أثار موضوع «عالي» أهالي المنطقة كما هم أهالي مناطق سكنية أخرى في أرجاء البحرين التي ينتهي حالها في عشوائية تشوه شكل مناطقنا السكنية.

ولعل الابتعاد عن دراسة علمية في جدوى إقامة مشاريع تجارية أو مبان تعليمية إلى غيره داخل المناطق السكنية أدى بصورة مؤكدة إلى هذه العبثية والعشوائية التي نعيشها حاليا مع مناطقنا لأنها للأسف مشاريع تبحث عن الربح المادي والجشع وكسب مصالح فئوية لا تغار على شكل الوطن ولا حتى على مناطقه بدليل أنها تريد تكرار نسخة طبق الأصل من شارع المعارض والجفير في كل منطقة من مناطق البحرين عدا بالطبع المدن الاستثمارية المسيجة التي لا يجب أن تطالها يد العشوائية.

إن غياب التخطيط العمراني السليم المتزامن مع متطلبات الحياة العصرية إضافة إلى عدم دراسة الآثار البيئية التي من المفترض أن تقوم بواجبها على أكمل وجه من قبل الجهة المعنية في الدولة هي عوامل أدت إلى تفاقم المشكلة وأيضا إلى ارتفاع عدد الشكاوى خلال السنوات الأخيرة من قبل المواطنين.

فعدم وجود سياسة ورؤى واضحة لهوية مناطقنا السكنية هو جانب رئيسي من المشكلة التي بدأت في السابق مع «فرجان لول» بالمنامة والآن تحدث مع الأحياء السكنية الجديدة والقديمة.

أحد القراء أشار إلى أن «عالي» مقبلة على ازدحام مروري كبير بسبب تشيد مجمع تجاري إذ قال «يتم حاليا بناء مجمع تجاري كبير قريب جدا من دوار الفخار على شارع الشيخ زايد. ومن يستخدم هذا الشارع حاليا يعرف الزحمة الكبيرة التي تحصل سواء صباحا أو عصرا أو ليلا قرب هذا الدوار بالذات. فإذا افتتح المجمع ستزيد عدد السيارات والزحمة على هذا الشارع لتصل إلى حد لا يطاق مالم تسارع الجهات المختصة بإيجاد حلول من الآن كتوفير إشارات مرور على الدوار مثلا أو طرق بديلة، ويجب البدء من الآن قبل أن تقع الفأس في الرأس».

كل ما جاء ذكره يركز على أهمية التخطيط لمناطقنا كما هي شوارعنا وقد يكون قرار موافقة المجلس البلدي لمحافظة المنطقة الوسطى في جلسته أمس على تجميد المخطط التفصيلي العام للمنطقة، والمتضمن إنشاء العديد من الجامعات والمدارس الخاصة، وذلك لحين دراسته هي خطوة إيجابية لكننا نأمل ألاّ يكون هذا التجميد مؤقتا بقدر أن يكون هناك خيار آخر لبناء مثل هذه المشاريع في مناطق أخرى مخصصة.