في مقال أمس تحدثتُ عن الفرق بين «الخلية الجذعية» و «الخلية الإرهابية»، وكيف أن «الخلية الجذعية» ترتبط بخلية في جسم الإنسان لها علاقة بـ «بيضة مخصبة»، وكيف أن الدول المتقدمة تتسابق في اكتشافات تتعلق بالخلايا الجذعية... الخ. ومواصلة للحديث، فإن الخلايا الجذعية تحتاج الى «بيضة مخصبة»، وهناك فرق بين «البيض المخصب»، و«البيض الفاسد».
للتوضيح نذكر أن إحدى مؤسسات البحث العلمي في أميركا اكتشفت في منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2008 أن بإمكانها تنمية حيوانات منوية من خلية جذعية لأحد الفئران التي استخدمت في الاختبار، وأن الحيوانات المنوية استخدمت بعد ذلك لتخصيب بويضة. وهذا يعني أن الحيوانات المنوية البشرية يمكن مستقبلا إنتاجها من خلية جذعية استخرجت من جنين بشري. وهذا يعني أيضا أن من يعاني من العقم بالإمكان معالجته عبر وسيلة جديدة ومتطورة ستتوافر في المستقبل القريب عندما ينتقل البحث العلمي من الفئران إلى البشر.
المجتمعات التي ليس لديها تقدم في اكتشاف خلايا جذعية، يمكنها الاستمرار في اكتشاف خلايا إرهابية، وفي هذه الحال فإنها لا تحتاج إلى بيض مخصب، وسيكفيها البيض الفاسد، وإذا احتاجت إلى المزيد من البيض الفاسد فإنها يمكنها أن تستورد الكثير من هذا البيض من القمامات التي تنتشر في بلدان ليست بعيدة عنّا، وخصوصا أن ذلك البيض الفاسد مرمي في القمامة ويأكل من القمامة، وبالتالي فإنه سيكون رخيصا عند استيراده.
وفي أميركا التي حدث فيها الاكتشاف المذكور أعلاه، فإن لديهم عبارة بالإنجليزية وهي bad egg، هذه العبارة تُستخدم لوصف الشخص السيئ الذي يتصرف بأسلوب سيئ أو غير شريف. كما إنه وفي الفترة الأخيرة ازدادت حالات التسمم الغذائي في العالم، ولذا فإن البلدان المتقدمة لديها وسائل عديدة للتخلص من البيض الفاسد، وخصوصا أن التسمم الغذائي الناتج عن البيض الفاسد يسبب أسوأ أنواع الآلام لبني الإنسان.
إحدى مشكلاتنا في البحرين أن هناك مَنْ قرَّرَ المضي قُدُما في نهج غير صحي يعتمد على اكتشافات متواصلة لخلايا إرهابية... وهذا ربما يفسر لماذا يتكاثر لدينا البيض الفاسد المستورد من القمامة المتوافرة في بلدان أخرى
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2309 - الأربعاء 31 ديسمبر 2008م الموافق 03 محرم 1430هـ