العدد 2571 - السبت 19 سبتمبر 2009م الموافق 30 رمضان 1430هـ

أمنياتٌ في يوم العيد

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لأول مرةٍ منذ سنوات، يكاد المسلمون يجمعون على يوم عيد واحد... وهو ما كنا نشتاق إليه وتهفو له قلوبنا.

منذ سنواتٍ وسنوات، والعيد الذي يُفترض أن يجمع القلوب ويوحّد المشاعر، في أعقاب إكمال فريضة دينية كبرى، كالصوم والحج، تحوّل بسبب تشرذمنا وتفرقنا إلى يومٍ لتكريس التباعد والفرقة.

منذ سنوات ونحن نشتاق لعيدٍ واحدٍ يجمعنا على إحياء شريعة المصطفى (ص)، لندعو في صبيحة العيد جميعا: «اللهم أهل الكبرياء والعظمة، وأهل الجود والجبروت، وأهل العفو والرحمة، وأهل التقوى والمغفرة، بحقّ هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا، ولمحمدٍ (ص) ذخرا وشرفا وكرامة ومزيدا... أن توحّد أمة محمد (ص) في وجه المتربصين بها، والكائدين لها، والمتلاعبين بعواطفها، ممن يبثون الفرقة بين أتباع مذاهبها وطوائفها، ليستمر تدفق النفط إلى خزائنهم، فتزدهر بلدانهم وتنتعش اقتصاداتهم، ويعيش المسلمون عالة على الأمم الأخرى، لا يملكون خيارا إلاّ خيار العبيد.

أكتب هذا المقال مساء، وأكبر قطبين إسلاميين (السعودية وإيران) أعلنا يوم الأحد عيدا، إلى جانب كثيرٍ من الدول العربية والإسلامية، فلم يعد للأمة الإسلامية الجريحة من طريق غير تحقيق هذا الحد الأدنى من الشعور بالوحدة والاتفاق.

يحل العيد، والقوات الغربية المحتلة تستهين بدماء شعب أفغانستان في غاراتٍ يسقط خلالها عشرات المدنيين الأبرياء يوميا، وتستبيح أرض وسيادة دولة إسلامية أخرى (باكستان)، فتشنّ الغارات التي يتساقط فيها المدنيون يوميا ليجري الدم المسلم رخيصا رخص التراب.

يحل العيد والعراق بين نارين: نار الاحتلال الجاثم بقواته وقواعده وجنوده على أطراف المدن، ونار القوى الرافضة لأي استقرار للوضع السياسي الجديد، والتي تقامر بأشلاء العراقيين من أجل إرجاع الأوضاع إلى سابق عهدها من الديكتاتورية والبطش وحكم الفرد الإله الذي يحمل 99 اسما ولقبا، يحاكي به أسماء الله الحسنى.

يحل العيد والصومال عاد خمسة عشر قرنا إلى الوراء، فعاد قبائل متناحرة تتقاتل على بلدٍ تحوّلت عاصمته إلى أطلالٍ وخرائب، وتقسّم شعبه بين مجموعة من المتقاتلين الحفاة، واللاجئين الجياع، وجنح بعضهم إلى القرصنة وقطع الطريق.

مع حلول هذا العيد... عاد الموفد الأميركي العجوز جورج ميتشيل إلى بلاده خائبا مدحورا، بعد أن عجز عن إقناع نتنياهو بالتفضل بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة لستة أشهر فقط، ليعطي الفرصة لمجموعةٍ كبيرةٍ من الدول العربية لتقوم بالتطبيع المجاني مع «إسرائيل»، ولكي يثبت لهم أن «إسرائيل» المسلحة بمئتي رأس نووي، لم تعد عدوهم، وإنّما عدوهم جارتهم الإسلامية التي دعمت حركات المقاومة في فلسطين ولبنان.

في هذا العيد... نسأل الله أن يمنّ على الأمة بالتقارب والوعي بأعدائهم الحقيقيين الذين سرقوا نفطهم وثرواتهم منذ ستين عاما، وأن ينبذوا الخلافات المذهبية الصغيرة، وتركها على الرفّ مع الكتب القديمة في المكتبات، فالأعداء يحتلون الآن دولتين عربيتين، ودولتين إسلاميتين، ويهدّدون الخامسة (السودان) بالويلات.

اللهم أهل الجود والجبروت، امنن على أمة محمد (ص) في يوم عيدهم الكبير، بعودة الوعي السياسي، وزوال الغشاوة عن البصائر والأفهام. آمين رب العالمين. وكل عامٍ والقراء الكرام بألف خير

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2571 - السبت 19 سبتمبر 2009م الموافق 30 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 12:49 م

      ما هذا الإختلاف؟

      صدقوني إخوتي أن أخي وأحد ابنائه عيّدا اليوم بينما زوجته وإثنان من ابنائها بقوا اليوم صائمين!!!! ما هذا ؟ في بيت واحد وأسرة واحدة؟ لماذا يفسر البعض الدّين على هواه؟ لماذا ننقاد كالبهائم وراء هذا المرجع او ذاك؟ لماذا لا يكون عيدنا جميعاً في يومٍ واحد؟ هل نحن فقط مسلمون وغيرنا خارجون عن الدين؟ من هنا تبدأ الفرقة بيننا كمسلمين، فإذا كناغير قادرين على الإتحاد في امرٍ واحد كالصيام او العيد، فبالله عليكم كيف نتحد في امورٍ مصيرية تتطلب الإتحاد؟

    • زائر 18 | 12:33 م

      Why??

      why do we make an issue out of everything??? Yes,it would be great to have one eid day for everyone, but if we don't,it's not the end of the world
      ...we have other issues to worry about..

    • زائر 17 | 11:53 ص

      توضيح الواضح من المغضلات وهل جائت بشيئ جديد

      أخي الكريم هل جائت بشيئ ارجو ان لا تتفلسف علينا كل الذي ذكرته واضح مفهوم للعيان ولا اتكلم معاك بخصوص الفلك فانت تعرف تحفضات العلماء عليه لكن انا اتكلم عن حالة هل تعتقد ان الغلماء في البحرين لا بستطعون جمع هؤلاء في يوم واحد في بلد صغير مثل البحرين اخي الكريم اجدنا عاشوا بدون وسائل الاتصال بالمرجع فكيف كانوا يصمون لقد اعتمو على القاعدة الشرعية صموا لرؤية وفطروا لرؤية ولو جرعنا بالذكرة لخمس سنوات للوراء وجدنا ان الكل كان يعمل بها واما عملية الرجوع للمرجع فهي عميلة تشرذم وخلق حالة من التنافر

    • زائر 16 | 10:23 ص

      توضيح الواضح من المغضلات 2

      فيمكن مثلا ان يثبت الهلال في البحرين لدى مقلدي السيد السيستاني بينما لا يثبت لدى مقلديه في بلد اخر , بالنسبة لقطع المسافة واعادة اليوم اتفق معك انها ليست عيد ولكنها مخرج لمن يجد حرجا لسبب او لاخر , مرة اخرى اقول ليت الجميع يكزن عيدهم في يوم واحد وعيدكم مبارك جميع من عيد اليوم او سيعيد غدا

    • زائر 15 | 10:16 ص

      توضيح الواضح من المعضلات 1

      اضحك ام ابكي ؟ هل من مصلحتي ان لا يتفق الجميع على عيد واحد ؟ انا اقول انه اذا لم يتفق الجميع فهذا لا يعني انها ماساة , بالنسية لاثبات الهلال لكل مدرسة فقهية طريقة لاثبات الهلال , فالسيد فضل الله يعتمد على الفلك بشروط معينة , والسيد الخامنائي بعتمد على الرؤية حتى لو كانت بالتلسكوب , ويوجد فقهاء اخرون يشترطون الرؤية بالعين المجردة , كما ان بعضهم يقول بوحدة الافق والاخرين لا , علما ان بغض الفقهاء كالسيستاني و الخوئي لا يشترط ان يفتي هو بوجود الهلال بل عليك ان تطبق معايير اثبات الهلال في بلدك . يتبع

    • زائر 14 | 8:30 ص

      الأطماع الأبدية والمؤامرات والمخططات الخبيثة 3

      ومن الأحاديث المؤكدة في الكتب إن اليهود سوف يحتلون الأنهار الخمسة سيحون وجيحون , دجلة والفرات والنيل وسيحون وجيحون نهران في أفغانستان فالسيناريو القادم
      على الدول العربية صعب فالصهاينة هدفهم تدمير جميع الدول العربية والإسلامية ولن تكتفي بفلسطين فقط فهناك أطماع في سوريا والأردن ونتوقع ضربة عسكرية ضد إيران مع نهاية العام الميلادي لوقف برنامجها النووي ولن يهدأ للأعداء بال حتى يروا جميع العرب في قبضتهم بعد ان سلبوهم الأموال والثروات وكل عام وأنتم بخير . ام محمود

    • زائر 13 | 8:28 ص

      الأطماع الأبدية والمؤامرات والمخططات الخبيثة 2

      يمتلكون من القدرات والدهاء لبث الفرقة والانقسام بين الشعوب والطوائف وهذا ما نراه واضحاً عندما تتقاتل الأحزاب والحركات مثل فتح وحماس في فلسطين والسنة والشيعة في العراق والمحافظين والإصلاحيين في إيران وفي باكستان تغتال زعيمة المعارضة وفي أفغانستان يقتل المئات من حركة طالبان بحجج واهية وتدك المنازل على رؤوس عائلات بأكملها ويتم تبرير هذه المآسي بأنها حدثت بطريق الخطأ مثل مجزرة قانا الأولى والثانية ويكثر سفك الدماء والتفجيرات في مناطق المسلمين وتحصد أرواح ملايين المسلمين في شهور معدودة

    • زائر 12 | 8:26 ص

      الأطماع الأبدية والمؤامرات والمخططات الخبيثة 1

      لم يعد الناس يشعرون بالفرح والسرور لمجيء الأعياد بالرغم من المظاهر الخارجية للعيد والملابس الجديدة لأنهم يعلمون إن هناك شعوب تعاني من الظلم والفقر والحصار والذل والهوان مثل أهل فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرهم كثيرون بسبب سياسات الأعداء (أمريكا وإسرائيل) المستمرة منذ سنوات طويلة العدائية والإجرامية وسرقة الخيرات وقتل الأنفس لا تفرق بين رجل وامرأة أو طفل رضيع وشيخ كبير والمجازر التي حدثت والحروب المدمرة الوحشية والاغتيالات لرموز كبيرة ولها أيدي قي كل مكان في العالم العربي وفوق ذلك الأعداء

    • زائر 11 | 6:36 ص

      تعقيبا على زائر 10

      أخي لا تبر اشياء من اجل خدمة موقفك او مصالحتك وانت قلت الجيمع على عيد واحد بكون رائع فوجود الشرعية لتوحيد الناس لا يزيد الشقاق عليهم والهلال ليس حالة مقعدة كي تحتاج لفقية واسمح لي الحالة التي تشاهده في البحرين هي دليل التشردم وليس وعي واما قطع المسافة التي من وجه نظرك مخرج لماذا لا يتم ايجاد مخرج لتوحيد الناس بدل قطع المسافة وهو وابدال اليوم مرة ثانية وفي ذمتك قطع المسافة تسمى عيد

    • زائر 10 | 5:54 ص

      رد على زائر 9

      عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير سواء للمعيدين اليوم او غدا , .. ولماذا تعتبر ان العائلة اذا لم تعيد في نفس اليوم مأساة ؟ عني انا لو اتفق الجميع على العيد في يوم واحد فسيكون ذلك رائعا جدا ولكن اذا لم يحصل الاتفاق فلن اعتبره مأساة حيث ان لكل تكليفه الشرعي في طريقة اثبات الهلال , وهي مسألة حالها حال العديد من المسائل الشرعية الاخرى التي يختلف فيها الفقهاء , وهناك حل لبعض الاسر اذا رأت ان عدم افطارها في يوم واحد يسبب لها حرجا بان يلجا من لم يثبت لديه الهلال من العائلة بقطع المسافة الشرعية والافطار

    • زائر 9 | 5:30 ص

      تعقيبا على زائر3

      تحياتي فعلا ليس ماساه أذا لم يعيد جميع المسلمين في نفس اليوم ولكن المأساه الحقيقة ان يكون طائفة في بلد واحد والبعض في بيت واحد وعنهم اكثر من عيد أما عن استشهادتك بالمسيحيين هؤلاء عاشوا لسنوات حروب طاحنة ولم تتنهي تلك الحروب الا بعد ان فصلوا الدين عن الحياة اليومية ولكن مع هذا لا يجد مسيح شرقين وغربين في عائلة وحدة

    • زائر 8 | 4:34 ص

      ابو ملاك

      اللهم آمين يارب العالمين، وادحر كل الظالمين وانصر عبادك الى يوم الدين.

    • زائر 7 | 4:20 ص

      يحل العيد،

      يحل العيد ياسيد والناس في البحرين فراق وخصوصا بعد ما اصدر بيانه المجلس العمائي كلا حسب مقلدة

    • زائر 6 | 3:43 ص

      عيد سعيد

      عيدكم مبارك ، وكل عام وانتم بألف خير
      الوضع سيدنا على ما هو عليه ،أسمح لي ان اخالفك الرأي في هذه المرة فغالبية الشيعة لم يعيدوا. ، انا شخصيا ارى ان الفرقة اتسعت على الاقل بين ابناء الامامية اكثر من ذي قبل : فمثلاً عائلتي الصغيرة المكونة من خمسة اشخاص بها من عيد وبها من لم يعيد.

    • زائر 5 | 2:40 ص

      التطبيع أولا .. ومن ثم التجميد المؤقت في لبناء المستوطنات !!

      أولا : عيدكم مبارك سيدنا .. كذلك نبارك للقراء ولصحيفة الوسط وعمارها ..وكل عام وجميع المسلمين بخير.. لحد الآن يبدو بأن الجماعة لايزالون لايعرفون الصهاينة ونتنياهو ( النتن أهو ) الذي سبق له وإحتل رئاسة الوزراء سابقا .. وكانت مواقفه معروفة بالرفض والتراجع وخيانة العهود كبقية الصهاينة .
      وهناك من لا يزال يراهن على الحلول الإستسلامية .. والتطبيع مع هذا العدو الغدار.
      وهو بالطبع يناور ويتحايل ليحصد على صك الغفران من بعض الدول العربية .. ويوافق على تجميد بناء المستوطنات مؤقتا ..

    • زائر 4 | 2:11 ص

      هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

      ومانيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
      ضعف المظلوم ومخاذنته هي من اعطت الفرصة للظالم ان يظلم ويبطش ويدمر ولن يتغير هذا الواقع بدعاء او مقال او مؤتمر فهذا ضحك على الدقون واللي ايصدق مجنون

    • زائر 3 | 12:57 ص

      ليست نهاية العالم

      لست ادري لماذا يعتقد البعض - والكلام ليس موجها للكاتب - انه اذا لم يعيد جميع المسلمين في نفس اليوم فان هذا يكون قمة المأساة واننا لا نتفق على ابسط الامور و و و , و دائما اقول لماذا لا ننظر للمسيحيين - وهو قياس مع الفارق - : تاريخ مولد السيد المسيح لدى الكنيسة الشرقية يختلف عن تاريخ مولد السيد المسيح لدى الكنيسة الغربية ولكنهم لم يجعلوا من هذا الامر مأساة كبرى كما يفعل بغضنا بل جعلوا احتفالهم بهذا العيد يشمل التاريخين و المور تسير بطبيعية وبدون مشاكل

    • ام زهراااء | 10:59 م

      وهذه امنياتي في يوم العيد

      اللهم أهل الجود والجبروت، امنن على أمة محمد (ص) في يوم عيدهم الكبير، بعودة الوعي السياسي، وزوال الغشاوة عن البصائر والأفهام. آمين يارب العالمين.
      اللهم بحق هذا اليوم الذي جمعلته للمسلمين عيدا ولمحمدٍ (ص) ذخرا وشرفا وكرامة ومزيدا ان تجمع شملنا وتيسر امورنا وتوسع علينا في رزقنا ويفك قيد اسرانا وترد كل غريب الى وطنه سالما غانما وان تشافي مرضاناوتهدينا على الصراط اويبعد عن البلاء والوباء وتنعم بلاد المسلمين بالامن والامان بحق محمد وال محمد
      وكل عامٍ وانتم بألف خير

    • زائر 2 | 10:45 م

      صوموا لرؤيته.

      سعادة الكاتب القدير لم يشهد أحد من البحرين برؤية هلال العيد فعليه اليوم اكمال العدة .
      نبيل العابد.

    • زائر 1 | 10:07 م

      الدم المسلم استرخصه اهله اولا

      المفخخة التي قتلت مايزيد عن الاربعين مسلما شيعيا في باكستان باعمار مختلفة و خلقت عشرات الجرحى مصير بعضهم الاعاقة الدائمة لم يرتكبها عدو خارجي انما من قلب الامة كفر الجميع الا هم و ما جريمة سوق المحمودية في العراق قبيل الافطار من عمل الامريكان انما هي ممهورة بختم القاعدة واليوم العيد لا اعتقد سيفوته الارهابيين بلا مجزرة . العيد الحقيقي ان لا نجد في عالمنا ارهابيا

    • aqmjm | 9:17 م

      عيدكم مبارك

      كل عام وانتم بخير .. نتمنى ان تتحقق كل امنياتك وامنياتنا ..
      عساكم من العايدين السعيدين

اقرأ ايضاً