المعاناة لشعوبنا العربية باتت لعنة دائمة... وأينما نولي وجوهنا! فرغم الآلام التي يشهدها شعب غزة، من حصار رهيب... وموت للأطفال والكبار في السن... الحكومات العربية تستنكر وتشجب فقط! كما هي العادة دائما... والشعب ينتفض ويتظاهر... ويساعد قدر المستطاع دونما شفي للغليل! وكان الله في عون هذه الشعوب المنكوبة.
وقد أفاض الكثيرون في الكتابة عنه... ودعوني أحلل ما الذي يجري في ديارنا البحرين! سواء من قضايا أو تجاوزات... لاعترافات متهمين في قضايا التفجيرات الأخيرة في العيد! وقبل صدور الحكم أو الحصول على محاكمة عادلة!
إن التخطيط لعمليات التفجير ونقض الأمن والمساهمة في قتل الأبرياء هي حقا غير مقبولة ونستنكر بشدة كل تلك الأعمال.
ولكن في المجتمعات المتقدمة يتم التعامل مع مثل هذه الجرائم بحسب قوانين وأنظمة دولية صيغت لمحاكماتهم أولا وتطبيق العقوبات ثانيا... ويمنع التشهير بهم قبل ذلك.
هذا، ومن الناحية الأمنية الأخرى في الإدلاء بشهادات لكيفية عمل المتفجرات... فيه نوع من البدائية في العرض التلفزيوني في التحدث على بساطة ومحدودية هؤلاء بأسلحتهم والتي إن دلت على شيء فهو عن عدم معرفتهم بأبسط طرق المقاومة المنظمة أو سريتها، ولعفويتهم وبساطة تفكيرهم وبراءتهم. وقد تثير مثل هذه الوصفات لعمل المتفجرات الشباب من المراهقين لاتخاذها وسائل للهو واللعب وهدفا لإيذاء الآخرين. وقد كان من الأفضل لو أن هذه الاعترافات كانت مصاحبة لمعرفة السبب الرئيسي لقيامهم بتلك المحاولات أو حتى الانضمام لمثل تلك الخلايا المخربة والتصرفات الموجعة والمفجعة؟! وأنه من الواضح أن لديهم الكثير من الوقت والطاقة لكل ذلك، وأنهم بدون عمل بالرغم من أنهم أسر متواضعة الدخل!
هم لم يذكروا طبعا الدافع لكل ما كانوا يؤمرون بممارسته للخراب، لم يذكروا بأن المجنسين الجدد قد سيطروا على أماكنهم وقراهم ومدنهم، أو أنهم أضحوا مهمشين في بلادهم!
لم يذكروا أن هؤلاء المجنسين قد احتلوا وظائفهم، وأخذوا البيوت الجديدة والتي كان من المفروض أن يكون الأقدمون أو الأصليون أولى بها، وأنها بُنيت لهم!
لم يذكروا أنهم زاحموهم في المستشفيات الحكومية والعلاج وباتت ساعات الانتظار أطول والعمليات تؤجل لأشهر طوال وإنه لا وجود لأسرّة فارغة!
ولم يقولوا إن عدد التلاميذ الجدد بات مزاحما لأطفالهم وشبابهم مما يقلل من الاستيعاب والاهتمام بالطالب كوحدة تعليمية حديثة!
ولم يتحدثوا عن منافستهم لهم في الانتخابات والمجالس التشريعية وأنهم سوف يرأسونهم لمنافسة أعدادهم لهم وأنهم قد فاقوا عدد شعب البحرين الأصليين وباتوا ما يزيد على نصف مليون مجنس!
وأن الشوارع قد تنفجر بالأعداد الرهيبة من السيارات والتي لم يخطط لها النظام وأنها سوف تزدحم فجأة بكل هذه الأعداد من المجنسين.
وحتى في أقسام الشرطة أخذوا أماكنهم وباتت الاعتداءات ظاهرة على المواطنين... وحيادية بعض الموظفين المتجنسين في هذه الأقسام لصالح ملتهم! بحيث نرى ما حدث في الدوار (19) في مدينة حمد وكيفية التواطؤ الواضح والصريح في ترك الجناة والذين قاموا بضرب الشاب البحريني والقبض عليه وإخلاء سبيل المعتدين، حتى الرحمة انعدمت من قلوبهم!
إن كل تلك الممارسات الظالمة هي من أهم الأسباب لظهور مثل تلك الحركات العدوانية في الشارع بين الشباب ولشعورهم بالظلم والغبن والفاقة والفراغ!
لو أننا عدلنا لما تعبنا! ولو أن الغالبية لا تعاني الفقر أيضا لغطت مثل كل تلك التجاوزات في حشد البلاد بالمجنسين والأمور الأخرى من الظلم في إيواء الغريب وترك القريب!
إن هذا غيض من فيض في أمة أتعبت وأرهقت شعوبها من استمرار الظلم والآلام والمعاناة!
علَّ نور الصباح أن يشق طريقه... حتى ولو كان من خلال ثقب صغير جدا في السماء.
كي نشعر ببعض المحبة والعدالة من الحكومات العربية والتي تعيش في وادٍ بعيد عن شعوبها ومعاناتها وأزماتها!
وإلى ذلك الحين... ستبقى المحاولات للوصول إلى العدالة وسيبقى السخط وكلّ على طريقته
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 2309 - الأربعاء 31 ديسمبر 2008م الموافق 03 محرم 1430هـ