وجهت النيابة العامة يوم أمس (الأربعاء) إلى ثلاثة من ركاب الطائرة الإيرانية التي شهدت تأخيرا طويلا استمر لمدة يوم كامل، تهمة محاولة فتح باب الطائرة أثناء إقلاعها، في حين أنكر المتهمون الثلاثة التهمة المسندة إليهم، موضحين أن الطائرة أساسا لم تقلع في الجو، بل كانت لاتزال في المدرج.

ونفى سيدحسن العلوي وهو أحد الركاب المتهمين بعض ما نشر في الصحافة من نشوب شجار في الطائرة أو المطار، وقال: إنه لم يحدث شجار بين الركاب وطاقم الطائرة على الإطلاق، على رغم تأخر الطائرة لساعات كثيرة وطول الانتظار، بل كانت مطالب الركاب تتمثل في النزول من الطائرة بعد أن انقطع التيار الكهربائي عنها وبقت مدة نصف ساعة تقريبا من دون كهرباء، مع وجود ثلاث حالات إغماء لامرأتين ورجل.

وأضاف موضحا «كنا ننتظر وصول الطائرة، وحينها استمر انتظارنا لأكثر من 14 ساعة، وطوال تلك الفترة كنت في حال هدوء، إلا أن حال الاستنفار كانت بعد وجود 3 حالات إغماء، فبعد أن انقطع التيار الكهربائي عن الطائرة وبقينا قرابة النصف ساعة داخلها من دون كهرباء، سقطت امرأتان مغمى عليهما، ولم تكن هناك رعاية لهما من قبل المضيفين، فسارع الركاب وأنا أحدهم إليهما محاولين إسعافهما ومساعدتهما، وكانت إحداهما قد سقطت بالقرب من باب الطائرة وأنا من توجهت لإسعافها ومساعدتها ولم أتوجه لفتح الباب كما يدعي الطاقم، وكما اتهمت من قبل النيابة العامة».

وسأل الراكب: «هل من المعقول أن أتمكن من فتح باب الطائرة أو حتى المحاولة في ذلك؟ هل هي سيارة؟».

وتابع: في تلك الأثناء كان الجميع في حال هلع وخوف شديدين وخصوصا بعد وجود حالات إغماء، فكان الركاب يطلبون من الطاقم فتح باب الطائرة والنزول منها، مبدين استغناءهم عن مبالغ التذاكر وغيرها، وذلك من شدة الخوف، إلا أن الطاقم لم يعرهم أي اهتمام، الأمر الذي دعا مجموعة من الركاب كان من ضمنهم شابات إلى التوجه أمام المقصورة بغرض إقناع الطاقم بفتح الباب.

وقال: بعد فترة نزلنا من الطائرة التي لم تقلع في الجو بشهادة جميع الركاب، وبعد ساعتين من الانتظار أيضا في المطار، تفاجأت بضابط الأمن يستدعيني، واستجبت للأمر بكل رحابة وسعة صدر، ولما توجهنا للمكتب أخبرني الضابط أن المضيفين يتهمونني واثنين من الركاب بمحاولة فتح الباب، وأخبرته بالتفاصيل كاملة وأني توجهت بالقرب من الباب لمساعدة إحدى النساء التي أغمي عليها.

وأشار المتحدث إلى أن «ضابط الأمن وعدني بحل الإشكال بشكل ودي بعد أن زودته بما جرى، ولكنني تفاجأت بعد ذلك بإحالة القضية إلى النيابة العامة».

وأبدى الراكب المتهم في القضية استغرابه واستنكاره الشديد لما جرى له وبقية الركاب، قائلا: «بعد طول انتظار دام ليوم كامل، وتكبد ما جرى لنا في الطائرة، وعلى رغم سعة صدورنا التي لم تضق بطول فترة انتظارنا أو انقطاع التيار الكهربائي عن الطائرة مدة نصف الساعة، ومحاولتنا تهدئة الركاب والوضع آنذاك، بل قيامنا بواجبات المضيفين في إسعاف ومباشرة من أغمي عليهم، وبعد خسارة الرحلة ومضيعة الوقت، و «البهدلة» التي تعرضنا لها نتهم من قبل الطيران الإيراني بمحاولة فتح باب الطائرة أثناء إقلاعها، وهي أساسا لم ترتفع عن سطح الأرض، وهو اتهام غير معقول بالنسبة إلي شخصيا».