أجئ مبعدا... نديما... متبرِّما... قانعا... عاشقا... ناقما... ضالا... هاديا. لي في الصفات أولها، خارجا من أتون امتحان عصي أنا في اللب منه مادمت أسمع... أرى... أنطق... أتنفس رؤياي... رؤيا/ رؤية من أحب، ولو على بعد جرح وعتاب وسهر.
لي مع الليل صفة وفروسية وندم وغربة وجوع وقلق وحلم ووحشة وفضاء الصعاليك. من سلالتهم أتيت، وإليهم أنتمي. لي في الجنون حصة بالغة لا أحيا أو أتنفس بعيدا عنه، ربما لأن العقل ومايصدر عنه بات يكرر نفسه بشكل مستفز. لا أخجل من جنون يصدر عني. أخجل من نفسي حين أتعاطى مع هذا العالم من حولي بشروط وعيه... عقله... قائمة إملاءاته. لم أخلق لأكون /رهين/ حبيس الشرط/ الإملاء. خلقت لأملي على الشرط شرطي بالطريقة التي أرى أنها تشبهني/ تشبه المرام والمغزى من وجودي نفسه.
***
ماذا يعني أن تأوي إلى النوم في وقت يكون فيه العالم بكائناته في الذروة من الصحوة؟ يعني أنك مخذول من الوقت نفسه، ومن بشر في الجانب الآخر من المكان والقلب. تنام لتستدعي حلما طالما تمنيته. حلما هجرك في ظل كوابيس بالجملة.
الكوابيس عذاب يطالك حين لا تحسن إلى الحياة في صحوك، وإلى بشر تلك الحياة وحتى أشيائها!
***
كأن السهر محاولة أخرى لإعادة ترتيب الطريقة التي ينام فيها العالم/ القلب. ضريبة أخرى تفتح لك مجالات حيوية لإعادة قراءة السهر في الجانب الآخر من العالم/ القلب. ثمة محاولة تبدو قاصرة عن فهم واستيعاب، لماذا يسهر القلب وإن بدا مرفها في مجالاته؟ لماذا يسهر الليل؟ استفرازا للضوء في الطرف الآخر من المكان.
أنجو بما تبقى لي من ضوء. أدخل في تفاوض قاس مع احتمال أن يرى الليل فيَّ عبئا على غموضه!
***
كل قلب عرضة لابتلاء صاحبه. ابتلائه بالغياب/ الحضور الذي لا معنى له أحيانا. ابتلائه بالذهاب عميقا في النسيان. نسيان ضوئه ووضوئه. لحظتها يكون حقا على الابتلاء أن يمعن في مفازات نفيه لك؛ بل وتسخيفك وإخراجك من دائرة معنى القلب نفسه.
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 2582 - الأربعاء 30 سبتمبر 2009م الموافق 11 شوال 1430هـ
الاقتراب الى الله
طالما الانسان بعيدا عن الله سبحانه وتعالى المشاكل تاتيه من كل صوب وحياته فوضى ....وهذه الدنيا نحسها داخليا بالغربه والنقصان...