لم يتبق سوى 13 يوما من الموقعة الأولى الحاسمة في الملحق الأخير للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا عندما نواجه المنتخب النيوزلندي الصعب ونحتاج في هذه الفترة بالذات الى أن نكثف من وجودنا مع الأحمر والمساندة بكل ما نمتلكه من إمكانات مختلفة من أجل اجتياز هذه المرحلة الصعبة.
ها نحن بعد اجتياز محطة السعودية قد رجعنا إلى الفكرة وتركنا السكرة كما يقولون، ولكن علينا الحذر في التفكير والتفاؤل فلا يجوز ألبتة أن نعتبر الفريق النيوزلندي أحد الفرق العابرة والتي نستطيع من خلالها اجتيازها من دون عناء وان المرحلة الصعبة كانت مع السعودية. فهذا الكلام خطير جدا وقد يعود بالسلب على المنتخب الوطني في هاتين المباراتين الحاسمتين. المنتخب النيوزلندي له تاريخ في بلوغه نهائيات كأس العالم من قبل سنوات مضت، ونحن ليس لدينا مثل هذا التاريخ، فنيوزلندا تتفوق علينا من هذا الجانب المعنوي. الأمر الآخر، الفريق النيوزلندي من فترة طويلة أكد وصوله إلى هذا الملحق من دون عناء كالذي واجهه منتخبنا في مراحله الأربع الصعبة، وبالتالي استقراره في الأمور الفنية والمعنوية وان كان انتظاره طويلا ولكنه أعطى نفسه الراحة الكافية ومن خلالها استطاع اتحاده الكروي هناك تسيير مسابقاته من دون مشكلات كالذي نحن نواجهها، وبالتالي من هذه الناحية أيضا هم يتفوقون علينا. الأمر الآخر يهم الاحتراف أيضا النظام الذي لديهم يقارب الأوروبيين في التطبيق، وبالتالي أيضا تكون لديهم الأفضلية في هذا الجانب الذي سيعطي اللاعب المقومات الأساسية لكي يدخل الملعب جاهزا فنيا وبدنيا ومعنويا، وبالتالي نحن نحتاج إلى نقاط ترفع من قدراتنا الفنية والبدنية والمعنوية، ولكل نقطة من تلك اختصاصها، أي بمعنى آخر نحن نحتاج إلى رجال متخصصين في الأمور النفسية التي تعد هي الأهم لكي نصل بالفريق إلى النقطة التي تقودنا إلى الفوز بعيدا عن الاجتهادات الشخصية سواء كان ذلك من المدرب أو من مجلس الإدارة. لا بد من تخطيط علمي مسبق لهذه المرحلة في كل الأمور التي تخص الفريق وترك العشوائية وتسلط المدرب ماتشالا في قراراته وخصوصا في الأمور النفسية، ولنا درس لم ننسه بعد ولم يخرج من الذاكرة يوم لعبنا أمام ترينيداد وتوباغو ووضعنا نتيجة المباراة في جيوبنا وكأننا صعدنا إلى النهائيات من دون أن نعمل على تجهيز الفريق نفسيا، فشاهدنا فريقا متهالكا لا يقوى على اللعب ولم يقدر على تحريك أقدامه نتيجة الضغوط النفسية التي واكبت الفريق من دون تحرك فعلي من قبل مجلس الإدارة لانتشال اللاعبين من هذا الوقع المحرج والذي كلفنا الانتظار إلى 4 سنوات أخرى، وبالتالي نحن لا نريد أن نضيع هذه الفرصة مرة أخرى ولكننا على يقين بأن اتحاد الكرة بدءا بالرئيس إلى آخر عضو في مجلس الإدارة أو اللجان العاملة إلى كل شرائح المجتمع الرياضي بل الشعب الكريم بأسره كلهم يحلمون ويتمنون أن يأتي اليوم الذي فيه ترتفع الرايات الحمراء في جنوب إفريقيا بإنجاز فريد، ولكن هذا الحلم يحتاج إلى عمل دؤوب ونحن على قرب اللقاء الأول (الذهاب). فعلى الجميع من مجلس إدارة الاتحاد والأندية والجماهير والإعلام الرياضي وكل المسئولين الرياضيين أن يقفوا صفا واحدا في المساندة الفعلية للأحمر وإبعاد كل ما من شأنه ان يعكر الجاهزية إلى لقاء نيوزلندا. ولكن مع ذلك يجب أن يكون العمل مخلصا للوطن وليس للأمور الشخصية ولا يترك أحد يعمل لهدم ما تم بناؤه. فاليوم الفرصة التاريخية متاحة وغدا لن تكون كذلك.
فنقول لنجوم الأحمر شدوا الأحزمة وارفعوا الهامات وازرعوا الثقة في نفوسكم وتقلدوا بالأسلحة القتالية والحماسية في الملعب، فاليوم يومكم والفرصة فرصتكم لا تجعلوها تمر من بين أيديكم، وفقكم الله وجعل لكم من ذلك مخرجا بحق محمد وآل محمد.
الحضور الجماهيري الكبير في لقاء نيوزلندا متوقع كما كان في لقاء السعودية. وهناك بعض الملاحظات نود أن نسوقها إلى المؤسسة العامة وخصوصا في المدرجات الشرقية والمواجهة للمنصة الملكية، فدورات المياه الموجودة حاليا لا تفي بالعدد الموجود والذي يجعل الجماهير في طابور طويل لا حد له، كل يريد أن يدخل دورات المياه لقضاء حاجته ولكن العدد الجماهيري الكبير الذي يفوق ما هو موجود من دورات المياه يصعب قضاء الحاجة في وقتها أو حتى بعد بدء الشوط الثاني وأثناء المباراة، أضف إلى ذلك حالة دورات المياه والتي تبعث على الاشمئزاز من الرداءة والوساخة ما يجعل الفرد يتردد قبل دخوله إياها، ولكن الحاجة الضرورية هي التي تجعله يدخلها مكرها. ولذلك نود من المؤسسة العامة أن تقوم بصيانة هذه الدورات سريعا، وان تتكرم بزيادة العدد ولو بدورات مياه متحركة مؤقتا فقط لهذه المباراة مع التوقع الجماهيري الكبير بعدما صار الحرج لعدد كبير من جماهيرنا في مباراة السعودية. ونحن على يقين بأن المؤسسة العامة لن تتردد في الاستجابة السريعة لمثل هذه المطالبات الجماهيرية.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2579 - الأحد 27 سبتمبر 2009م الموافق 08 شوال 1430هـ