لا نقلل من الجهود التي تبذلها وزارتا التربية والتعليم ووزارة الصحّة، لدرء انتشار مرض انفلونزا الخنازير، ولسنا هنا نسلّط الضوء على وزارة الإعلام فهي الأخرى بذلت جهودا واضحة من أجل توعية الناس.
ولكننا اليوم أمام خطر عدم الوعي المجتمعي، الذي لم يفهم إلى الآن خطورة الموقف وأهمية أخذ الحيطة والحذر، فها هي وزارة التربية والتعليم أجّلت الدراسة، وها هي وزارة الصحّة تتكلّم كل يوم عن انتشار المرض وعن تجنّب الإصابة به، ولكن ما نجده من فئة كبيرة من الناس ما هو إلا عدم وعي وعدم إدراك لما يحدث في مجتمعهم، وما يؤثّر على احتمالية أن تكون المنطقة موبوءة.
فإغلاق المدارس وتأجيل الدراسة، لابد أن يتبعه اهتمام من الأفراد لعدم التواجد في المناطق العامة وخاصة الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لأن سرعة انتقال العدوى تزداد بين هذه الفئات.
لماذا تغلق وزارة التربية والتعليم المدارس، في حين أنّ أولياء الأمور لا يهتمون بتعريض أبنائهم للخطر، وذلك بسبب أخذهم إلى الأماكن المزدحمة، وعدم الاكتراث بالنصائح التي تلقيها على كاهلهم وزارة الصحّة بمعية وزارة التربية والتعليم.
لابد لنا أن ننتبه إلى أن المرض عرضة للفناء إذا كان الوعي المجتمعي قوي، وعرضة للانتشار إذا تجاهل الناس نداء المسئولين عن كيفية تجنّب هذا المرض، فهذا الوضع ذو حدّين، ولا أحد يستطيع إيقافه من المسئولين بتوقيع ورقة أو حجر صحّي، بل المسألة هي مسألة تكامل بين الحكومة والأفراد، وعلى الأفراد أن يختاروا ما يكمن في صالحهم العام.
إنّ الناس في حالة هلع في كل مكان، والسبب هو أنفسهم، ولو ذهبت إلى المراكز الصحيّة فإنّك ستجد العجب العجاب من حالة الناس، حتى أننا التقينا بالأمس مع إحدى الأخوات في أحد المراكز الصحية، وعندما سألناها عن سبب تواجدها في المستشفى قالت بأنها تقيس حرارتها كل يوم، واليوم زادت الحرارة شرطة، فأتت وهي تبكي ظنا منها بأنها أصيبت بالمرض!
وكما قال أخي قاسم حسين بأنّ أوروبا والولايات المتحدة الأميركية تعيش في استقرار أكثر من منطقة الخليج، فإنه صدق في ذلك، والسبب هو وعي الناس الكبير بكيفية تجنّب انفلونزا الخنازير، وبذلك استطاعت الحكومات بتعاون الناس تقليل نسبة الإصابة بهذا المرض.
فهل يتحقق لدى الناس في البحرين ما تحقق في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية؟!
نعم بالإمكان تحقيق ذلك عن طريق وضع أيدينا مع أيدي وزاراتنا وحكومتنا، فتقليل الإصابة ينعش الاقتصاد ويجعل الأفراد في أمان وحماية، وبالتالي ترجع الحياة إلى سابق عهدها كما تعوّدنا عليها.
ليس لدينا الآن إلا الصبر وانتظار دخول أبنائنا إلى المدارس مرّة أخرى، حتى نعرف إذا تمّ السيطرة على المرض أم لا، فوزارة التربية والتعليم تعاني من ضغوط الأهالي لخوفهم من انفلونزا الخنازير، ولا تُلام على قراراتها الطارئة، فهي تجد المصلحة العامة فوق الدراسة.
نتمنى من الناس عدم الاستعجال، والتعاون مع وزارتي الصحة والتربية والتعليم، فهما جهتا الاختصاص حاليا، والعالمتان بمصلحة أبنائنا الطلبة، ونتمنى أن ينتهي هذا المرض من بلداننا وسائر البلدان، اللهم آمين.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2580 - الإثنين 28 سبتمبر 2009م الموافق 09 شوال 1430هـ
من أقوال عالم فلكي
أزمة كبيرة جدا سيعرفها العالم، والقوي فيها سيأكل الضعيف، وستكون حربا من نوع آخر (حرب الفيروسات) الذي ينتج عنه الموت البطيء. ام محمود
بنت الشروقي
بنت الشروقي ولهنا عليج... وينج ... مقالاتج تامرنا ، و على راسنا من فوق يا وردة الوسط
الى متى
وسوف تتفاقم مشاكلنا اضعاف مضاعفة لأن الجهد لن ينصب على المواطنين الذين لم يتجاوز ععدهم ال700000 قبل ان نفيق ذات يوم لنكتشف ان عدد السكان قد تجاوز المليون وان الهنود الذين لا ينطقون العربية اصبحوا مواطنون واصبحت اعدادهم بعشرات الآلاف وان هويتنا العربية قد ضاعت بلا رجعة وان البحرين اصبحت غريبة على منظومة دول الخليج بعد ان تم تغير التركيبة السكانية بما يشبه المسخ.
بحرانيه
مقالاتج تعجبني
في الصميم