تناول الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان خلال خطبة الجمعة أمس بجامع الصادق بالدراز، موضوع التمييز، متطرقا إلى مدى تأثيره على ثقة الناس بالنظام.وقال: «يطرح موضوع التمييز لا من أجل الإثارة وإنما في محاولة للمعالجة، ولكونه مرضا نعايشه والسكوت عنه قد يسبب تماديا في هذا المرض، ونطرحه على المستويات والأروقة الخاصة وفي الحالة العامة وكان طوال السنوات الفائته مدار بحث ومورد حوار رئيسي والهدف هو الوصول إلى إيجاد معالجة وحلول... وليس مجرد إثارة من أجل الإثارة».

وذكر نتائج التمييز قائلا: النقطة الأولى «غياب التنافسية في المجتمع» فإذا ساد التمييز تغيب المنافسة بين الأفراد وبين المؤسسات، والنقطة الثانية «ضعف الإنتاجية لدى الأفراد» و»ضعف الإنتاج والجودة لدى المؤسسات» فإذن لم تكن هناك تنافسية ولم تكن هناك عدالة، والنقطة الأخرى التي تطرقنا لها «إثارة الضغينة في النفوس بين المكونات لأي مجتمع» فلا تستطيع أن تنفك عن ذلك إذا ميزت بين مكونات المجتمع...». وأضاف «حتى مع أولادنا نحن مأمورون في التعاطي معهم بأن نراعي الجوانب النفسية حتى لا نخلق بين الأبناء ما يشحن نفس الأخ على أخيه... والأخت على أختها... في المعاملة والمشتريات وكل ذلك في البيت الواحد، والدولة مسئولة أيضا أمام شعبها أن لا تغري ولا تشحن ولا توغر نفس هذه الطائفة على تلك، ولا نفس هذا العرق على ذاك، ولا نفس هذه اللغة على تلك... هي مسئولة بلحاظ ما تسلمته من مسئوليات بأي شكل من الأشكال وبأي قاعدة انطلقت منها»، متابعا «فمنذ أن تصبح دولة تكون مسئولة أمام شعبها بشكل متساوٍ، كأفراد لهم حقوق متساوية فلا يجوز التمييز بين الأفراد، وكطوائف لها حقوق متساوية فلا يجوز التمييز بين الطوائف، وكأعراق تكون متساوية فلا يجوز التمييز بين الطوائف، المسير الذي يقرّب هذا على حساب ذاك يشحن نفس هذا على ذاك...». وتطرق سلمان إلى موضوع آخر: «زرع وتكريس الانقسام في المميز بينهم»، وقال: «القبائل تعادي بعضها بعضا، وإذا ميزت بين الأديان في الحقوق والواجبات على مستوى المواطنة فأنت تستثير العداء بين الأديان، ووظيفة الدولة تقريب الأديان، وإذا ميزت على أساس المذاهب فأنت تستثير المذاهب، ودائما تكون هناك تشدد وأطروحات خاطئة ونفوس مريضة تستخدم الدين وتستخدم المذهب للاستقواء السياسي وللأهداف السياسية، حكومة أو فصائل...».