العدد 2572 - الإثنين 21 سبتمبر 2009م الموافق 02 شوال 1430هـ

20 عاما على الحديث عن «ثورة مخملية»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في مقال الأمس كان الحديث عن أحداث «ميدان تينانمن» في الصين والتي وقعت في 4 يونيو / حزيران 1989، واليوم نتحدث عن التاريخ نفسه (4 يونيو 1989)، ولكن ننتقل إلى بولندا، التي شهدت في هذا اليوم إجراء أول انتخابات حرة في بولندا في ظل النظام الاشتراكي - الشيوعي آنذاك، وذلك بعد الاتفاقات التي توصلت إليها المعارضة البولندية بقيادة نقابة «التضامن» مع حكومة حزب العمال البولندي الموحد (الشيوعي). وقد شكلت تلك الانتخابات «منعطفا تاريخيا مهما» في حياة ومستقبل بولندا وأوروبا الشرقية والمنظومة الاشتراكية.

لقد أشار أحد الكتاب «جان سكورزنسكي» في مقال له بعنوان «عشرون عاما منذ وارسو» إلى الشعارات التي رفعتها المظاهرات آنذاك في أوروبا الشرقية، مثل «بولندا: عشرة أعوام، المجر: عشرة أشهر، ألمانيا الشرقية: عشرة أسابيع، تشيكوسلوفاكيا : عشرة أيام»، وذلك توضيحا لتتالي الأحداث في عدة دول أوروبية أطاحت بالأنظمة الشمولية على طريقة ما عرف حينها بـ «الثورة المخملية» وهي الثورة التي قادها المثقفون والمفكرون وأساتذة الجامعات والطلاب والعمال.

حركات «الثورة المخملية»بدأت من خلال نقابة للعمال (التضامن) في بولندا في ثمانينيات القرن الماضي، وهنا هي القصة المحورية. فالعمال هم الأساس الذي تقوم عليه الحكومات الاشتراكية - الشيوعية، وفي بولندا تأسست في العام 1980 «نقابة التضامن» بزعامة «ليخ فاليسا»، وذلك بعد جهود حثيثة وإضرابات عمالية للمطالبة بالحق في إنشاء نقابات عمالية مستقلة، بحسب النظرية الاشتراكية التي كان يدعي النظام الشيوعي الالتزام بها. وسرعان ما تمكنت هذه النقابة العمالية - بعد تأسيسها - من توحيد جهود العمال وأساتذة الجامعات، والفلاحين، والطلاب، والقساوسة والمفكرين للمطالبة بحريات ديمقراطية. وكانت ردة فعل الحكومة في 1981 تتمثل بمقاطعة النقابة وإعلان الأحكام العرفية واعتقال قادتها والناشطين فيها... ولكن لكثرتهم وتدهور الأوضاع اضطرت للإفراج عنهم في 1986، وبدأت مفاوضات مع المعارضين لتسوية الخلافات، ومن ثم أعادت الحكومة الاعتراف بنقابة التضامن في 1988، وفي 1989 جرى تعديل النظام السياسي عبر منح الشرعية للمعارضة، وعقدت انتخابات حرة جزئيا. ورغم أن المفاوضات ضمنت حصول الشيوعيين على الأغلبية في البرلمان، والمعارضة سمح لها بالتنافس على ثلث المقاعد فقط في مجلس النواب، إلا أن «النقطة الرئيسية هنا أن احتكار الحزب للسلطة بات شيئا من الماضي، وفي 4 يونيو 1989 حققت المعارضة البولندية في الانتخابات البرلمانية نصرا ساحقا، وكان من المستحيل تشكيل الحكومة من دون مشاركتها»... وبقية القصة أصبحت معروفة مع انتشار الثورات المخملية التي أطاحت بالأنظمة الشمولية في شرق أوروبا الواحدة تلو الأخرى.

المفارقة في بولندا وفي الصين في يوم 4 يونيو 1989 أن الصين قمعت مظاهرات «ميدان تينانمن» لمنع قيام ثورة مخملية، وفي بولندا فازت المعارضة في انتخابات جزئية ومهدت لانتصار عدة ثورات مخملية متتالية في اوروبا الشرقية. حينها كانت منطقتنا منشغلة بأمور شتى، منها وفاة الإمام الخميني، و ثم انتخاب آية الله السيد على الخامنئي لمنصب مرشد الجمهورية الإسلامية في 4 يونيو 1989 (بعد يوم من وفاة الإمام الخميني). لكن الآن وبعد أكثر من عشرين عاما من تلك الأحداث نسمع ونقرأ اتهامات لقادة في التيار الإصلاحي الإيراني بأنهم يسعون الى إشعال «ثورة مخملية» ، فهل هناك ياترى ترابط بين ماحدث حينها ويحدث الآن؟

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2572 - الإثنين 21 سبتمبر 2009م الموافق 02 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 2:56 م

      الحسد والخوف من نجاح الثورة الايرانية المستمر

      بالرغم من مرور ثلاثون عاماً أو أكثر وما زالت الانتصارات والنجاح حليف الجمهورية الاسلامية حتى حرب الثمان سنوات مع صدام وخسارة الالآف من الشباب لم يطفأ توهج وهدف الثورة والآن جاءت دول الغرب وابتدعت الثورة المخملية لتفكيك ايران من الداخل ولكنها ستبقى قوية الى الأبد.

    • زائر 9 | 2:00 م

      لا نعترف بهذة التسميات- ام محمود

      سواء كانت ثورة مخملية أو اسمنتية لأن جميع أهدافها ومبادئها لا تتناسب مع العقيدة الاسلامية ونهج أهل البيت ولها أضرار فتاكة بالمسلمين بعيدة المدى لا نعترف الا بثورة الامام الحسين عليه السلام وصرخته المدويه في وجه الظلم والطغيان ونحن على أبواب الثورة المهدوية المباركة فهل أعددنا أنفسنا لها؟وعلى الصحافة ان تركز على القضايا العربية مثل الحرب الدائرة في اليمن والقتل المستمر بدون توقف وقضية السودان وغيرها مع الشكر .. وفي ايران انكشفت اللعبة بعد الاعلان عن قاتل ندى آغا الحقيقي من مجاهدي خلق المجرمة.

    • زائر 8 | 7:42 ص

      الزائر رقم 5 هذا رد رقم 4 عليك

      أرجوا من الزائر رقم 5 أن يعيد قراءة ماذكرته(رقم 4 ) عدت مرات حتى يدرك ويستوعب ماكنت قد ذهبت اليه وعساك على القوة

    • زائر 7 | 6:10 ص

      الزوار رقم 3 و 4

      وهذا لايحدث في البحرين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ من كان بيته من زجاج لا يقذف غيره بالحجارة.

    • زائر 5 | 5:38 ص

      لامجال في ايران لشخص باع آخرته بدنياه

      بطبيعة الحال في كل زمان توجد تلك الفئة التي ذكرتها فمنذ وفاة الرسول (ص) وحتى يومنا هذا نكابد ماحصل في دار السقيفة وكلنا يعلم ماجصل وإذا كان البعض ممن يتوق لهم وبشكل ساذج استسقاء الأخبار من قنوات كالعبرية وجريدة كالشرق الأوسط (الجديد) وهما يرئسهما شخص واحد مريض باع نفسه للصهاينة وللغرب حتى اصبح اليوم يهاجم ايران وحماس وحزب الله ويصفهما في مقالاته بالأرهابيين وخارجين على القانون

    • زائر 4 | 5:04 ص

      ران تتجه لقمع تطلعات شعبها

      ايران تتجه لقمع تطلعات شعبها باستخدام الحرس كما قمعت الصين تطلعات شعبها باستخدام الجيش الشعبي

    • زائر 3 | 5:01 ص

      سجن ايفين والتعذيب فيه

      ان اعتقال كبار الشخصيات من ابناء الثورة عار على الجمهورية الاسلامية ولافرق بين سجن ايفين والتعذيب فيه وسجون العرب وتعذيبهم لشعوبهم

    • زائر 2 | 4:18 ص

      وراء مايحصل في ايران أياد مجرمة !!

      الثورة المخملية التي تتحدث عنها في ايران وراءها مجهود ضخم استمر العمل به طيلة الثلاثين سنة الماضية حتى تمكنوا من احداث هذا الشرخ و للأسف الشديد بين مايسمون بأبناء الثورة ، أبناء الثورة تعرضوا لحملة شرسة من الغرب واستطاع الغرب أن يوحي لهم بامكانية الانقضاض على الثوابت الخمينية و منها ولاية الفقيه فتجرأوا على النظام أملاً في الحصول على بعض المكاسب من الغرب الكافر الذي يتخلى عن حلفائه في أي لحظة فخدعهم فانخدعوا !!!!!!

    • زائر 1 | 12:07 ص

      ابو ملاك

      المتابع للشأن الايراني يعرف جيدا من هم الذين يدعون بقيام ثورة مخملية وما هم الا متمسكين بالسلطة ورافضين لراي الاكثرية الذين يزعمون انهم صوتو لهم، ايران في تقدم ثقافي وتكنلوجي وسياسي مستمر نتيجة ثورة الامام وسير الخامنئي وكل ابناء الثورة المخلصين.

اقرأ ايضاً