العدد 2584 - الجمعة 02 أكتوبر 2009م الموافق 13 شوال 1430هـ

«انفلونزا الخنازير»

علياء علي alya.ali [at] alwasatnews.com

قبل أن يدخل وباء انفلونزا الخنازير إقليم شرق المتوسط بشكل عام ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، وعندما كان ينتشر في الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك (مهد المرض)، كانت التصريحات الرسمية في وزارتين من وزاراتنا على نحو عجيب من التوقع؛ فمسئول في الوزارة الأولى صرح بأن المرض بعيد عن دولنا الخليجية وأنه من الصعوبة على المصاب بانفلونزا الخنازير أن يُسافر وهو ما يوحي بأن المرض لن يصلنا، أما في الوزارة الثانية فكانت التصريحات تتجه إلى أن خلو دول الخليج من المرض سيجعلها وجهة سياحية ومنطقة جذب في موسم العطلات!

وقبل أن نتذكر هذين التصريحين في ظل المعطيات الحالية فقد فاجأ الوباء الجميع، وسجلت البحرين ثلاث وفيات بالمرض إحداها للشاب البحريني موسى التيتون، وأصبحت انفلونزا الخنازير تتجول مع المسافرين الذين لم توقفهم عن سفرهم أعراض المرض؛ فالمصابون بانفلونزا الخنازير نشروا الوباء على خريطة العالم بسرعة فائقة بلغت مداها عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الوباء وصل إلى الدرجة السادسة القصوى في مقياس من ست درجات وأصبح عالميا، وقدرت المنظمة استمراره قرابة العامين.

الخطاب الرسمي بشأن القضايا المصيرية المرتبطة بحياة الإنسان ووجوده بحاجة إلى المزيد من الدقة حتى لو كان على سياق التوقع، وعلى رغم الاستعداد لمواجهة الوباء فإن التصريحات التي يطلقها المسئولون لابد أن يكون لها صدى ولابد أن تؤثر بشكل أو بآخر على صدقية الجهات الرسمية وثقة الناس بها، الوباء أصبح واقعا الآن وعلى الرغم مما أعلنته وزارة الصحة من أن الدراسات القليلة المجراة على المرض وما أعلنته منظمة الصحة العالمية من أنه «مرض بسيط»؛ فإن هناك مصادر خطورة تجعل من الوباء مؤثرا مباشرا على صعيد الصحة والتعليم والاقتصاد وغيرها من الأصعدة، وبحسب ما ذكره وكيل وزارة الصحة السابق عبدالعزيز حمزة من إحصاءات الصحة العامة التي تُبيُن أنه في حالة انتشار وباء ما في البحرين فإنه سيؤدي إلى إصابة 300 ألف نسمة خلال فترة انتشاره بسبب الكثافة السكانية المرتفعة في المملكة، ومصدر خطر آخر يذكره المختصون وهو إمكان تحور الفيروس المسبب للمرض، بالإضافة إلى سرعة انتشاره وانتقاله من فرد لآخر، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة المصابين بأمراض مزمنة في البحرين الذين يعتبرون من الفئات ذات الخطورة العالية بالإضافة إلى الحوامل والمسنين.

استنفرت «الصحة البحرينية» طواقمها برغم حالة الخوف التي تعرّض لها بعض الأطباء والممرضين في بداية اكتشاف الحالات وتفاجئهم من معاينة المشتبهين بالمرض، فإن الوزارة كانت شفافة في إعلان الإصابات والحالات التي تكتشفها على رغم توقفها عن الإعلان اليومي عن الإصابات بعد توصيات منظمة الصحة العالمية بذلك لانتشار الوباء، ولكن تبدو المرحلة المقبلة حبلى بالمفاجآت، فرُقعة الوباء آخذة في الاتساع في العالم أجمع ودول الخليج العربي والإصابات في تزايد، وتتوقع وزارة الصحة أن تزداد الإصابات خلال الفترة المقبلة مع مطلع الشتاء، إذا لم تكن هناك إجراءات فاعلة ومؤثرة تحد من المرض وتحمي سكان البحرين من هذه الجائحة التي قد تهدد الآلاف من البحرينيين والمقيمين المطالبين بأخذ احتياطاتهم واتباع الإرشادات الصحية لكي لا تتحول البحرين الى بؤرة جديدة لهذا المرض.

إقرأ أيضا لـ "علياء علي"

العدد 2584 - الجمعة 02 أكتوبر 2009م الموافق 13 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 2:37 م

      المرض ليس الى خدعة

      المرض هو خدعة عالمية
      للقاح الذي اهو اخطر من المرض نفسه
      وومنظمة الصحة العالمية متعاونة معاهم

    • البدر البحريني | 9:37 ص

      الله يحفظ امة محمد ( ص)

      السلام عليكم
      تحياتي لكاتبة هذا المقال والله يعطيك العافيه
      حقا موضوع رائع تستحقين عليه الشكر الجزيل
      عليكم بأخذ الحيطه والحذر والله يحفظ امة نبينا
      محمد صلى الله عليه واله وسلم
      مع التحيه

    • زائر 3 | 4:08 ص

      الله الستار

      ويي ..
      الله يكفينآآ

    • زائر 2 | 3:51 ص

      الدعاء

      الرسول(ص)قال:الدعاءسلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض...أقترح أن تقام مجالس يحضرها جمع من المؤمنين ويبتهلوا لله بصدق وتوجه وإضطرار أن يرفع الله عن الناس وخصوصا العالم الاسلامي هذا الوباءوذلك مصداقا لقوله تعالى(قل ما يعبأبكم ربي لولا دعاؤكم)طبعا لإضافة للأخذ بالتعاليم الصحية

    • حنان فاضل | 2:11 ص

      الناس والمرض

      الناس بعضها خايفة من المرض وخايفة من السفر وبعضها غير مهتم بالمرض وبعضهم يسافرون ويقولون ليش الخوف من السفر والمرض موجود في البحرين وفي أقول أختي علياء علي الله يعطيك العافية على المواضيع الممتازةسلمت يدك

    • زائر 1 | 1:17 ص

      بهي نستعين

      بسم الله الرحمان الرحيم
      بختصار شديد \هناك امر مادي محض وهناك امر غيبي محض
      على الانسان العاقل ان لا يستهين بكلام الاطباء المختصين ولاكن لايجعل القضية مادية محضه وانما احتياط معقول ثاني شيء لاينسى الامر الغيبي ان يدعو الله \وكما تعلمون بان الله يغير القضاء بدعاء ولو ابرم ابراما

    • عصفورة | 9:36 م

      أوبئة أخر الزمان

      صدق الامام علي عليه السلام حين قال:
      ليس البلية في أيامنا عجبا بل السلامة منها أعجب العجب
      الله يبعد هالوباء عنا وعن اهلنا وحبايبنا

اقرأ ايضاً