العدد 2575 - الخميس 24 سبتمبر 2009م الموافق 05 شوال 1430هـ

«ليس بإسمي»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

هل يمكن أن تنطلق حركة مجتمعية في بلداننا تمثل شعار «ليس بإسمي»؟ ربما أن السؤال ليس واضحا بهذا الشكل، وللتوضيح، فإنه تتواجد في عدة بلدان حركات وكتابات تنطلق تحت شعار «Not in My Name»... وهذه الحركات تنطلق ضد العنصرية أو الاحتلال أو الحرب أو أي موضوع خطير يتولى بعض الأشخاص أو الجماعات القيام به باسم الأمة أو باسم الشعب. وحتى في «إسرائيل»، فإن هناك حركة بهذا الاسم ضد هدم منازل الفلسطينيين، وضد الجدار العازل وضد المستوطنات. وفي بريطانيا هناك حركة بهذا الاسم ضد زعيمي «الحزب القومي البريطاني» نيك غريفين، وأندرو برونس، اللذين فازا في الانتخابات الأوروبية. والبريطانيون الذين يرفعون هذا الشعار يرفضون أن يمثلهم حزب عنصري في البرلمان البريطاني. وهناك حركات كثيرة في بلدان عديدة تحت هذا الشعار.

وعليه، هل يمكننا نحن العرب والمسلمين أن نرفع شعار «ليس باسمي»، أو «ليس بإسمنا» ضمن حملة مجتمعية ضد الذين يسفكون الدماء وضد الذين يمارسون العنصرية (التمييز والتفريق بين الناس)، وضد الدكتاتورية وضد الدعوات والحركات الإرهابية؟

ربما أن المشكلة في بلداننا المسلمة والعربية أن الذين يطلقون دعوات قتل الآخرين (حركات الإرهاب)، والذين يمارسون العنصرية والتمييز، وغيرها من الأعمال المشينة في رأي أكثرية الناس، إنما يمارسونها «باسم الله» وليس «باسم الناس»... والمشكلة معقدة لدينا، فالقبول بالأمر الواقع قد يكون أيضا نوعا من التسليم لإرادة الله، والموت في حوادث مأساوية أثناء المواسم الدينية قد يعتبره البعض إرادة إلهية، وقتل الناس في عمليات انتحارية إنما يتم في رأي من ينفذها « من أجل نيل رضا الله»، الخ.

ولذا، فلو رفع البعض في بلداننا شعار «ليس باسمنا»، فإن الجواب قد يكون جاهزا من الأطراف المعنية، بأنهم قاموا بما قاموا به ويدعون إلى ما يدعون إليه «باسم الله»، ولا دخل للناس في شأن إلهي وإرادة إلهية، وهو أمر مقدس نافذ تماما كما لو أن الأمر صدر عن الله سبحانه وتعالى وعن نبيه (ص) ، بحسب نص الآية الكريمة «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينا» (الأحزاب الآية:36).

الواقع الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية والإسلامية دون مستوى واقع الشعوب الأخرى، وهذا لايعود إلى ديننا ولا إلى القرآن الكريم (فلقد كانت لدينا عصور النور عندما كانت أوروبا تمر بعصور القرون الوسطى المظلمة) وإنما إلى الفهم المتطرف المنتشر في أوساط شتى. ولعلنا بحاجة أولا إلى أن نؤسس لفكرة أنه لايجوز لأي شخص أو جماعة في عصرنا الحاضر أن تتحدث باسم الله، ونطرح بموازاة ذلك أيضا أننا كعرب وكمسلمين لا نقبل بأن يتحدث أي فرد أو جماعة تمارس الأعمال الممقوتة إنسانيا باسمنا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2575 - الخميس 24 سبتمبر 2009م الموافق 05 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 4:59 م

      ماختلفنه...

      زين شتقولون في الي يقتل الشرطة والناس البريئة ويعثي في الوطن الفساد ..

    • زائر 7 | 4:02 م

      terrorism and the harming of innocent people 2

      The nightmare began when the terrorist attacked on the Pentagon, World Trade Center, and Flight 93 by Al Qaeda and then after this tragedy event president Bush started his massive and bloody war against muslims countries and killed million innocent people but the big surprise when I served the net before one month I found out that the big explosion into the World Trade Centre was only game and play made by the American themselves to have the excuses to start the fight. Do you believe

    • زائر 6 | 3:42 م

      terrorism and the harming of innocent people 1

      When I wrote the comment yesterday I did mistake in the title and the correct one- Backwardness Industry- . Dr. Mansoor some expressions like - Not in my name- we can't accept it in the Arab regions for many reasons firstly Muslims like to use their real names and highlight it to be clear for everyone. Secondly Islam was and still is the beacon of universal brotherhood that the world is desperately trying to seek out.Thirdly lIslam is also about moderation and respect for humanitsy

    • زائر 5 | 9:38 ص

      ثقافة الاختلاف ثراء

      شكرا لك يادكتور على ما طرحته
      ان الذي ينقص المجتمعات العربية والاسلامية هو قبول الراي والراي الاخر ، قبولي باني واحد منك ولكن اختلف معك في وجهت نظرك وابسط مثال هو ما نشاهده في العراق من قتل وتكفير بسبب الاختلاف في المذهب مثلا لا ان نعتبر هذا الاختلاف ثراء في الثقافة الاسلامية وغنى في تنوع مصادرها .
      عزيزي الدكتور ارجوا ان تكتب لنا وجهة نظرك في هذا الموضع

    • زائر 4 | 6:55 ص

      خالد الشامخ: ليس بأسمي الطأفنه

      لا أقبل أن يتحدث بأسمي من يقطر لسانه بالطائفية ...

    • ايمان الفردان | 5:48 ص

      قدها وقدود اهل البحرين

      لو جنسوا ملايين ما يقدرون على الشيعة يا زائر رقم 3 وانت عارف البحارنة بعد
      الله يحمي البحرين واهلها

    • زائر 3 | 3:11 ص

      خطة قادمة

      واضح جدا ان هناك خطة سريعة لتجنيس 800 شخص من الخارج لمواجهة الشيعة وسيتم تطبيقه سريعا قبل الأنتخابات وهذا ما تؤكده الدوائر القريبة وعك من كلام الصحف والوزراء

    • زائر 2 | 2:23 ص

      إنه من عمل الشيطان،،، نبيل حبيب العابد

      ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ) {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إلا فَرِيقاً)،، فليس للشيطان على المؤمنين سبيلا ،، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده،، فالله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين وهو القائل ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة والموضوع لا تسعه السطور هنا فبين يا دكتور في موضوع آخر أن المسلم لا يقتل لا ينهب لا يهتك لا يفجر ،،، لا يجنس، لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا

    • زائر 1 | 1:46 ص

      الحرية

      هل يمكن لهذا ان يحدث يادكتور ؟... وكأنك لم تشهد بعد فترة مايسمى بالانفتاح قمع لمسيرات سلمية بوحشية والاعتداء على الناس والزج بهم في السجون بتهمة الاخلال بالأمن والاقتصاد وووو ... مادام سيف الجهل يحكمنا فلا نمني أنفسنا

اقرأ ايضاً