العدد 2577 - الجمعة 25 سبتمبر 2009م الموافق 06 شوال 1430هـ

الدراما المشتركة تفرض حضورها... و «هدوء نسبي» يتصدر قائمتها

بعد أن رحلت غيوم الدراما العربية في شهر رمضان عن شاشات الفضائيات العربية، فأمطر بعضها خيرا، مقدما المميز والجدير بالمتابعة، وعبر بعضها الآخر غيوما في السماء لا مطر فيها.... لملم المشاهد العربي أفكاره وبدأ النقاد والمحللون والمتابعون لهذا الموسم الدرامي السنوي، يستجمعون أفكارهم وتعليقاتهم حول ما شهدته هذه الشاشات من أعمال وبرامج، نال بعضها الرضا وسقط بعضها من دون أثر وحضور يذكر في زحمة الأعمال.

فالشاشات العربية التي شهدت ما يقارب 50 عملا جديدا، بالإضافة إلى بعض الأعمال المعادة مما أنتج في العام الماضي، ختمت حلقاتها الثلاثين في غالبيتها مع نهاية شهر رمضان أو مع أول أيام العيد، تاركة خلفها مواقف سيبني عليها المشاهد العربي خبرة جديدة تجاه هذه الصنعة التلفزيونية التي بدأت تتطور وتزدهر في الوطن العربي خلال السنوات الأخيرة.

من أوائل ما وقع تحت تعليقات الجميع من دون استثناء، المسلسل السوري «باب الحارة 4»، الذي لم يعد بإمكان الكتاب والصحافيين قول المزيد فيه، فقد أفرغ له من المقالات ما جعله بضاعة مستهلكة، فمنتجو المسلسل مازالوا مصرين على تفريخ المزيد من الأجزاء منه، بغرض استهلاكه، إلى أن يخرج الشارع العربي في مظاهرات مطالبة بإيقاف أجزاء المسلسل، الذي تحول خبر وجود جزء خامس منه إلى طرفة مفضلة لدى العديدين، وخصوصا على صفحات المنتديات والمواقع الإلكترونية.

وإن كانت شركات الإنتاج الفني السورية قد أنتجت عددا كبيرا من الأعمال لهذا العام، فإن غالبية هذه الأعمال لم تسوق كما كان متوقعا لها، فتم بث غالبيتها على شبكة الفضائيات السورية، على رغم تميز بعضها، وخصوصا تلك التي تعالج قضايا واقعية في المجتمع السوري كمسلسل «قاع المدينة» و «شتاء ساخن» و«زمن العار»، غير أن المأخذ نفسه الذي أوخذ عليها في العام الماضي سجل في هذا العام... كثرة الأعمال التي تتناول البيئة الشامية القديمة، وتكرار الوجوه في أكثر من ثلاثة أو أربعة أعمال تعرض في الوقت ذاته.

ومن الأعمال التي لفتت نظر النقاد أيضا، مسلسل «هدوء نسبي» المشترك ما بين عدة دول عربية... وما جعل من العمل محطا لأنظار المتابعين، أنه خاض في قضية نودي بوجوب تناولها في الدراما العربية طوال السنوات الماضية، وهي قضية الاجتياح الأميركي للعراق، وذلك من خلال رصد تجربة مجموعة من الصحافيين القادمين من دول متعددة لتغطية أخبار الحرب.

وعلى رغم ضخامة الموازنة المرصودة لإنتاج هذا العمل، وتنوع الشخصيات فيه، فإن بعض المآخذ سجلت عليه، وخصوصا من ناحية إيغاله في التفاصيل الخاصة لشخصيات العمل، بغرض إضافة المزيد من الواقعية على الأحداث، غير أن هذا الاجتهاد لم يقدم للعمل بقدر ما كان متوقعا، ومع هذا فإن قضية العمل وفكرته الرئيسية جعلت منه واحدا من أهم الأسماء في دراما هذا العام، فهو لم يكن عملا دراميا يتحدث عن مرحلة من أصعب المراحل على العراق والوطن العربي فحسب، بل إنه حاول أن ينصف مهنة الصحافة والدور الذي يلعبه الصحافيون في الحروب، وخصوصا من دخلوا العراق في تلك المرحلة.

وإن كانت الدراما العربية المشتركة هي النمط الجديد الذي يحاول أن يفرض حضورا قويا له حديثا، فإن تنوع جنسيات الممثلين في المسلسلات، لم تغيِّب حضور مسحة سورية على الكثير من الأعمال المشتركة، التي يوجد في بطولتها الرئيسية نجم أو نجمة سورية في غالبية الأحيان.

وغلب هذا النوع من القوالب على الأعمال التي تأخذ طابعا تاريخيا، كمسلسل «صدق وعده» ومسلسل «بلقيس» الذي شارك في بطولته ممثلون من مختلف الدول العربية، غير أن حضور النجوم السوريين كان واضحا.

وفي مقابل الدراما السورية، حضر الإنتاج المصري بعدد من الأعمال، تفاوتت وتنوعت قصصها، إلا أن الكثيرين مازالوا يأخذون على المسلسل المصري إصرار منتجيه على إبرازه من خلال وجوه النجوم الكبار، الذين تدور قصص المسلسل وأحداثه حولهم، فهم مركز الأحداث وليس العكس.

بالإضافة إلى المسلسلات الاجتماعية، سجلت الدراما المصرية حضورا من خلال أعمال تتناول السير الذاتية لفنانين من أواسط القرن الماضي، مثل مسلسل «أبو ضحكة جنان» الذي يروي سيرة الممثل الكوميدي المصري الشهير إسماعيل يس، ومسلسل «أنا قلبي دليلي» الذي يحكي سيرة الفنانة ليلى مراد.

وأخيرا فإن المنتج الخليجي لم يقبل هو الآخر أن يقل نصيبه من كعكة الدراما في رمضان، بل سعى لأن يحقق حضورا بعدد كبير من الأعمال على مختلف الشاشات، الخليجية منها وغير الخليجية... وإن كانت بعض الأعمال حاولت أن تقدم الجديد، فإن التكرار همش الكثير منها وأخر مرتبتها في سباق التميز الدرامي.

العدد 2577 - الجمعة 25 سبتمبر 2009م الموافق 06 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً