في كتاب العلامة الشيخ إبراهيم المبارك في كتابه: «حاضر البحرين وماضيها»، جاء في شرح كلمة «جد» أن الجد، بكسر الجيم تعني ساحل البحر، فتكون جدحفص بالقول «جد» بمعنى موضع و»حفص» اسم علم مضاف إليه، وتكون أيضا «جد» بمعنى الساحل، و»حفص» اسم علم مضاف إليه.
قال ابن الإعرابي أن «جد» هو اسم ماء بالجزيرة وأنشد:
فلو أنها كانت لقاصي كثيرة
لقد نهلت من ماء جد وعلت
ومن القرى التي ورد فيها هذا المعنى (جد علي) وهي شرق مدينة عيسى، و(جد الحاج) على شارع النخيل الواقعة بين قريتي كرانة وجنوسان بالمحافظة الشمالية، وهي من القرى الساحلية المشهورة بالنخيل والبساتين الجميلة، وهناك رواية أخرى أو قول آخر في شأن أصل تسمية (جدحفص) يقول إن «جد» صنم معبود لبني حفص من عبدالقيس، كانت تعبده قبائل البحرين قديما. في رواية أخرى الجد بالضم اسم موضع، وهو اسم ماء بالجزيرة أيضا «موضع»، وفي جدحفص يوجد مزار الشيخ داوود بن أبي شافيز، دفن في حجرة مجاورة لمدرسته، كما جدد ضريحه. كذلك في غربي جدحفص يقع مقام العلوية. وتدخله فقط النساء. يحوي هذا القبر أحد العلماء الأقدمين (ليث بن حسن). وقد ساهمت بتجديده إحدى نساء المنطقة وتدعى (علوية) فنسب إليها بحسب ما يروى.
مشروعات تطويرية مرتقبة
هذه مجرد مقدمة قصيرة للحديث عن قرية من أشهر قرى البحرين العريقة وهي «جدحفص» التي تحولت بفضل التوسع العمراني إلى مرتبة «مدينة»، وبحلول شهر رمضان المبارك، فإن سوق جدحفص الشعبي، باعتباره واحدا من أشهر الأسواق الشعبية في البحرين، يستقطب الكثير من المواطنين والمقيمين من مختلف محافظات المملكة وخصوصا في فترة العصر... ولن تكون جولتنا محدودة بحدود سوق جدحفص، لكننا سنقدم العديد من المعلومات التاريخية لهذه المنطقة البحرينية الأصيلة، وخصوصا أن «منتديات جدحفص» خصصت مساحة جيدة لتوثيق تاريخ القرية، فيما أصدر الباحث هاشم السيد سلمان كتابا بعنوان: «تاريخ علماء جدحفص» ضمنه الكثير الكثير من المعلومات المهمة.
وسنبدأ بزيارة سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة لقرية جدحفص يوم 16 من شهر يوليو/ تموز الماضي من العام الجاري 2009، وهي الزيارة التي أمر فيها سموه بسرعة العمل على تنفيذ مشروع إسكان جدحفص، واتخاذ الإجراءات الفنية والإدارية اللازمة تمهيدا للشروع في العمل فيه وفق البرنامج الزمني المعد له في الاستراتيجية الإسكانية الحكومية.
وأصدر سمو رئيس الوزراء، خلال زيارته ولقائه الأهالي في منزل المرحوم الشيخ سليمان المدني، توجيهات بتوسعة وتطوير الطرق والشوارع الداخلية في المنطقة، لتتناسب مع احتياجات أهاليها، موجها في الوقت ذاته إلى دراسة تضمين جدحفص ضمن القرى النموذجية وفقا لبرنامج التجديد الحضري، كما أمر سموّه بدراسة تطوير سوق جدحفص الشعبي وتنظيمه بالشكل الذي يجعله ملبيا لحاجة المرتادين والباعة، ويحفظ القيمة الشعبية التي يمثلها هذا السوق.
تقع جدحفص في منطقة الشمال الشرقي لجزيرة البحرين، وتبعد عن العاصمة (المنامة) بنحو 3 كيلومترات، وتبعد عن منطقة البديع بنحو 7 كيلومترات، وأرضها المستوية زراعية خصبة اشتهرت بالبساتين ذات النخيل الباسقة، والمياه الجوفية العذبة، وفيها من الأحياء السكنية: «الشاري، السلطاني، البنّاية، الصاغة، الزراع، عين الدار، فريق الجديد، فريق السوق، الإسكان»، وكتب المؤرخ الكبير الشيخ محمد علي التاجر عنها في كتابه: «عقد الآل في تاريخ أوال»... «جدحفص وهي بلدة كانت قديمة عظيمة ذات عيون سيّاحة، وبساتين غناء فيّاحة، وبها سوق صغير. خرج منها علماء أجلاّء، وكانت فيما مضى من الزمن شامخة البنيان، آهلة بالسكان، سوق العلم في أرجائها رائجة ومدارس العلم بالعلماء مزدحمة، وحرفة أهلها الفلاحة والبناء والحدادة وغير ذلك من الحرف».
وحتى عهدٍ حديث، كانت فيها العيون السيّاحة والأنهار الصغيرة (السيبان) التي تنقل مياه تلك العيون إلى النخيل والبساتين والمساجد والبيوت وغيرها من الأماكن، ومن عيونها الكبيرة عين الدار، عين الياسمين، عين سلامة، عين حربه، عين عبشم، عين الوزير، عين مليح، عين السباحيّة، وكل هذه العيون غار ماؤها ولم تبق إلا آثارها، وبعضها دفن مؤخرا، ومن أشهر بساتينها: بخانة، الياسمين، جوبار الزهراء، الغرفة، المقسم، السمبري، الصفاصف، دولاب بن جمعة، وأغلب هذه البساتين زحف عليها العمران في الوقت الحاضر، وصارت منازل سكنية أو محلات تجارية أو خدمات حكومية.
وفي السابق ـ كما هي عادة أهل البحرين ـ يستعين الأهالي على حر الصيف بالسكن في المظاعن، وهي منازل من سعف النخيل تبنى بالقرب من النخيل والمياه الباردة التي تحيط بالقرية من جميع الجهات، وفي فصل الربيع وبعد انتهاء موسم الأمطار، تكتسي الأراضي الخالية وسيحات النخيل المحيطة بالقرية بالحشائش والأزهار البرية والنباتات الصغيرة ذات الألوان الزاهية، فيطلق المزارعون مواشيهم للرعي، ويقطف المهتمون بالطب الشعبي بعض النباتات والأزهار لاستخدامها في عمل الأدوية الشعبية، ويقوم الفلاحون بالاعتناء بالنخيل، استعدادا لجني رطبها من أول الصيف، بينما يتجه الشباب لممارسة هواية صيد الطيور المختلفة التي تتوافر بكثرة في هذا الفصل الجميل.
ومنذ القدم وحتى الثلث الأخير من القرن الماضي، كان الأهالي يمارسون عمل البقالة والتموين والخبازة وتسويق الأسماك ولحوم المواشي وإنتاج المزارعين عن طريق السوق القديمة، والتي كانت شبه الوحيدة في منطقة الريف الشمالي لجزيرة البحرين، وساعد في هذا الترويج لتلك الخدمات موقع هذه المنطقة الجيد الوسط والقريب من العاصمة، وما عرف عن أهاليها من طيبة وتسامح وإكرام للوافدين، ومن أشهر الأسواق الموسمية سوق يومي العيدين «الفطر والأضحى» وتنعقد بعد صلاة العيد وحتى الظهر، ويتوافد على السوق الأطفال والكبار من القرية ومن القرى المجاورة للبيع والشراء، وتتميز هذه السوق ببهجة وسرور العيد، وفي الوقت الحاضر، يعمل غالبية الأهالي موظفين وعمال في القطاع العام والخاص، وفيها بعض القضاة والمحامين والأطباء والمهندسين والمدراء والتجار.
كان التعليم في الماضي، حسب الباحث هاشم السيد سلمان، يعتمد على المدارس الدينية والكتاتيب لتعليم القرآن الكريم والحديث الشريف للصبيان والفتيات، ومن أهم المدارس الدينية والتي جددت في العصر الحديث مدرسة مسجد السدرة، مدرسة آل الصادقي، مدرسة الشيخ داوود بن أبي شافيز، أما الكتاتيب فمازال امتدادها ملحوظا إلى الوقت الحاضر.
وفي العصر الحديث بدأت الخدمات الحكومية والمشروعات الأهلية تأخذ مجراها في هذه البلدة منذ بداية الخمسينيات للقرن العشرين، أما بالنسبة لدور العبادرة والحسينيات والأوقاف، ففي جدحفص من دور العبادة، جامع واحد وأكثر من عشرين مسجدا وخمسة عشر مأتما للرجال وسبعة مآتم للنساء، ويوجد عدد من الأوقاف الخيرية قام بوقفها منذ القدم، وفي العصر الحديث أبناء المنطقة من أهل الخير، وقد أسهمت إلى حد كبير في دعم الأنشطة الدينية في المساجد والمآتم والصرف من تلك الوجوه الشرعية على التدريس الديني وعلى متعلقات المقابر وصيانة المساجد والمآتم، والإطعام في المناسبات الدينية وكل هذه الأوقاف مسجلة رسميا في إدارة الأوقاف الجعفرية التي تقوم بإدارتها وتنمية وارداتها.
بذل الباحث هاشم السيد سلمان في كتابه: «تاريخ علماء جدحفص»، جهدا طيبا في جميع الكثير من المعلومات المهمة وتوثيقها، وفيما يتعلق بتأريخ المشاريع الحكومة والأهلية يشير إلى التالي:
_ مدرسة جدحفص الابتدائية للبنين أنشئت في العام 1954.
_ توصيل خدمات الكهرباء في العام 1956.
_ بلدية جدحفص أنشئت في العام 1958.
_ مدرسة جدحفص الابتدائية الإعدادية للبنات أنشئت في العام 1958.
_ مستوصف جدحفص الطبي أنشئ في العام 1959.
_ محطة جدحفص للمياه الجوفية وتوصيل المياه للمنازل أنشئت في العام 1964م.
_ مدرسة جدحفص الثانوية الصناعية أنشئت في العام 1971.
_ مدرسة الإمام الصادق(ع) أنشئت في العام 1972، ومبناها اليوم مخصص لنادي الشباب.
_ مركز جدحفص لصحة البيئة أنشئ في العام 1973.
ـ المكتبة العامة التابعة لوزارة التربية والتعليم أنشئت في العام 1976.
_ مشروع بيوت الإسكان تأسس في العام 1977.
_ مركز جدحفص الصحي أنشئ في العام 1978.
_ مدرسة جدحفص الثانوية للبنات أنشئت في العام 1980.
_ مستشفى جدحفص للولادة أنشئ في العام 1981.
_ السوق الشعبي أنشئ في العام 1984.
_ مدرسة جدحفص الابتدائية النموذجية للبنين أنشئت في العام 1986.
- مشروع مجاري الصرف الصحي في العام 1994.
_ الرابطة الجعفرية (نادي ثقافي) تأسست في العام 1951.
_ جمعية الشباب الحسينية تأسست في العام 1952.
_ نادي جدحفص الثقافي والرياضي تأسس في العام 1953.
_ مكتبة الريف الثقافية تأسست في العام 1959.
_ مدرسة الشيخ عبدالحسن للعلوم الإسلامية تأسست في العام 1966.
_ جمعية جدحفص التعاونية الاستهلاكية تأسست في العام 1975.
_ دار أهل البيت للثقافة والفكر تأسست في العام 1978.
_ صندوق جدحفص الخيري تأسس في العام 1979.
_ حضانات ورياض الأطفال التعليمية منذ العام 1982.
_ لجنة الاحتفالات الدينية تأسست في العام 1994.
تقع شمال غرب المحافظة الشمالية، وهي إلى الشمال من جبلة حبشي والمصلى وطشان، على شارع البديع، كما تقع على شارعين آخرين هما شارع الشيخ سلمان وشارع طشان.
تتكون من سبعة مجمعات هي: 422، 421، 419، 425، 424، 423، 426.
تقدر بنحو 2,90 كيلومتر مربع، ويزيد تعداد سكانها على 20 ألف نسمة.
في الموسوعة الحرة عبر شبكة الإنترنت، ويكيبيديا، تم تعريف المنطقة على أنها بلدة بحرينية تقع شمال غرب وتبعد عنها 3 كيلومترات.
سكانها يقدرون بـ 25000 نسمة ومن أهم معالمها سوق جدحفص الشعبي وجامع جدحفص، وبها من المشاريع الحكومية مركز جدحفص الصحي، ومستشفى جدحفص للولادة، ومركز جدحفص لحماية البيئة، ومركز جدحفص الاجتماعي، وبلدية جدحفص، كما أن شارع جدحفص شارع تجاري تمتد فيه المحلات التجارية من متاجر الإلكترونيات إلى المطاعم.
ومن أبرز علمائها المرحوم سماحة الشيخ عبدالحسن آل طفل والمرحوم سماحة الشيخ سليمان المدني والشيخ محمد طاهر نجل العلامة الشيخ سليمان المدني (إمام جمعة وجماعة جامع جدحفص)، والشيخ منصور حمادة والشهيد الشيخ عبدالله المدني، والمرحوم سماحة الشيخ حسن زين الدين والسيد مجيد المشعل (رئيس المجلس الإسلامي العلمائي البحريني)، والشيخ جعفر الشارقي والشيخ عبدالنبي الحداد والشيخ حميد المادح والسيد جميل المصلي، والسيد فيصل المشعل والمرحوم الشيخ عبدالله المختار والشيخ علي سند والشيخ كاظم الحواج.
ومن المشاريع التي قامت بها حكومة مملكة البحرين في جدحفص، هي المساهمة في إنشاء جامع جدحفص الكبير ونادي الشباب الرياضي، ومن المشاريع المستقبلية بناء إسكان جدحفص الجديد وإنشاء مدرسة جديدة للبنات بدلا من مدرسة سارة الابتدائية للبنات.
تضم جدحفص العديد من المساجد وجامع واحد والعديد من الحسينيات، وفيها مستشفيان ومركز صحي، وعدة عيادات خاصة، وتحوي مراكز حكومية منها مركز جدحفص الاجتماعي، مركز جدحفص للبيئة، بلدية جدحفص، وتوجد عدد من المدارس الحكومية، ومؤسستين للتعليم الإسلامي، وهي مؤسسة التعليم الديني، ومدرسة الشيخ عبدالحسن للعلوم الدينية.
العدد 2576 - الجمعة 25 سبتمبر 2009م الموافق 06 شوال 1430هـ
اريد ناب مدينة جدحفص
؟!
6- مركز اجتماعي.
ومركز جدحفص الإجتماعي شنو يسمونه ؟
.......~
أصلا حتى الحجر الموجود في كتاب الصف السادس الإبتدائي في درس البحرين عبر التاريخ وجدت في جدحفص .. وجدحفص لم تكن قرية فأنتم قللتم من شأنها كثيرآ !
جميل جدا
كل ما ذكر عن جدحفص جميل جدا ولكن ألا تستحق بعد وصفها بهذا الوصف أن تحصل على رعاية أكثر ، مثلا ما أدري ليش شارع المستشفى مو مصلّح للحين و البعض يقول مازحا (لتسهيل الولادة) مثال آخر تعال لجدحفص من جهة الديه لتستقبلك بكراجات تصليح السيارات وكأنها منطقة صناعية ، نعم نحن بحاجة لوجود كراجات في المنطقة لكن بنظام ..مو مثل هالخربطة الموجودة .. كراج + مطعم + محل ملابس + قطع غيار مستمل + مبنى سكني بينهم وأعلى الكراجات شقق سكنية وكلها متلاصقة ، هذه فوضى تحتاج لإعادة نظر ، و ينكم يا نوّاب .
والشيخ المشيمع ؟؟
لماذا لم تذكر موسوعة ويكبيديا العالمية الشيخ الاستاذ المجاهد حسن مشيمع حفظه الله ؟ لابد وان الموسوعة نفسها غير ناطقة لانها جماد وان الذي قام بوضع المعلومات هو انسان ناطق مفكر فلماذا استبعد هذه الشخصية ؟؟؟؟!! لكن سيبقى الاستاذ كبير وحجمه يفوق كلمات تكتب في سطور كهذه لانه اشهر من ان يعرف وغيره ان عرفوا فليس حبا فيهم
مقارنة..
مساحتها 3 كم مربع ويسكنها 20 ألف نسمة.. وديار المحرق (دفان البحر) مساحتها 12 كم مربع أي 4 أضعاف, فإنها تتسع ل 80 ألف نسمة.. لو خصصت لإسكان المواطن بدل الأجانب (بحجة الإستثمار) لقضي على مشاكل الإسكان.. ولكن؟ ما تقول الا أن لا تنتهي الأزمة المالية للغرب حتى تفشل هذه المشاريع الطماعة ويبقى خير البلد لمواطنيها..
ولا ننسى
ولاننسى ان شوارعها حالتها حاله خصوصا الشارع المؤدي لمستشفى الولادة والمركز الصحي .
نواقص المدنية في جدحفص
لا يوجد في جدحفص أو القرى المجاورة:
1- دار للمسنين.
2- متحف خاص بها.
3- مأتم باسم جدحفص.
4- ولا بقي مكان تراثي إلا وصادروه.
5- ولا تخليد لرجالاتها العاملين أو المثقفين.
6- مركز اجتماعي.
7- رابطة أو مجلس ثقافي.
8- مكتبة عامة- فتلك تعتبر مكتبة المدرسة.
9- وزير - وكيل وزارة...
مع ذلك فهي المنطقة الموالية في الشمال فقط..
يوجد مركز جدحفص الاجتماعي