قال السيد حيدرالستري في حديث الجمعة من مسجد فاطمة بسترة «إننا نطالب ونتمنى على عاهل البلاد العفو عن الموقوفين والمحكومين في شهر العفو والتسامح، مثل هذه الخطوة المطلوبة والمتوقعة، ستدخل الفرحة والمسرة على قلوب أهالي الموقوفين والمحكومين السياسيين كافة وعلى جميع المواطنين، وإعطاء العيد بريقه وفرحته لتعم روح العفو والتراحم ربوع الوطن العزيز».

وأضاف الستري: «لا شيء يتناسب مع أجواء الشهر الكريم أكثر من العفو والصفح والتسامح بين المسلمين، ولا شيء أبرز من مصاديق العفو عن المساجين ما سيدخل الجميع أجواء الفرحة والاحتفاء بعيد الفطر المبارك».

وتطرق الستري إلى انتهاء شهر رمضان قائلا: «نعم إننا الآن يجب أن نقف متحسرين على مشارف انتهاء شهر الله الفضيل، مودعين لشهر الرحمة والمغفرة، شهر التلاوة والدعاء، شهر الصدقات والتراحم... على مشارف فراق شهر النعم العميمة والبركات الجسيمة والعطايا الإلهية... شهر الصيام والقيام والعبادة والتهجد والتوبة، شهر فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. فهذه أيام شهر رمضان قد انقضت، وها هي لياليه قد تصرمت، وها نحن نسألك اللهم أن تتفضل علينا بفيض عفوك وكرمك، ونرفع أيدينا وتضرعاتنا إليك بعيون دامعة باكية وقلوب وجلة راجية، فإذا كنت قد رضيت عنا فنسألك - ربنا - أن تزداد عنا رضا، وإن لم ترض عنا فمن الآن نتوسل إليك أن توفقنا لموجبات مرضاتك ورحمتك».

كما عرج الستري في حديثة إلى يوم القدس العالمي، واصفا إياه بالمفصل التاريخي والاستراتيجي في مسيرة القضية الفلسطينية إذ عمل - بشكل كبير - على استعادة وهجها في ضمير الأمة، وهو مفصل تاريخي واستراتيجي في حاضر ومستقبل فلسطين والقدس بما يتناغم مع التطلعات التحررية لدى الشعوب العربية والإسلامية.

متطرقا إلى أحوال الشعب الفلسطيني قائلا: «قدرت وكالة الغوث الدولية (الأنوروا) عدد اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين في نهاية العام 2002 بنحو 7 ملايين شخص، أي نحو ثلاثة أرباع الشعب الفلسطيني الذي يقدر بـ 9.3 ملايين نسمة، ولكن لم يحرك ذلك ضمير الدول الاستكبارية المتشدقة بحضارتها ومدنيتها وتطور قوانين الحريات وحقوق الإنسان ونشر العدالة والديمقراطية في العالم. ولم يكتف الكيان الإسرائيلي بتلك الجرائم والويلات وأدوات التصفية اللاإنسانية، بل إن أحقاد الصهاينة لم تتوقف عند حدود البشر وأخذت تعمل معاول التدمير الهمجي للآثار والمقدسات والمساجد في القدس وفلسطين، وذلك عبر هجوم منهجي لا يتوقف على أيدي قطعان المستوطنين من أجل طمس الهوية الإسلامية والفلسطينية ونهب وتشويه المعالم الحضارية والثقافية التاريخية في القدس وغيرها وتحويل بعضها إلى خمارات وأوكار للدعارة وحظائر للأبقار. حيث دمر أكثر من 1200 من مساجد القدس لوحدها، ولم يتوقف مسلسل هدم المساجد وتدنيس دور العبادة منذ عام النكبة واحتلال الصهاينة لفلسطين العام 1948. وقد كان المسجد الأقصى وقبة الصخرة من أبرز المعالم الحضارية الفلسطينية التي تعرضت للانتهاكات الإسرائيليّة اعتمادا على جملة من‏ الخرافات الدينية الإسرائيلية ومزاعم وجود هيكل سليمان تحت الأقصى، وقد استمرت أعمال الحفريات منذ العام 1967 إلى اليوم وأدى ذلك إلى تصدع جدران المسجد الأقصى.

وفي الحقيقة، فقد أخذت هذه الخطوة ترسخ في الأذهان أكثر فأكثر، بأن المخططات الإسرائيلية التوسعية الخبيثة لن تقف عند حدود تصفية القضية الفلسطينية وتهويد القدس فحسب، وستتجه إلى وضع دعاوى أملاك اليهود في الوطن العربي كأهم الأوراق على طاولة مفاوضات عملية السلام.