لا أريد أن أتحدث عن الفليم وقصته، لأنه في النهاية هو فلم ويتحدث عن قصص الاختطاف التي تحدث في المكسيك من بينها قصة «بيتا»، فلا يهمني ذلك بقدر ما كان يُراودني من ذكرياتٍ كانت كمسلسلٍ يدور في مخيلتي من حدثٍ لآخر...

في تلك السنة التي ذهبت فيها لزيارة إخواني وأخواتي في بريطانيا حيث كانوا مهجرين من المعاناة والمآساة التي حلت وأصابت كل البحرين، نعم صعدنا طائرة قطرية استمرت في السماء سبع ساعاتٍ، كانت الابتسامة من أختي منصورة عبدالأمير واسعة جدا حينما وصلنا، أنا ومن معي استغربنا! أهذه منصورة؟ ماذا حدث لكِ ؟ لقد تغيرتِ بل وقصُر طولكِ، قالت: لا بل أنت أصبحت أطوّل، الأحاديث الشاقة في سيارة سيد هادي ولندن الجميلة، كُنا ننظر إلى الطبيعة الأوروبية، الأشجار المحيطة بالشوارع، السماء وغيومها... نعم لا يزال شريط الذكريات يستمر في العرض وأنا أشاهد مع ابن خالتي فلما يتحدث عن اختطاف «بيتا».

الفيلم يستمر وذكرياتي تسترجع، المفاجأة كانت عند الوصول إلى تلك الشقة الصغيرة في أحد أحياء مدينة لندن، حيث التلفاز يعلن عن «اختطاف طفلة اسمها سارة»! وعلامات استفهام مني ومن معي فقالت أختي: إنها عملية اختطاف حدثت قبل مجيئكم بيوم أو يومين في إحدى الغابات.

كانت مخيلتي ترسم حادثة الاختطاف بدقة مبالغة، قد تتصورون أنني أكذب، كلا كلا، فمخيلتي تصوِّر الاختطاف على ذلك النحو الذي خرجنا فيه ذلك اليوم مع أخي منصور وأبنائه وأنا وأحمد وزينب حيث في إحدى غابات «بيرمنكَهام « نعم وطريقها جميل لكن القصص مُرعِبَة ! لازلتُ أتذكر أشجار الغابة الكثيفة وحيث تمتلأ بالذئاب ليلا وصباحا حيث يختلي المكان من الرواد.

سارة تلك الطفلة التي خرجت مع أبيها وأمها وإخوتها وكانت تلعب مع أخواتها وتقدمت في طريق الغابة مسافة فقط تحجب الرؤية بين الأشجار عن إخوتها ولم يروها بعدها، إلا تلك السيارة التابعة لأحد جيرانهم... مع مرور الأيام ونحن نستمع إلى أخبار «سارة» يتوصل الشرطة والمخابرات بأن الجار قد اغتصب «سارة» وماتت منذ ذلك الحين، ويعترف هو ويعتقل. ومن ذلك الحين لا أعلم هل اقتص من القاتل وهل أعيدت جثة الطفلة البريئة؟

إن الدول الغربية تشهد حالات اختطاف تدمي القلوب وجعا من كثرتها، فحادثة سارة ليست الأولى ولا الثانية التي سمعناها خلال إجازة شهر أو شهرين من الصيف قضيناها في بريطانيا، مجتمع لا أمان للأطفال فيه.

كان زوج أختي سيد هادي يقلق على ابنته فاطمة عندما تقف فقط عند باب الشقة فيناديها لتدخل.

أشعرُ بالأسف لتلك المجتمعات، فأين مجتمعنا الإسلامي وهذه الحوادث المثيرة واليومية؟ نعم أنتم أيها المسلمون في دولٍ فاخرَة بالأمان، في دولٍ مجتمعها أقلّ حِدَة بمئات الأميال من المجتمعات الغربية.

أتمنى لو يتعلم المجتمع الغربي نصفا من أمان مجتمعاتنا... والحمد لله رب العالمين

مهدي عبدالأمير

وطنيّات العيسى

(1)

مْحَرَّقْ يا خَلَفْ أَهْلِي وُمالِي

يا نَغْمَةْ صُوْتْ يا نِهْمَةْ يا مالِي

يا دارْ أَبْطالْ يا مَلْفَى اِلأياوِيْدْ

يا بَحْرْ اِلْحُوْرْ يا أَرْضْ اِلْجَمالِي

(2)

قَلالِي يا خَلَفْ لَوَّلْ وُتالِي

يا رِيْحَةْ وَرْدْ لِي هَبْ اِلْشِمالِي

يا مَوّالْ اِلْطَرَبْ يا صُوْتْ نَهّامْ

عَزِيْزْ اِلْرآسْ يا ساكِنْ قَلالِي

(3)

هِي البحرين وِيَتْبِعْها يِزِرْهَهْ

لَها لِبْحُورْ في مَدْهِهْ وُيَزِرْهَهْ

آحَذَّرْ كِلْ طامِعْ في بِلادِي

إذا حَطْ القَدَمْ شَعْبِي يِزِرْهَهْ

(4)

آحِبِّكْ يا بِلادِي حُبْ نَفْسِي

وُحُبِّي لَكْ فَرَحْ أَيّامْ عِرْسِي

وُمَهْما بِعِّدَتْ لَقْدارْ بِيْنِهْ

لابُدْ آعُوْدْ يا بَدْرِي وُشَمْسِي

(5)

أَنا كِلْ حِيْنْ وُكِلْ لَحْظَهْ وُمَرَّهْ

آحِنْ وَأشتاقْ لَجْ يا أَغْلَى دُرَّهْ

بِلادِي مَسْكَنْ أَحْبابي وُأَهْلى

قِضِيْتْ فِيْها اِلْعُمُرْ حِلْوَهْ وُمُرَّهْ

(6)

آفَضُّلْهَهْ عَلَى نَفْسِي وُمالِي

وُيَرْخُصْ لَجْلَهَهْ كِلْ شَي غالي

هِيَ بْلادِي وِعِشْتْ اِلْعُمْرْ فِيْهِهْ

فِداهَهْ يا عَرَبْ رُوْحِي وْعِيالي

(7)

أَنا عاشِقْ وُمَعشُوقي بِلادِي

وُحُبْهَا يا عَرَبْ مالِكْ فُؤادِي

هِيِ بْلادِي وُتِسْوَى أَلْفْ دِيْرِهْ

وُهِي عُمْرِي وُهِي غايَةْ مُرادِي

(8)

أَنا ماسْمَحْ لَحَدْ يِقْطَعْ لي إِعْضاي

أَنا البحرين وُكِلْ اِلْحَقْ وِيّاي

أَسْلافي إِمْلِكُوا أَرْضِي وُبَحْرِي

وُصانُوا مُلْكُهُمْ بِالفِعْلْ وُالراي

(9)

أَنا البحرين ياخِذْني هَواهَهْ

كِحِلْ لِلْعِيْنْ مَنْظَرْهَهْ وْسُماهَهْ

أَنا حُبِّي لِها يا ناسْ زايِدْ

وُشُوقي في الحَشِهْ زيِدْ غَلاهَهْ

(10)

أَنا اِلْحافي يِغَطِّي كِلْ جِسْمِي

أَنا البحرين وُجُزُرْ حوارْ بِسْمِي

أَنا مِنْهُمْ وُهُمْ مِنِّي بَلا شَكْ

لُوْ تَرْسِمْهُمْ تِشُوْفْ اِلْرَسْمْ رَسْمِي

(11)

أَنا دافِي وُرَغْمْ اِلْبَرْدْ فِيْنِي

وُحُبِّي لَكْ بِلادِي هُوْ دافِيْنِي

فِي عِزْ اِلْصِيْفْ آحِسْ اِلْبَرْدْ يَسْرِي

إِذا حَنِّيْتْ لِتْرابِكْ يا عِيْنِي

(12)

أَنا عاشِق وُمَعْشُوقِتِى البحرين

وُكِلْ عاشِقْ يِشِيْلْ مَعْشُوقِتِهْ بِالعِيْنْ

تِمَلَّكْنِى غَرامْ إللِى هَوِيْتَهْ

بِلادْ اِلحُبْ وِالافراحْ وِالزِيْنْ

خليفه العيسى

أسر عريقة في إنسانيتها وأخلاقياتها

في بعض الأحيان تجد أسرة يتميز أفرادها دون غيرها من الأسر بصفات أخلاقية عالية وبعلاقات اجتماعية واسعة وبثقافة متميزة وبأعمال خيرية كثيرة.

لست أبالغ إذا ما قلت عن عائلة آل رحمة الكرام أنها من تلك الأسر التي تتميز بسجايا حميدة قل نظيرها في عالم اليوم، عائلة محبة لفعل الخيرات من دون أن تنتظر من أحد جزاء ولا شكورا، هدفها رضا الله سبحانه وتعالى.

سنوات ليست بالقصيرة كنا نتابع ما تقوم به عائلة المرحوم حميد آل رحمة من أعمال خيرية وفعاليات ثقافية وبرامج توعوية متنوعة إلى أهالي مدينة عيسى.

هذه العائلة كلها خيّرة بكل المقاييس الإنسانية والأخلاقية، مشاعرها ووجدانها وهبتهما إلى الأعمال الخيرية، يفرحون كثيرا إذا قدموا العون والمساعدة للأسر المتعففة، فهذه أم حسين تجوب في كل مكان لتجميع الصدقات والتبرعات للأعمال الخيرية التي يقوم بها صندوق مدينة عيسى الخيري، وتلك أم علي لا تقل حيوية عن أختها، فهي الشخصية الرزينة والوقورة والأنموذج الطيب لمن يريد أن يعمل الخير، وإذا ما أردنا التحدث عن أبناء هذه الأسرة الطيبة، وجدناهم علامة مضيئة في الخلق الحسن، فكيف لا وهم يعيشون مع أمهم الجليلة أم خليل التي تشملهم برعايتها وحنانها المرهف وأخلاقها السامية، وقد سمعت المعلمة الفاضلة أم محمد شعبان التي تتميز بأخلاقها الراقية في وسط أسرتها ومجتمعها تتحدث عن أم خليل مرات كثيرة بفخر واعتزاز وتمتدحها وتمتدح بناتها الكريمات بأفضل العبارات، وتقول عنها إنها المرأة الجليلة التي من تتعرف عليها من النساء ولو لأول مرة تشعر بالاطمئنان وأنها قريبة منها بمشاعرها وأحاسيسها الإنسانية المرهفة.

رأينا هذه العائلة الكريمة تتبنى كل عمل فيه منفعة للناس، رأيناهم ينظمون الندوات والمحاضرات الثقافية والاجتماعية والصحية والأخلاقية، يريدون من وراء عملهم أن يوصلوا المعلومة من مصادرها الحقيقية، وجدناهم يتسابقون في كل عمل خيري يقام في منطقة مدينة عيسى، كما كان يفعل خالهم النجيب الحاج عبدالرحيم آل رحمة حفظه الله تعالى الذي كان يتعطش لفعل الخير أين ما وجد، فهم لا يملون ولا يتكاسلون ولا يتململون في حال تكليفهم بأي عمل فيه مصلحة للمجتمع، رأيناهم يحبون الخير للجميع، فآل رحمة اسم على مسمى كما يقولون، فهم رحمة على مجتمعهم كما أسموهم، والناس يتحدثون عن سجاياهم السامية الكثيرة في محافلهم الاجتماعية.

وإذا ما التقينا مع أعضاء مجلس أمناء صندوق مدينة عيسى الخيري، نراهم يقفون طويلا أمام تضحياتهم الواسعة بأوقاتهم الثمينة وبجهودهم الكبيرة وبأموالهم الكثيرة، ليمتدحوهم ويثنوا عليهم بأسمى الكلمات الإطرائية، وحاولنا معرفة كنه نفسيات أفراد تلك الأسرة الفاضلة، التي لم يعرف أفرادها رجالا ونساء الكراهية والبغض لأحد والتي لا تفكر أن تعادي أحدا من الناس، ولا يسمحون لأنفسهم الانشغال بالقيل والقال، لأنهم يعلمون انعكاساتها السلبية على الفرد والمجتمع، تراهم تنكسر قلوبهم وتتحرك مشاعرهم الإنسانية بقوة حينما يسمعون أنين الفقراء وأنات الأيتام وحسرة الأرامل، من حقنا أن نتقدم إليهم بالشكر الجزيل على كل الجهود الكبيرة التي يبذلونها في سبيل تطوير ونماء مجتمعهم في جوانبه الاجتماعية والصحية والأخلاقية والثقافية، ومن حقنا أن نقول إليهم بارك الله فيكم وسدد الله خطاكم لما فيه الخير والصلاح، ومن حقنا أن نفخر ونعتز بإنسانية وأخلاقيات هذه العائلة الكريمة عائلة آل رحمة، ومن حقنا امتداحها كلما وجدنا أنفسنا في المحافل الخيرية والاجتماعية والثقافية.

نسأل الله أن يحفظها ويرعاها ويبارك في أرزاقهم وأعمارهم ويجعل أيامها القادمة أيام خير وبركة... آمين رب العالمين.

سلمان سالم

تصدقوا وادفعوا عنكم البلايا

زادت في أيامنا هذه مشكلات ومصاعب كثيرة، أبعدها عزوجل عنا وعنكم وأسعدنا في دنيانا وآخرتنا.

أقل القليل يعوضه المولى بالكثير ويبعد عنا البلايا بإذنه.

تعبت نفسياتنا وتألمنا كثيرا لما نسمعه من بلايا ولكن هل فكرنا في إبعاد هذه البلاياعنا بمد يد العون للمحتاجين.

ولأن الزمن يدور حول نفسه والكل يثق بهذه المقوله فلنعمل الخير لنحصل عليه غدا ولا نكن ظالمين لأحد كي لا نظلم غدا.

ياصاحب الخير... زاد المولى في خيرك وأسعدك في دنياك وفي آخراك.... تصدق ولو بالقليل لتدفع عنك أهوال هذه الأيام وبلاياها. أنت يامن تدفع الملايين لبناء العمارات والخيرات، أبسط يديك للخير، وادفع القليل لتدفع عنك الكثير.

أحبتي، نحتاج لرحمة المولى وإلى عطفه علينا، فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ولنرحم بعضنا البعض حتى يرحمنا عزوجل، ولنلم المستضعفين ليجمعنا المولى برحمته في دنيانا وآخرتنا.

أم سارة

العدل بين طوائف الوطن

لفت نظري مقال في إحدى الصحف الصادرة في المملكة العربية السعودية للكاتب الأستاذ شلاش الضبعن المعنون بـ «صباحك خير يا وطن»، الذي تطرق فيه إلى التغيير الوزاري الذي حصل في المملكة، حيث أشاد به وشدد على عدم المحاباة والمحسوبيات والعدل بين طوائف الوطن.

فقد أعجبني أسلوبه الرائع الذي ينبئ عن سعة اطلاعه، وسلاسة حبر قلمه الجاري.

وأكثر ما لفت نظري في المقال، وكل المقال رائع، إنما هذه الكلمة التي لها معنى كبير لكل مواطن ينتمي إلى هذا الوطن المعطاء، ألا وهي (العدل بين طوائفه) أي الوطن.

إن الوزراء الجدد مطالبون بالأخذ بعين الاعتبار سعة الوطن وتعدد المناطق والمذاهب الدينية والتوجهات الفكرية، وألا يفرحوا بالمناصب كثيرا، وأن يكون التعامل مع الجميع على أساس العدل بين المواطنين، وليس بالمحسوبيات وغيرها من هنا وهناك.

وهذا الرأي أوصلته إلى الكاتب الذي رد عليّ قائلا: «إننا نحتاج للعدل مع الجميع حتى مع من نخالفهم، فبهذا جاء الإسلام وهذا ما تدعو له الوطنية الحقة حفظك الله ورعاك».

ومن خلال ما جاء يتجلى لنا أمران الأول: ضرورة التواصل بين القارئ والمثقف وتقديم الملاحظات إما بالإيجاب أو بالسلب لكي تتلاقح الأفكار، وهذا ما دعاني للتواصل مع الكاتب الكريم.

والثاني: ويتضح بأن هناك مواطنين مع اختلاف مناطقهم وتوجهاتهم قد اتفقوا على مطلب واحد وهو العدل بين طوائف ومناطق وتوجهات الفكرية في الوطن الواحد، فإذا ساد القانون بعيدا عن المحاباة والمحسوبيات اتسعت رقعة العدل لأن في العدل سعة وفي الظلم ضيق، وإذا لم يكن هناك عدل سوف تنتشر حالات الرشوة وسرقة المواطنين من قبل ضعاف النفوس الموظفين في السلك الحكومي فبالتالي يعم الفساد في الوطن وعلى العكس من ذلك فإن احترام القانون هو من احترام الوطن.

ولكي يرقى الوطن فلابد من العدل بين طوائف الوطن.

عيسى محمد العيد

الموت تذكرة سفر

الموت بوابة نعبرها إلى تلك الحياة، إلى حياتنا الحقيقية السرمدية، أن هذه الحياة حياة وهمية، أيامٌ منحتها السماء لنجرب فيها إنسانيتنا وإرادتنا، لنعرف مواقعنا وحجم واقعنا، وعلى ضوء هذه التجربة وهذه المعرفة سوف تتحدد تلك الحياة، الموت تذكرة سفر، نقطعها إلى ذلك العالم الجديد، إلى عالمنا الحقيقي الذي خُلقنا لأجله...

الموت نوع من أنواع السفر، ولكن هذا السفر لا يعود فيه المسافر إلينا، نحن الذين نذهب إليه، وتذاكرنا في هذه الرحلة مجانية، ولكنها تختلف من شخص لآخر، عملنا في هذه الدنيا هو الذي يحدد نوعية التذكرة التى نقطعها إلى ذلك العالم.

منى الحايكي

الانضباط المروري

اتسمت مملكة البحرين منذ فترة بأنها كانت دولة يلتزم مواطنوها بآداب المرور، ولكن لوحظ مع ازدياد عدد السيارات تجاوز البعض وخروجه عن مقتضيات المسئولية المرورية مما كان سببا - ولا يزال - للحوادث المرورية القاتلة مما دعانا إلى إلقاء الضوء على بعض من قواعد المرور وآدابه، والوضع في الاعتبار المسئولية الجسيمة والهائلة التي تقوم بها إدارة المرور رأينا تذكير الناس ببعض النصائح المهمة التي قد تحافظ على أرواحهم.

تقع مسئولية تطبيق قانون المرور بالدرجة الأولى على كاهل قائدي المركبات وبقدر تفهمهم لقواعد المرور تكون سلامتهم من الحوادث المميتة، وهذه القواعد تسري على كافة المواطنين فلا تفرقة في المعاملة في هذا الشأن أو في أي شأن آخر لأن ذلك يخل بمبدأ المساواة أمام القانون.

فقانون المرور هو مجموعة من الاشتراطات والأوامر والنواهي تتعلق بالمركبة وقائدها وقواعد السير والآداب بقصد حماية الأرواح والأموال والحفاظ على أمن الطريق وسلامته ومنع تعطيل السير فيه أو إعاقته، وما أدى إليه التقدم الهائل في تكنولوجيا صناعة السيارات وازدياد سرعتها نتج عنه تأثير ملموس على حياة وسلامة مستخدمي طريق بل أدى إلى إصابة البعض ممن يقطنون في منازلهم أو أعمالهم نتيجة السرعة الهائلة.

وسوف نتناول الأنظمة الحديثة في السيارات التي تحافظ على الأرواح أثناء التصادم:

‌أ. أثناء استخدام فرامل الطوارئ يجب أن تكون السيارة مزودة بما يأتي: مساند الرأس، حاجز الهواء على الشنطة (المسافة الخالية بين المقعد الخلفي وآخر نقطة في السيارة من الخلف)، القطاعات والقضبان الفولاذية التي تحمي من الصدمات، الزجاج المقاوم للصدمات والذي يكون متماسكا أثناء الحادث حتى لا يكون سببا لجرح وإصابة الناس، واقيات الأطفال على الأبواب الخلفية، بالونات الهواء، والفرامل المانعة للانزلاق.

‌ب. أحزمة الأمان: إن أهم نظام لحماية راكبي السيارات هي أحزمة الأمان حيث يتم تركيب هذه الأحزمة على مقاعد السيارات المختلفة الأمامية والخلفية بهدف حماية السائق والركاب من خطر الإصابة أو تقليلها وذلك عند استخدام الفرامل بصورة فجائية قوية وطارئة أو عند وقوع تصادمات أو حوادث أو انقلاب، وعلى ذلك فإنه يجب على جميع مستخدمي السيارات بجميع أنواعها ضرورة ربط أحزمة الأمان وبصورة صحيحة حماية لأنفسهم ومحافظة على حياتهم وهذا ما ينص عليه قانون المرور البحريني، ويتعرض كل من يخالف القانون إلى عقوبة تتدرج من الغرامة المالية إلى سحب تراخيص القيادة بصورة مؤقتة أو دائمة.

‌ج. يجب على قائد السيارة التأكد من تثبيت أحزمة الأمان بصورة صحيحة أثناء القيادة له ولجميع من في السيارة ويجب على السائق عدم إمالة ظهر المقعد حتى تتم الوقاية من خطر انزلاق الراكب من تحت الحزام خاصة في الحوادث الأمامية ويجب على قائد السيارة ارتداء حزام واحد لشخص واحد لا أكثر فإن قامت الأم بوضع طفلها ثم شدت عليه حزام السلامة (استخدام الحزام لأكثر من شخصين) فإن ذلك ولا شك قد ينتهي بإصابات بليغة أو الموت للشخص الذي يربط عليه الحزام مباشرة (الطفل)، ويجب على السائق التأكد من عدم وجود أي التواء لحزام الأمان عند ارتداده حتى لا يعوق ذلك تشغيله ويجب أيضا أن يتم التأكد من صلاحية حزام الأمان بين كل فترة من الزمن (يقدرها سائق المركبة)، ويجب على قائد السيارة وضع الحزام بالطريقة الصحيحة لوضع الجسم ولا يجوز وضعه تحت الذراع أو قريبا من الرقبة إذ إن ذلك يؤدي إلى إصابات خطيرة وعليه فإن مسألة ربط أحزمة الأمان هي مسألة بسيطة وغير مرهقة وغير مكلفة لكن على جانب كبير من الأهمية لحماية قائد السيارة والراكبين وتقليل الضرر الذي ينجم عن تعرض السيارة لأي ظروف مفاجئة.

كما أن الجدير بالذكر أن شركات التأمين لا تقوم بصرف التعويضات اللازمة والمتناسبة مع جسامة الضرر إذا ما ثبت لها أن هناك إخلالا في التقيد بعملية ربط أحزمة الأمان في السيارات التي تتعرض للحوادث بل إن المهم في الأمر أن قائد السيارة حينما يخالف قواعد المرور ويتسبب في تعريض الآخرين للخطر كأن يقود السيارة برعونة وتهور وسرعة أو أنه لم يجبر من رافقه في السيارة على ربط حزام السلامة فإنه يتعرض حتما للمساءلة الجنائية والمدنية إذ قد يكون عليه تعويض المتضررين بالمال فضلا عن العقوبة الجنائية وهذا ما لا يعلمه كثير من القراء، وبشكل آخر أوضح للقارئ يجب على قائد السيارة إلزام جميع من في السيارة بالتقيد بقانون المرور وإلا يكون مسئولا مسئولية جنائية ومدنية عن الأخطار التي تهددهم بسبب مخالفة قواعد المرور حتى إن كان عدم تقيدهم بقانون المرور من أنفسهم دون وجود أمر من قائد السيارة لأنه من المعلوم للجميع أن قائد السيارة هو المسئول الأول والأخير عن سلامة من فيها.

ولا يخفى على الجميع أن الحوادث التي تقع نتيجة السيارات ترتب مسئوليتين جنائية ومدنية وتقوم المسئولة الجنائية بوقوع ضرر أصاب المجتمع أما المسئولية المدنية فتقوم على أن هناك ضررا أصاب الفرد وجزاء المسئولية الجنائية هو عقوبة أما جزاء المسئولية المدنية هو التعويض، وتكمن المشكلة أنه لا يجوز الصلح أو التنازل في المسئولية الجنائية لأن الحق فيها حق عام للمجتمع لذا أنزل المشرع الجنائي عقوبات تنطوي على تقييد الحرية أو الغرامة على كل من يقوم بمخالفة قانون المرور لأنها جرائم ضارة بالمجتمع ولا تشترط فيها النية إنما يكفي فيها مجرد الإهمال أو الرعونة ويكفي في قيام المسئولية الجنائية احتمال وقوع الضرر لا وقوعه بالفعل، وهذا ما يسمى في القانون الجنائي بالتدابير الاحترازية أو المانعة، ذلك أن الوقاية خير من العلاج، لأنه لا يمكن علاج الموت أو العاهات المستديمة الناتجة عن تهور وعدم انضباط ورعونة من بعض الخارجين عن القانون، لذا من لم يحافظ على سلامة بدنه وروحه وسلامة الآخرين سيجبره قانون المرور على ذلك وإلا تعرض لعقوبات رادعة.

وزارة الداخلية