العدد 2575 - الخميس 24 سبتمبر 2009م الموافق 05 شوال 1430هـ

فك الارتباط بالعملة العالمية تاريخيا!

فكرة فك الارتباط بالعملة، وعى لها العرب في (65 - 86هـ)، وفك الارتباط هو أمر بات يشكل خيارا قائما للكثير من الدول، ومن بينها عملاق آسيا (الصين) التي تؤهل عملتها لتكون المصدر الأول للاحتياط العالمي من النقد!

عبدالملك بن مروان (65-86هـ) أصدر الدينار الذهبي الإسلامي، وحظي بمكانة عالمية واحتراما في أرجاء العالم القديم من دون منازعة منذ مطلع القرن الثامن الميلادي حتى مطلع القرن الثالث عشر الميلادي. وقتها كانت الإمبراطورية البيزنطية الدولة الوحيدة التي تصدر العملة الذهبية (الصولدي) فيما الدولة الفارسية تصدر الدرهم الفضي الفارسي.

أول المحاولة طلب عبدالملك بن مروان من شقيقه والي مصر عبدالعزيز بأن يزيل من ورق البردي الذي كان يُصدَّر إلى بيزنطة، كتابة بسملة التثليث (الأب والابن وروح القدس)؛ وأن يكتب على البردي «قل هو الله أحد» وعندما علم الامبراطور البيزنطي، جستنيان الثاني (ت 711م) بذلك، استشاط غضبا، وبعث إلى الخليفة يطلب منه سحب قراره، وعندما أدرك أن عبدالملك مصمم على موقفه هدده بأن يصدر دنانير تحمل نقشا مهينا للإسلام والمسلمين وباستشارة أصحابه اتخذ قرار سكّ الدينار الذهبي الإسلامي، وتحريم تداول الدنانير البيزنطية.


كتاب «الأصنام» والاكتناز بالجرأة والتسامح

في دراسته «استراتيجيات الخبر وصياغة التاريخ... دراسة في (كتاب الأصنام)» لابن الكلبي للباحث لؤي حمزة عباس، يضيء واحدا من الكتب المبكرة في تاريخ التدوين العربي، ولا تكمن أهمية الكتاب في أسبقيته من حيث الموضوع، إذا ما استثنينا كتاب محمد بن إسحاق (ت 150هـ) صاحب كتاب المغازي «وقد ألمَّ بشيء من عبادات الجاهلية» بل في توقيته أيضا (ابن الكلبي توفي العام 204هـ)؛ إذ لم يكُ من المتوقع أن يصدر سِفْر في ظل ثقافة توحيدية إسلامية بالقيام بعملية استذكار أو استرجاع للحياة الوثنية؛ إذ اكتنز العمل بالجرأة من جهة، وتسامح من قبل الثقافة الإسلامية من جهة أخرى.

الكتاب له فرادته من حيث «نظم الصياغة وأساليب البناء التي يُستعاد من خلالها إرث الوثنية».

ينطلق لؤي حمزة عباس من مقولة بول ريكور «الزمن لا يمكن أن يُقدم إلا مرويا».

الباحث يرى أن «كتاب الأصنام» يعمل «على تأمين لُحمة مضافة تؤدي داخل سياق ثقافتها المنتجة مهمة ذات اتجاهين، تسهم بمنتجها الأول بإعادة إنتاج وقائع تاريخية معينة بناء على ما تقترح من نظام سردي يمنع عنها رياح التبدد والاندثار».


الجسد والمُجسَّد

«الكتاب ساوى بين الأصنام والأوثان في كونهما تماثيل وميّزهما عن الأنصاب التي لا تكون غير حجر ينصب أمام الحرم وأمام غيره ثم يطوف به من لم يقدر على أن يتخذ صنما أو يبني بيتا».

فالصنم من الخشب أو الذهب أو الفضة في صورة إنسان، والوثن من الحجارة، والتمايز هنا بين الصنم والوثن يكمن في المادة المكونة له؛ إذ التفاضل في القيمة للصنم بتقدم الخشب والذهب والفضة على الحجارة، على رغم أسبقية الوثن على الصنم بسبب توافر المادة المكونة لتجسيده.


أبودهمان

الروائي والإنثروبولوجي، أحمد أبودهمان في روايته «الحزام» وشهادته عليها، يكتنز بالكثير من التمايز في بيئة «متقدمة» (باريس) تقدم سيرة التخلف (جنوب السعودية)، ولكنه تخلف يحمل في طياته تمايزا روحيا ونفسيا، لا يتوافر في البيئة الأولى. إنها لحظة «الاكتشاف» كانت المدرسة هي بداية سفري إلى العالم. انتقلت بعد الابتدائية إلى (أبها) حيث يقتسم الناس الغيوم، ويقيمون فيها أفراحهم وعشقهم! وفي الخامسة عشرة من عمري لم يكن أمامي إلا (الرياض) (...)».

أحمد أبودهمان لا يعمد إلى كتابة سيرته بقدر ما يعمد إلى كتابة سيرة وعي جمعي. سيرة وعي مكاني غادره وعاد إليه متسلحا بالمعرفة ولكنه لم يترك مجالا للتنازل عن اقتسام الغيوم ذاتها في بيئة لم تتوافر على الأدنى من الالتفات إلى اللامع والاستثنائي من أبنائها!


بارتلسون ومفاهيم العولمة

الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية في جامعة ستوكهولم، جنز بارتلسون في مقاله «مفاهيم العولمة» يرصد المفهوم ودوره في إطار العلوم الاجتماعية في العقد الماضي.

ثمة عرض لفرضيات فلسفية وجودية، وكذلك المسار التاريخي للمفهوم. مضامين ثلاثة يميزها بارتلسون: الانتقال والتحول والتجاوز. يعترف بارتلسون بأن صياغة التعريفات لتلك المضامين واستخداماتها ليست منزهة عن العرض فكلها «تعكس فرضيات ضمنية مسبقة عن العالم الاجتماعي/ السياسي وعن شروط وحدود مهمة».

في المضامين الثلاثة ثمة تقصٍّ لانتقال المفاهيم والقيم والتحوّل الذي طرأ عليها والنضالات التي اكتنفت تجاوزها وصولا إلى حال «التعقيد» وما طرأ عليه من «تعقيد» في الانحراف بأغراضه ومبتغياته وأهدافه.


«المنفى في الداخل»

في «رأس جسم الصحراء» لأدونيس، المنفى يكمن في الداخل وليس الخارج. لا تغيير وأثرا في المنفى بتغيير الأمكنة. المسألة في كل ذلك ثقافية وليست جغرافية. ولن يتأتى العلاج من داء ذلك المنفى عبر الخارج، إنه يكمن في الداخل. داخل الإنسان. داخل مكانه. داخل دائرته وثقافته وبيئته العامة.

منفى كذاك مواصفاته المصادرة والاستحواذ على كل شيء بدءا بالأشياء وليس انتهاء بالتفسير. تفسير كل شيء عبر الاستحواذ على مكنة ذلك التفسير.

ليست الأمكنة هي التي تحدد درجة حسن وسوء منافينا، إنها الثقافة بكل محصلاتها واستنتاجاتها وتفسيراتها وقدرتها على تثبيت وجودك أو إلغائك! والإلغاء هو السمة الغالبة من وراء الثقافة التي تتمترس وراءها، ظنا منا أنها تمنحنا الحصانة والحماية فيما هي تقذف بنا في أتون النهايات. مناف تتناسل... تتمدد... تشيع في الأمكنة التي نحسبها حصنا لنا، فيما هي فخاخ تمتد بامتداد عنادنا وقدرتنا أو توهم قدرتنا على المواجهة.


الكاميرا والفقر المقيم

فتح ملحق «فضاءات» ملف أزمة التعاطي مع الكاميرا اللقطة. أزمة تكمن في المباشر المنتج. موقف تسجيل ورصد خالٍ من قيمته ومعناه وحمولاته الإبداعية والشعرية. لا فرق بين أن تحمل كاميرا كي تضمن بها معاشك وبين كلاشينكوف تضمن من خلاله حضورك ووجودك وهيمنتك واتساقك مع المرحلة. مرحلة القوة بالأداة في جانبها المُسْكِت!

ما بعد ذلك، لا حضور لقيمة الكاميرا في فعلها وإنتاجها ونصها المكثف. نصها القادر على اختزال الكلام وتجاوز الحكمة. ثمة فقر مقيم. فقر يلوّح براياته السود والبيض بالتعاطي مع تلك الأداة الخطيرة والعميقة في فعلها. الأمر لا ينحصر في الدائرة المحلية هو يكاد يكون شرق أوسطي في ورطة إغفاله وتناسيه.

حسين المحروس كان متهكما بامتياز. وله الحق في ذلك لأنها اللغة الوحيدة (التهكم) القادرة على اختزال حال الفقر والأمية والإغفال بل وحتى العدم في الاهتمام بتلك القيمة.

عالميا، وضمن مشاريع إبداعية كبرى، باتت الكاميرا سلطة إضافية، سلطة قادرة على قلب مفاهيم وقيم وحتى حكومات. عندنا هي قادرة على وضع كثيرين في الكادر فيما هم جديرون بأن يكونوا خارجه!!!


مزايدة!

اختلف شيعي ومرجئ حول أيهما أفضل بعد النبي أبوبكر أم علي؟ فتحاكما إلى «أبونواس» فقال: أفضلهم بعد رسول الله، يزيد بن الفضل.

قالوا: ومن يزيد بن الفضل؟

قال: رجل يعطيني كل سنة ثلاثة آلاف درهم!


إحالة

جاء أعرابي إلى عبدالملك بن مروان يطلب شيئا، فقال له عبدالملك: «سَلِ الله»، فقال الأعرابي: «قد سألته فأحالني عليك»!


توبة تحت القمع!

أنا جاليليو جاليلي، أستاذ الرياضيات والفيزياء في جامعة فلورنسا، أدين على الملأ تعاليمي، بأن الشمس مركز الكون، ولا تتحرك، وأن الأرض ليست المركز وتتحرك. أنكر هذه التعاليم بقلب مخلص، وإيمان صادق، وأمقت وألعن وأشجب هذا وكل الهرطقات والأخطاء الأخرى التي تخالف تعاليم الكنيسة!


معرفة

قال الراغب الأصبهاني، في الجزء الأول من محاضرات الأدباء: «روي عن أمير المؤمنين علي أنه قال: ما أحسنت لأحد قط، ولا أسأت إلى أحد قط. فرفع الناس رؤوسهم تعجبا. فقرأ قوله تعالى: إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها.


ما بعد المقتيين

صنع أمية في الجاهلية شيئا لم يصنعه أحد من العرب. زوَّج ابنه عمرو بن أمية امرأته في حياة منه، والمقْتيُّون في الإسلام، هم الذين أولدوا نساء آبائهم واستنكحوهن من بعد موتهم، وأما أن يتزوجها في حياته، ويبني عليها وهو يراه فإن هذا لم يكن قط.


أول قدم في الأندلس

طريف، هو أول قائد في جيش الفتح العربي في شمال المغرب وطئت قدماه أرض الأندلس، وذلك عندما أغار على جزيرة أندلسية غارة ناجحة العام 710م شجعت طارق بن زياد على تكوين جيش خاص لفتح الأندلس العام 711م.


مخالفة الإقامة في المقر!

عدد الذين تم إلقاء القبض عليهم العام 1981 من السود في جنوب إفريقيا يقدر بـ 18 مليونا بتهمة مخالفة القوانين، وذلك لاقترافهم «جريمة» المطالبة بالسكن بالقرب من مقار عملهم!


الرؤوس للسيوف لا للعواصف!

«عار أن تمر العاصفة علينا فنحني لها رؤوسنا. إنَّ رؤوسنا لم يخلقها الله لتنحني للعواصف، وإنما للسيوف فقط. إن الله لم يجعل الإنسان قائما مستقيما مشدودا لينكسر وينحني أمام أي إنسان آخر مهما كان الذهب عند قدميه».

الشاعر الروسي لرمنتوف

العدد 2575 - الخميس 24 سبتمبر 2009م الموافق 05 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً