العدد 2576 - الجمعة 25 سبتمبر 2009م الموافق 06 شوال 1430هـ

دور الأندية في التطوير رغم شح الموازنة

محمد أمان sport [at] alwasatnews.com

رياضة

دائما ما تلقي الأندية اللوم على الحكومة متهمة إياها بالتقصير في دعم الرياضة من خلال إيجاد الموازنة الكافية لتطور الألعاب لديها، وبالتالي الرياضة بشكل عام في البلد، ولا نسمع أنه في يوم من الأيام خرج مسئول من الأندية، وقال «نحن كمجلس إدارة مقصرون في إدارة النادي ولم نعمل كما يجب»، لا أختلف في أن الحكومة لا تدعم بالشكل الكافي، ولكن غالبية إدارات الأندية لا تفكر بالشكل الصحيح أيضا، ولو كانت تفكر بإيجابية لتطورت الرياضة أكثر في ظل شح الموازنة، فالإدارة الناجحة هي التي تعمل تحت الضغط وتنتج بأقل المعطيات.

في أحد الأندية الفقيرة جدا باحدى القرى البحرينية هناك ناد لا يمتلك إلا لعبة واحدة فقط، ويستلم من المؤسسة العامة للشباب والرياضة ما مقداره 15 ألف دينار بحريني فقط، هذا المبلغ لا يكفي لتجهيزات الفرق في مختلف فئاتها ولرواتب المدربين الشحيحة، ولكن هذا النادي استطاع أن يوفر لنفسه دخلا آخر قد يوازي هذا المبلغ، من خلال بطولة للأندية وبطولة للشركات ورعاية من إحدى الشركات، ولو فكر أكثر سيصل إلى ضعف المبلغ الذي يتقاضاه من المؤسسة العامة، مثل هذه الأندية تستحق الإشادة والتكريم لأنه ناد مبدع، صنع الشيء من لا شيء، وأوجد له مردودا ماليا من فكرة.

من الأمور التي تغفلها أنديتنا المحلية إلى حد الآن ما يخص الجانب الإعلامي لها من خلال المواقع الإلكترونية، فناد كنادي المحرق يمتلك موقعا مميزا جدا إلى جانب النادي الأهلي، فمن خلال هذه المواقع بالإمكان الاستفادة من الإعلانات على سبيل المثال لأن يكون مصدر دخل ولو بسيط في مراحله الأولى، بالإضافة إلى كون هذه المواقع توضح تاريخ النادي وأنشطته وإنجازاته ومستجداته، مثل هذه المواقع لا تحتاج لأموال طائلة بل لأناس تعمل أو بالأحرى لأناس تريد أن تعمل.

العمل داخل الأندية وخصوصا في القرى بحاجة إلى التغيير، من خلال دخول الكفاءات الأكاديمية إلى مجالس الإدارات، لا يوجد قرية من هذه القرى الصغيرة لا تحوي مثل هذه الكفاءات، هذا الجانب لن يتحقق إلا من خلال تغير النظرة باتجاه الأندية وخصوصا في هذا الوقت الذي صار فيه الطريق إلى قلب الشباب من خلال الرياضة فقط، بدليل أنك تجد ولدا في عمر السابعة أو أكثر بقليل لا يعرف كيف يصلي ويعرف تشكيلة برشلونة أو الريال بالكامل!

أنا مؤمن كغيري ومنهم كبار المسئولين في البلد بأن خير الرياضة البحرينية في القرى، وأن هناك العديد من المواهب بحاجة إلى التهيئة الصحيحة لكي تتحول إلى نجوم في المستقبل، وخير مثال على ذلك أن غالبية الأسماء المهمة في المنتخبات الوطنية أنجبتهم الملاعب الرملية والإسفلتية، ولم يولدوا كما ولد غيرهم في الصالات الحديثة والملاعب العشبية، ولم يتربوا على المكافآت الكبيرة كما تربى غيرهم.


مشروع دمج الأندية من جديد

أثبت مشروع دمج الأندية بأنه مشروع ليس ناجحا من الناحية العملية، وصارت الأندية التي دافعت دفاعا مستميتا على رفض الفكرة تضحك بحرارة على تلك التي قبلت، لذلك فإن الذي يتبنى هذه الفكرة اليوم كيف سيقنع الأندية بها بعد التجربة المريرة التي عاشتها الأندية وخصوصا الأندية المندمجة في نادي التضامن بالمنطقة الغربية، الأرض الموعودة صارت في علم الغيب.

أعتقد أنه بدلا من الحديث عن مشروع لدمج الأندية في الوقت الحالي، صار لزاما على من يهمه مصلحة الرياضة في البلد أن يتحدث عن مشروع شامل للقيام بالرياضة في البلد، الرياضة التي يؤسفني أن أقول بأنها نامية وفقيرة وتفتقد أبسط المقومات على العكس تماما من جيراننا في الخليج العربي على الأقل، وعلى الذي يتحدث عن فكرة الدمج الآن أن يكون له موقف من ظاهرة التجنيس الرياضي التي أضرت بالبلد وبشبابها.

إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"

العدد 2576 - الجمعة 25 سبتمبر 2009م الموافق 06 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً