اتخذ الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قرارا محقا لم يعترض عليه أحد بحق مهاجم فريق مانشستر سيتي التوغولي ايمانويل اديبايور وذلك بعد أن ضبطته الكاميرا وليس الحكم وهو يركل مهاجم فريق أرسنال الهولندي روبين فان بيرسي في وجهه وبطريقة فيها الكثير من التعمد.

ومع أن الحكم لم يحرك ساكنا اتجاه اديبايور لأنه لم يرى اللعبة، فإن الاتحاد الإنجليزي لم يفوت الأمر وعاقب اللاعب بالإيقاف لثلاث مباريات ليكون عبرة لغيره وللتأكيد على اللعب النظيف الذي يجب أن يسود في مباريات كرة القدم، وللتأكيد أيضا أنه لا مجال أمام أي أحد للهروب بفعلته لأن هناك من يراقب ويعاقب.

الأكثر من ذلك أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اتجه لمعاقبة مهاجم أرسنال الكرواتي ادواردو سيلفا لأنه مثل على حكم المباراة في ركلة الجزاء التي احتسبها ضد فريق سلتيك في تصفيات دوري أبطال أوروبا واتخذ ضده قرارا بالإيقاف لمباراتين قبل أن يستأنف أرسنال القرار ويثبت بالأشرطة التلفزيونية أن اللاعب لم يتعمد السقوط ولم يحاول الحصول على ركلة جزاء ليقرر الاتحاد الأوروبي بعدها رفع العقوبة عن اللاعب.

مثل هذه الحوادث وغيرها الكثير في الملاعب الأوروبية تثبت مدى احترام الاتحادات هناك للجماهير الرياضية ولقوانين اللعبة، ومدى التزامها بتحقيق العدل وتجنب أي عمليات غش أو تمثيل أو اعتداء من دون وجه حق لتبقى الرياضة بوجهها الصافي النقي.

لدينا الأمور معكوسة تماما فاللاعبون يفتخرون بارتكاب المخالفات التي لم يشاهدها الحكم ويعتبرون ذلك جزءا من الدهاء أو الذكاء الرياضي، في حين أن ذلك يمثل قمة عدم الاحترام للجماهير الرياضية، فنرى اللاعبين والحراس خصوصا يتفنون في إضاعة الوقت وقتل المباراة والتمثيل بالإصابة وهي حركات عفى عليها الزمن تماما ولم نعد نراها في الملاعب الأوروبية والعالمية لأن اللاعبين والفرق والمدربين هناك تحترم الجماهير وتحترم من يدفع قيمة التذكرة لمشاهدة إثارة حقيقية وليس تمثيلا على أرض الملعب.

لاعبو مانشستر سيتي كان بإمكانهم إضاعة الوقت في السقوط على أرض الملعب بعد تسجيلهم هدف التعادل الثالث في مرمى مانشستر يونايتد ولكنهم لم يفعلوا ذلك احتراما منهم للجماهير، ولمعرفتهم بصرامة الحكم واتحاد اللعبة لأنه لا مجال لتعمد السقوط فخسروا المباراة بهدف قاتل ولكنهم كسبوا احترام الجميع بأدائهم الراقي وكسبوا جماهير إضافية للدوري الإنجليزي الأمتع والأسرع عالميا.

ما نتمناه ونحن على أعتاب انطلاقة دورينا المحلي أن يتحلى لاعبونا بقدرة أكبر على احترام الجماهير من خلال التركيز على لعب كرة القدم وترك التمثيل بالسقوط على أرض الملعب لإضاعة الوقت أو للفت الانتباه وترك الاحتجاجات المتكررة على التحكيم والتي وصلت حتى إلى المباريات الودية ومن قبل لاعبين دوليين في المنتخب الوطني، وتجنب الغرور لأنه مقبرة اللاعبين، وحينها فقط قد نرى الجماهير في المدرجات لأنها ستشاهد كرة قدم حقيقية وليس تمثيلا وخداعا ولعبا بالأعصاب!.

تحية لاتحاد السلة

القرار الشجاع الذي اتخذه اتحاد السلة برفع العقوبات عن الفريق الأول لكرة السلة في النادي الأهلي والسماح لجماهيره بالدخول إلى الصالة سيعيد الحياة إلى مباريات الدوري ولمباراة السوبر خصوصا في انطلاق الموسم، وهو بداية لصفحة جديدة يجب أن يفتحها الجميع لتجاوز المرحلة السابقة، فنتمنى من الاتحاد وجميع جماهير الأندية التعاون مع بعضهما بعضا لإخراج الموسم بأفضل صورة.