كثيرة هي عجائب الرياضة البحرينية، وفي كل يوم هناك قضية غريبة، غير أن أسلوب تعامل اللاعبين الكبار كما يعتبرون أنفسهم (وهم ليسوا كذلك بالتأكيد) مع زملائهم في الملعب أو مع حكام المباريات أو مع إدارة فرقهم أمر يبعث على الاستغراب وفي الوقت نفسه شدة الاستياء من مستوى الغرور الذي وصل إليه هؤلاء اللاعبون بعد رحلة الاحتراف والأصح الانحراف لأنهم لم يتعلموا شيئا من مناقب المحترفين وأخلاقهم وأسلوب تعاملهم مع الآخرين!.
غريب بالفعل أمر هؤلاء الذين يظنون أنفسهم لاعبين خارقين وهم لا يفعلون شيئا عدا الصراخ واللوم والاحتجاج على الحكام والاحتجاج على مدربهم وإدارة فريقهم وعلى زملائهم في الملعب في منظر أشبه ما يكون بالهستيريا الكروية الباعثة على الضحك، والمتعلقة بالخيلاء وبالأنا بعد أن ظنوا أنهم أصبحوا فوق الآخرين.
فبدل أن يكونوا مثالا في الأخلاق والتعامل داخل الملعب وخارجه، وبدلا من رعاية اللاعبين الشباب وامتصاص حماسهم أو انفعالاتهم نراهم على العكس تماما يسهمون في تشتيت الفريق وفي تشتيت أذهان اللاعبين وفي إثارة الجماهير، وفي إحداث الشقاقات داخل الفريق الواحد فيسهمون بالإطاحة به بدل رفعه «جبناكم عون صرتوا فرعون»، وهم وأول من يتهجم على الحكام بالصراخ واللوم، وهؤلاء الحكام المساكين يكتمون غيظهم ويصبرون كثيرا ولا يطبقون القانون بل يعتمدوا روح القانون طويلا فيتساهلون ويتحولون بعدها إلى موقع لاستقبال اللوم والتقريع من اللاعبين في مشهد عجيب لا نراه سوى في ملاعبنا البحرينية.
كل ذلك يحصل ونحن لم نصل بعد إلى كأس العالم، فماذا سيكون الحال بعد الوصول المرتقب إلى المونديال ومن سيستطيع بعدها تحمل ما سيفعله هؤلاء اللاعبون سواء مع زملائهم في الملعب أو مع الحكام أو مع لاعبي الفريق المنافس!.
ومن أين أعطى هؤلاء اللاعبون لأنفسهم حق تقريع زملائهم في الملعب في ظل وجود مدرب وإدارة للفريق، إلا إذا كان المدرب من دون شخصية والإدارة كذلك!.
مثل هذه الأمور من المفترض أن تكون قد انتهت تماما من ملاعبنا لأن الزمن تغير والوعي الرياضي انتشر، وجميعنا بات مطلعا على الرياضة العالمية وعلى أدق تفاصيل الفرق الكبيرة حول العالم، وكلنا يشاهد كيف يتعامل اللاعبون الكبار والصغار هناك بكل احترام ومن دون تقريع من جانب لاعب للاعب مهما كبر حجم الخطأ، لأن أي لاعب في الملعب مهما علا شأنه معرض للخطأ وارتكاب المخالفات القاتلة وهذه طبيعة اللعبة.
ومثل هذه التصرفات لا تنطق على الجميع، وإنما بالعكس هناك لاعبون في قمة المستوى وفي قمة الأخلاق والاحترام أيضا، وهم مثال محبوب ويحتذى من الجميع إلا أن البعض أعطوا صورة سلبية من خلال تصرفاتهم وأفعالهم التي إن لم توقف من جانب أنديتهم أولا ومن جانب الحكام واتحاد الكرة ثانيا فإن الأمور مقبلة على الأسوأ في حال وصولنا للمونديال وإن لم يكن لبعض هؤلاء اللاعبين أي دور في هذا الوصول!.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2580 - الإثنين 28 سبتمبر 2009م الموافق 09 شوال 1430هـ
بلا زعل
السبب الحقيقي الذي جعلهم يكونوا مغرورين هو انتم ايها الاعلاميين فعندما تكتبون عنهم ترفعونهم الى السماء والان تشتكون من غرورهم