نظم المرصد الفلكي الإسلامي عصر أمس (السبت) برنامج الاستهلال السنوي في مقره بمنطقة سار بحضور رئيس الجمعية الفلكية البحرينية شوقي الدلال وعدد كبير من الشخصيات والمهتمين بالفلك.

وبدأ برنامج المرصد بندوة فلكية شارك فيها الفلكي شوقي الدلال والرئيس التنفيذي لشركة نفط البحرين (بابكو) فيصل المحروس، كما شارك الباحث الفلكي علي الحجري بمحاضرة أخرى عن عملية الإدراك الضوئي.

وفيما تعذر على الجميع رؤية الهلال مساء أمس، قال الباحث الفلكي علي الحجري «إن الرؤية في البحرين كانت مستحيلة يوم أمس بسبب الظروف الفلكية والجوية،وتحديدا بسبب سرعة الرياح وكثافة الغيوم التي كونت كتلة سميكة جعلت من الرؤية متعذرة، في الوقت الذي ستكون فيه الرؤية واضحة مساء اليوم (الأحد)».

وذكر الحجري أن زاوية القمر ستكون مرتفعة اليوم الأحد، ومن الممكن أن تعكس كمية أكبر، إلى جانب أنه سيظل في سماء البحرين مدة أطول، منوها إلى أن القمر سيتحرر من أثر لون الشفق عليه في يوم الأحد، مبينا أن هذا الحديث يدخل في نطاق الرصد العملي.

من جانبه أكد رئيس المرصد الفلكي الإسلامي الشيخ محسن العصفور أنه «بحسب الحسابات الفلكية فإنه لا عيد في يومي السبت والأحد، وإنه بحكم إجماع الفلكيين فإن القمر سيكون في المحاق ولن يكون ظاهرا إلا ليلة الاثنين، وإذا كان هناك من يدعي الاعتماد على الحسابات الفلكية فالحسابات الفلكية القطعية لا تتوافق مع أي ادعاء بشأن احتمال كون العيد يوم الأحد».

وأكد العصفور أنه لا يمكن رصد هلال شوال لا بالعين المجردة ولا بالتلسكوب في جميع الدول العربية وشبه الجزيرة العربية ودول الشمال الإفريقي ومعظم قارة آسيا وشمال إفريقيا وأوروبا وشمال أميركا مساء يوم السبت، وخصوصا أن القمر سيكون في المحاق، الأمر الذي سيحتم طبعا مع الاستهلال التأكد من ثبوت عدم الرؤية شرعا والحكم بإتمام العدة ثلاثين يوما ليكون يوم الأحد هو اليوم الثلاثون من شهر رمضان والاثنين هو اليوم الأول لشهر شوال ويوم عيد الفطر. وتابع العصفور «في حال رصد الهلال ليلة الاثنين فإن الراصد سيرى أن الهلال سيكون متميزا عن نور الشفق، ما سيؤدي إلى حدوث انعكاس وتقوس وارتفاع الهلال عن خط الأفق بدرجة لا تقل عن 8 درجات(...) إن الحسابات الفلكية القطعية تؤكد أن أول أيام عيد الفطر سيكون يوم الاثنين وذلك بالاستناد إلى إمكان رؤيته في المناطق القريبة من القطب الشمالي أو الجنوبي(...) إن هناك مغالطة أخرى بأن هناك انعداما حول حساب فترة الليل وقد يتفق وخصوصا في القطب الشمالي كما في شمال الدول الاسكندنافية وأكثر الفقهاء ألزموا العمل بحساب المناطق التي تبعد عن القطب الشمالي بحيث يمكن فيه احتساب ليل ونهار وأن لا يعمل بتوقيت القطب الشمالي وذلك بسبب اختلال تحديد الأوقات بالكامل».

وأشار العصفور إلى أنه بالإمكان الاتفاق على يوم واحد لعيد الفطر، كما تم الاتفاق هذا العام على يوم واحد لبداية شهر رمضان، لذلك فإن إمكانية الاتفاق مرة أخرى موجودة وذلك بعيدا عن أجواء الشحن السياسي والطائفي، لافتا إلى أن تحقيق ذلك يكون عن طريق زيادة وعي الناس وبصيرتهم بالبيانات المهمة الخاصة بالحسابات الفلكية الدقيقة وجعلها في متناول الجميع ليكونوا على بينة من أمرهم، إلى جانب دعوة كل المسلمين لترائي الهلال من على أسطح منازلهم ضمن ترويج ثقافة سنة الاستهلال التي يجمع على استحبابها المؤكد جميع فقهاء المذاهب.

حضور كثيف بالسنابس للاستهلال... واحتمال تعدد العيد أصبح واردا

السنابس - محمد الجدحفصي

شهدت مناطق مختلفة من البحرين أمس (السبت) عمليات رصد لهلال شهر شوال (العيد) قبيل الغروب، فيما تورادت عن عدم تمكن الكثيرين من رؤية الهلال وسط حضور كثيف بمواقع الاستهلال.

وفي السنابس الذي شهد حضور نحو 200 مستهل، لم يتمكن أحد من رؤية الهلال بسبب عدم صفاء الجو، ونظرا إلى كثافة الغبار كذلك، فيما أكد عدد من الراصدين لـ «الوسط» أن الرؤية كانت غير ممكنة يوم أمس (السبت) نظرا إلى كون القمر في فترة المحاق، اذ يكون ارتفاعه في هذه الفترة عادة بدرجة ونصف الدرجة عن خط الأفق ويكون مدة مكثه تقريبا 11 دقيقة ونسبة الإضاءة فيه قليلة جدا ما يجعل رؤيته مستحيلة عمليا، الأمر الذي سيحتم وفق قولهم تعدد العيد في البحرين وذلك بالتأكد من عدم الرؤية شرعا للكثيرين، وبذلك يكون الحكم بإتمام العدة ثلاثين يوما ليكون يوم الأحد هو اليوم الثلاثون بشهر رمضان، والإثنين هو اليوم الأول لشهر شوال وأول أيام عيد الفطر المبارك.

وكان المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله أعلن أن اليوم (الأحد) هو أول أيام عيد الفطر المبارك، وذلك اعتمادا على المعيار الذي يعتمد على إمكان رؤية الهلال في بعض مناطق أميركا الجنوبية التي تشترك في جزء من الليل مع العالم الإسلامي. كما يشار إلى أن الفلكي البحريني علي الحجري ذكر مسبقا في حديث لـ «الوسط» أن يكون عيد الفطر على مدى أكثر من يوم هو احتمال وارد؛ إذ إن رؤية هلال شوال ستكون صعبة في يوم السبت ليلة الأحد في الوقت الذي ستكون فيه الرؤية واضحة في يوم الأحد ليلة الإثنين