بالتأكيد، من حق أي شخص، وقبل أن يقرر إجراء مسح وتنظيف وإعادة صياغة تشغيل جهاز الحاسب الشخصي أو المحمول أو حتى الهاتف الجوال «فورماتنج»، أن يفكر مرات ومرات، ويدقق في اختيار من سيقوم بإجراء العملية مرات ومرات... وخصوصا بالنسبة للفتيات والسيدات... ولا يستثنى منهم الشباب والرجال طبعا... لأن هناك، من لا يوثق فيهم من المرضى ومجرمي الأخلاق ممن يعملون في محال صيانة الكمبيوتر والهواتف النقالة، من سيقوم بهتك أعراض الناس بخاصية التكنولوجية المتقدمة... مرات ومرات ومرات.
بالطبع، ليس كل المهندسين والفنيين من بحرينيين وغير بحرينيين ممن يعملون في الورش التقنية هم من الأشرار، وليسوا جميعا من الأخيار قطعا... لكن يبدو أن «الأشرار» منهم بلغوا درجة من انعدام الأخلاق والخوف من الله سبحانه وتعالى حتى استباحوا لأنفسهم هتك أعراض الناس وأسرارهم من خلال تناقل (صور عائلية خاصة)، أو ابتزاز فتاة بما في كمبيوترها المحمول أو هاتفها النقال، ولله الحمد أنهم قلة، وعلى قلتهم فإن خطرهم لا يمكن الاستهانة به اطلاقا.
لا أقول بأن هناك ظاهرة مثيرة للقلق في المجتمع البحريني بسبب وجود «قراصنة الهواتف النقالة وأجهزة الحاسب الآلي» الذين يستولون على أسرار الناس ويظهرون سلوكهم الإجرامي في الابتزاز أو التشهير بخلق الله، لكن يمكن لواحد خبيث أن يثير زوبعة أخبث منه يشارك فيها بالتالي شرذمة من الخبيثين فيتحول خلاف شخصي من شخصية دينية أو ثقافية أو سياسية وأحقاد فردية الى مستنقع كبير تتكاثر فيها الفيروسات الضارة... وأخطر ما في الأمر أن هناك من يبدأ مشواره الفضائحي في المنتديات الإلكترونية والقوائم البريدية لديه بالإستهلال بآيات من القرآن الكريم وبضع أذكار مأثورة، وكأنه سيبدأ أولى خطواته في فعل خير ينفع الناس!
في شهر أغسطس/ آب الماضي، صدر حكم من المحكمة الجنائية الثالثة على متهم بحريني في السابعة والعشرين من عمره، بالحبس ستة أشهر مع النفاذ، بعد أن انتحل صفة فتاة على الانترنت، واستطاع أن يقوم بالاستيلاء على صور فتاة بحرينية في الخامسة عشرة، من ملفاتها على الكمبيوتر وهددها بأنها إذا لم تقم معه علاقة عاطفية، فسوف يقوم بنشر هذه الصور على الانترنت والهواتف، وهذه الحادثة، أثارت الكثير من النقاش بين الناس، وربما دقت جرس تحذير وإنذار لأولياء الأمور وللشباب وخصوصا الفتيات، ذلك أن هناك نمطا خبيثا بدأ يتواكب مع ثورة المعلومات والتكنولوجية المتقدمة التي هي نعمة يتوجب استغلالها والاستفادة منها في الساحة المعرفية والعلمية، لا أن تتحول الى بوادر «نقمة» تعددت صورها وتأثيراتها على السلم الإجتماعي بدءا بالطائفية البغيضة والتحريض على الكراهية انتهاء عند تصفية الحسابات بطريقة «عفنة» لا تروق إلا لأصحاب النفوس العفنة.
وتحت شعار: «الدال على الخير كفاعله»، لا يختلف الموقف بالنسبة للعشرات من الناس مع شديد الأسف، في تبادل الرسائل الإلكترونية تتعلق بحاجة مريض للتبرع بالدم، أو تناقل بحث علمي أو ثقافي نافع، أو تبادل معلومات طبية أو تربوية أو ملفات مرئية ومسموعة تسهم في الارتقاء بالشخصية... أقول لا تختلف عن تبادل رسائل وصور مسيئة للناس وتلك التي تأخذ الطابع الفضائحي، وأخرى تنال من العديد من الناس، ولا يتورع المرسل والمستقبل ومعيد الإرسال من أن يرسل «الخبيث» الى العشرات من المدرجين على قائمته البريدية الإلكترونية... وربما بدأها أحدهم أو أنهاها بعبارة: «استغفر الله العظيم».
خذوا الحذر يا جماعة... فلا تأخذوا حاسبكم الشخصي أو المحمول أو هاتفكم النقل للـ«فورمات» أو للتصليح الا للفنيين الذين تثقون فيهم فأولاد الحلال كثر وأكثر من غيرهم! وإن وثقتم، تذكروا جيدا ألا يعبث أكثر من فني في أسراركم، ثم لابد من الحذر أيضا من التمادي في العلاقات الإنترنتية المحفوفة بالمخاطر، أو ملأ الهاتف النقال أو جهاز الحاسب الآلي أو الكاميرات الرقمية بالمعلومات الخاصة جدا جدا... هناك فئة من «الخبيثين» هدانا الله واياهم، يعيثون في الأرض فسادا تحت شعار: استغفر الله العظيم.
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 2582 - الأربعاء 30 سبتمبر 2009م الموافق 11 شوال 1430هـ
حقاً انها التفاتة مهمة
شكراً للأخ الكاتب على هذه الإلتفاتة..
ومن الواضح أن توقيت المقال مفهوم لأن مرضى النفوس هذه المرة تجاوزوا الحد في انتهاك حرمات البيوت فقط لتلبية غرائزهم الشيطانية..
نحتاج الى المزيد من الكتابات والتوعية للمجتمع في هذه القضيةوشكراً للوسط على حيوية كتاباتها كما عرفناها دائماً.. هي في المقدمة في تحصين المجتمع من الأخطار
الحذر ثم الحذر
شكرا لك اخي العزيز الأستاذ سعيد محمد
على هذا المقال الرائع الذي تصف فيه الى اين
وصل مستوى بعض الناس الذين باعو ضمائرهم
و لهثو وراء غرائزهم ولم يحكمو عقولهم وضمائرهم
قبل كل شيئ !!!!!!!
الله يحفظنا منهم ومن شرورهم
مع تحياااتي للجميع
اخاااكم البدر البحريني
مشكلتنا التهاون والتساهل
اخي الكريم مشكلتنا هي اننا كمجتمع وكأسرة وكأفراد اصبحنا نتساهل ونتهاون مع كل شئ . ان الخطر الذي تكلمت عنه هو خطر عظيم وقد ظهرت آثره الوخيمة والمفجعة بسرعة على المجتمع !! انظر اخي الكريم كم اسرة قد انهارت بسبب الإستخدام الغير منضبط للإنترنت او للهاتف النقال وكم حالة طلاق حصلت وكم من خلاف نشب وكم من اعراض انتهكت وكم من قاضايا وصلت على المحاكم بسبب ذلك . انا اقول ان الموضوع جد خطير ويحتاج على حملة وهبة من جميع الاطراف لأننا امام خطر داهم وعظيم يهدد كياننا الديني والإجتماعي والأسري .
الحذر واجب
الأفضل ومع صعوبة هذا الأمر
إلا أنه الأفضل..
عدم وضع أي صور خاصة جداً في جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المحمول
لكي لا يعطى مثل هؤلاء المجرمين الفرصة لكي يصطادوا في الماء العكر
الشغلة الثانية عملية الفرومات ترى كلش سهلة
وما تستدعي محلات تصليح الكمبيوتر أو التلفونات
المفروض كلنا نتعلم الطريقة
تحوم حول الحمى
يا أستاذ يبدو أن معلوماتك في شمولية الموضوع سطحية، لذلك نراك تشرق وتغرب المهم أنك تكتب كما قال ديكارت (تحريفا) أنا أكتب إذا أنا موجود... يا عزيزي ابحث في حيثيات الموضوع، ثم ادخل مباشرة دون خوف أو تردد..
أبو إسحاق،،