العدد 2575 - الخميس 24 سبتمبر 2009م الموافق 05 شوال 1430هـ

اكتشاف الحضور!

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

أزمة العالم العربي، أنه لا يواجه المشكلات التي تعترضه في خضمِّ حركية العالم من حوله. يظل يراكم مشكلاته تلك، ويجد في ذلك التراكم - في موقف يبعث على الاستغراب - هروبا من المواجهة؛ لأنها بلغت حدا حتى لو تظافرت جهود حركية العالم كلها فلن تجد لها حلولا مقنعة.

***

اكتشاف الحضور في الزمن هو المسألة. الإنسان في ذلك الحضور هو لبُّ المسألة. هل ثمة شئ من ذلك في «الحاضر» العربي؟

***

اللامبالاة طغيان معمَّق، دخلنا به الألفية الثالثة. مثل ذلك الطغيان لا يؤسس لاكتشاف الحضور، وهيمنة ذلك الإنسان على ذلك الحضور. إنها؛ أي اللامبالاة، تؤسس لنفيه ومحقه وإدخاله ضمن دائرة الأشياء، إن لم يكن أقل قيمة ووزنا.

***

الوهن الذي يصيب اللغة في أي امة، دليل انحسار حضورها. ليس ضمن دائرتها فحسب؛ بل يمتد ليشمل الدوائر الأكبر. دوائر التأثير والقرار والإنجاز والمعرفة.

***

عجز الثقافة عن التعاطي مع الأسئلة التي تواجهها، عدا الإتيان بأسئلتها الخاصة، يكشف عن طعن في قيمتها وجدواها وتأثيرها.

***

تجاوزنا كثيرا عبودية الجسد. نحن إزاء عبودية طالت الفكر والثقافة. هل هي ذاتها الأغلال التي بحاجة إلى رفع؟

***

هل نحتاج إلى التذكير بمقولة دوستويفسكي: «أتبنى دائما أهدافا تتجاوز قدراتي»؟ هل فعَّل العرب قدراتهم الملموسة والمتاحة لتحقيق أهدافهم المركونة والمعطلة، كي نتحدث عن تجاوز تلك القدرات والأهداف؟

***

هجرة الكفاءات العربية، بعيدا عن المجاعات والحروب، تكشف عن خلل في بنية الأنظمة. خلل في الممارسة والاستئثار بالمقدرات كلها. وتلك أكثر أثرا وعمقا من المجاعات والحروب. كما تكشف تلك الهجرات عن عجز في التعبير؛ إذ لا ينفك ذلك العجز إلا بالانفصال المادي عن المكان. لكأن الأنظمة/المكان، زنزانة لتلك الإمكانات والطاقات. ثم إن المجاعات والحروب لا تكون دائما بفعل الطبيعة والنظام الكوني. إنها صنيعة أنظمة لا يمكن لها أن تعمِّر بعيدا عن هذه وتلك.

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 2575 - الخميس 24 سبتمبر 2009م الموافق 05 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:39 ص

      الاقوى هو الافضل

      نحن فى زمن القوي هو المنتصر اما الضعيف مهما كان ذكيا ومثقفا وعالما وهو يتبنى المبادئ ويلتزم الحق يكون غير مقبول.

    • زائر 1 | 3:13 ص

      ارجو الإنتباه

      هناك مخطط يرجى التنبيه له قبل ان ندفن جميعا ونذوب موضوعط طيب لكن هخناك موضوع الساعة وجب بحثه والوقوف امامه بكل صدق انه موضوع التجنيس ل 800 شخص من الإردن

اقرأ ايضاً