير هذه المعلومات إلى برج المراقبة من خلال طرفين، وكذلك إلى المشرفين على الميناء، بالإضافة إلى الهيئات الحكومة الراغبة في استقبال مثل هذه المعلومات.
ويتكون النظام من العديد من الأجهزة والبرامج تعمل بالكومبيوتر، والتي تم تصميمها بعناية من قبل الشركة لتقديم أفضل نظام موثوق فيه إلى سلطات الميناء. وفازت شركة ترانزاس الشرق الأوسط بالعقد، وكذلك نظام الرادار من نوع ORS3 والذي يطلق عليه Navi-Harbour System والذي يستخدم في أكثر من 100 من السلطات والموانئ حول العالم.
وسيرفع الميناء الجديد قدرة البحرين لمناولة الحاويات من 250 ألف حاوية، وهو المعدل الحالي، إلى نحو 800 ألف حاوية مع الميناء الجديد، ويمكن رفعها إلى 2,5 مليون حاوية مع إجراء عمليات توسعة إذا استدعت الحاجة
العدد 2585 - السبت 03 أكتوبر 2009م الموافق 14 شوال 1430هـ