صدر لشوقي محمد صالح الدلال، موسوعة علوم الفلك والفضاء والفيزياء الفلكية، في أربعة مجلدات وذلك عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، موثقة بالصور الملونة، وفي ورق صقيل وطباعة متميزة، وقد افتتح الدلال موسوعته بمجموعة من الآيات القرآنية حول خلق السماوات والأرض والنجوم والفلك، وأهدى جهده هذا إلى والديه وشقيقته وزوجته، ثم خصّ بالشكر الأهل والأصدقاء والزملاء الذين بتشجيعهم وإسهامهم ومراجعاتهم وإشاراتهم خرجت الموسوعة إلى النور في أفضل صورة.
وقدم الدلال لموسوعته بمقدمة تحدّث فيها حول دور الحضارات الكبرى في هذا العلم الممتد إلى فجر التاريخ منذ حضارة وادي الرافدين إلى مصر إلى اليونان إلى الحضارة العربية التي ارتقت بسببه مكانة بارزة بين الأمم مبديا تأسفه على أن هذا العلم في هذه الفترة عند العرب قد تراجع إلى مصاف المواضيع الثانوية، فلا يوجد مرصد عربي يلبي متطلبات ومطامح الفلكيين العرب، بالإضافة إلى غياب هذا العلم عن المناهج المدرسية والجامعية وافتقار المكتبات العربية إلى المصادر العربية في علم الفلك، وقد جاءت هذه الموسوعة لتسد هذا الفراغ المعرفي وتسهم في التركيز على الأسلوب العلمي في العرض وإبراز الدور العربي الأصيل في علم الفلك، مع آخر المستجدات التي توصل إليها العلماء والباحثين والعاملين في هذا الحقل.
وقد تحدث المؤلف أهم الصعوبات التي واجهته في إبراز الموسوعة وكان من أهمها صعوبة مواكبة الثورة المعلوماتية في مجال علم الفلك، فعلى سبيل المثال « ازداد عدد ما تم اكتشافه من أقمار للمشتري خلال أربع سنوات من 17 قمرا إلى 43 قمرا، وبينت الأرصاد تسارعا في تمدد الكون، مما تطلب إعادة النظر في العديد من النظريات الكونية السابقة واستحداث نظريات جديدة تأخذ هذا التطور في الحسبان، بالإضافة إلى مواضيع نظرية جديدة تتعلق بتعدد الأكوان وبنية الزمان-المكان الزمكان وتبلور فكرة وجود أبعاد أخرى غير الأبعاد الثلاثة، وما صاحب ذلك من ظهور مفاهيم وأطر فلسفة جديدة لتحديد موقع الإنسان في الكون وكل هذه الإضافات شكلت تحديا تحتاج فيه الكثير من المعلومات للمتابعة المواكبة والتحديث.
وقد احتوت الموسوعة على مادة غزيرة من المعلومات منها المصطلحات الفلكية، والكواكب وأهم الأجرام السماوية فيها، والظواهر الفلكية مثل الخسوف والكسوف وقوس قزح والمنظومات النجمية والمجرات وغيرها الكثير.
وقد احتوت الموسوعة على طيف عريض من المعلومات عن علم الفلك عند العرب والحضارات الأخرى من أسماء النجوم والمجرات والمجموعات النجمية، ومعلومات ورصد العرب لأحداث فلكية كبرى في التاريخ مثل الشفق القطبي وغيره، وقد تطرّقت الموسوعة لنقد العرب المسلمين لنموذج بطيلموس حول مركزية الأرض، وتناولت كذلك آلات الرصد العربية، وتاريخ علم الفلك وإنجازات الحضارات الأخرى في العالم من حضارة وادي الرافدين وحضارة وادي النيل والحضارة الأغريقية والحضارة الصينية والهندية.
وقد اشتملت الموسوعة على معلومات عن نخبة من العلماء الذين أثروا المعارف الفلكية إثراء مباشرا عبر التاريخ، وتعرضت كذلك لحياة عشرين عالما فلكيا عربيا مسلما وأهم عطاءاتهم ممن شهد لهم التاريخ بإنجازاتهم المتميزة.
وقد اشتملت الموسوعة على معلومات عن الأقمار الصناعية والمسابر المركبات الفضائية والمجموعة الشمسية والتضاريس الكوكبية والأجرام السماوية والعمليات الفيزيائية في الكون والمراصد والمراقيب المهمة في العالم وتاريخ إنشائها ومواقعها وتصنيفاتها وأهم إنجازاتها مبديا تأسفه أنه لا يوجد سوى مرصدين عربيين مزودين بمقاريب يزيد قطر عدستهما على الخمسين سنتي مترا وهما مرصد حلوان بمصر ومرصد العجيري بالكويت، أما المراصد الأخرى فهي مزودة بمقاريب تجارية وقصيرة.
وتحدثت الموسوعة كذلك عن الحياة في الكون وتشمل جميع البرامج التي استحدثت للبحث عن الحياة في الكون ومنها الرسائل الراديوية التي أرسلت إلى النجوم، وبرامج الإنصات لإشارات قادمة من أرجاء الفضاء وقد تناولت الموسوعة التقنيات المستخدمة في اكتشاف الكواكب الشمسية وغيرها، والبرامج المقترحة حتى عام 2015م لاكتشاف كواكب أرضية قادرة على احتضان الحياة في الكون عموما وفي المجموعة الشمسية خصوصا. وأهم النظريات الفلكية حول تكون المجموعة الشمسية ونظريات نشوء الكون، مثل نظرية التضخم، ونظرية الكون المشتعل والكون الدوري والنظريات التي تتناول طبيعة المادة وتأثيرها على بنية الكون، والكون في بداياته الأولى والأرصاد التي قام بها العلماء لتسجيل بصمات هذه المرحلة من نشوء الكون
العدد 2309 - الأربعاء 31 ديسمبر 2008م الموافق 03 محرم 1430هـ