السنة الجديدة بدأت هذا اليوم، ولعل السؤال المتكرر يركز على الأماني، ولكننا نبدأ سنتنا بمآسٍ في غزة، وتوتر في التصريحات المحلية، وردود أفعال متشنجة، ولدينا صور للقتلى والجرحى في فلسطين، وأخرى صور لشباب من الوطن بثها التلفزيون وأعاد للكثير صورا نمطية لوسائل الإعلام الرسمية كنا نعتقد بأنها مرحلة ولّت وانتهت منذ سنوات.
وإذا حاولنا الابتعاد عن الجانب السياسي المؤلم، سواء كان إقليميا أم محليا فإن أخبار المعيشة اليومية تقلق الكثيرين، الذين كانوا يأملون بوحدة سكنية، أو بارتفاع مستوى المعيشة، وإذا بهم يخبرون بأن موازنة الدولة تم تقليصها ولم تعد تسع تلك المشروعات الجميلة، أحلام أكثرية الشعب.
ولو أخفضنا النظر أقل من ذلك فسنجد زحمة الشوارع وكثرة أعمال الطرق في كل مكان، وسوء المواصلات للأطفال والتلاميذ في ذهابهم وإيابهم إلى الروضات والمدارس، إضافة إلى كثرة الحديث عن مستوى التعليم الذي نحن موعودون بأنه سيتحسن ولكن لحد الآن لا يستطيع الاقتراب مما هو مطلوب. أما عن حوادث السيارات فحدّث ولا حرج، فكل يوم هي في ازدياد.
ولو نزلنا أقل، فسنجد أن الشكاوى متكررة بالنسبة إلى انعدام أماكن التسلية وقلة الحدائق والبرامج لاستيعاب طاقات الشباب، وبالتالي يتكدس البعض في المجمعات التجارية بينما يبقى آخرون في أزقة ضيقة، مع كل ما لهذا الموضوع من تبعات.
وعندما ننظر إلى واقع المرأة البحرينية فسنسمع ونقرأ الكثير عن تمكينها سياسيا واقتصاديا ولكننا سنجد أن هذه الشعارات تصطدم بغابة من العقبات التي تزداد يوما بعد يوم, كغياب القوانين التي تحفظ حقوقها وحقوق أبنائها من دون مزايدات بين الأطراف المختلفة.
علينا أن نتحدى كل الظروف ونبقى متفائلين أن بإمكاننا أن نواجه القضايا ونعالجها بما يخدم الوطن. ولأن المشكلات تخص الوطن ككل، فإن الحلول تحتاج إلى إجماع وإلى تكاتف وإلى نظرة بعيدة يمكن أن تنقلنا إلى واقع أفضل، ومستوى واقعي يقارب ما نحلم به ونأمله لبلدنا في 2009... وكل عام وأنتم بخير
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2309 - الأربعاء 31 ديسمبر 2008م الموافق 03 محرم 1430هـ