لفت القاضي بمحكمة الاسئناف العليا الشرعية الشيخ عدنان القطان إلى أن ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم وردت عنها عدة أحاديث تبين وقتها، بعضها أكد أنها من ليالي الوتر من العشر الأواخر، والبعض أكد أنها من الليالي السابعة الباقية من شهر رمضان، وأكد آخرون أنها ليلة السابع والعشرين، لافتا إلى أن سبب عدم تحديدها بشكل قاطع ليجتهد العباد في طلبها، ويجدوا في الطاعة والعبادة والدعاء.
جاء ذلك خلال الحفل السنوي الذي نظمته إدارة الشئون الدينية بوزارة العدل والشئون الإسلامية مساء أمس الأول بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي بمناسبة ليلة القدر المباركة، وذلك تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وبحضور وزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة ووكيل الوزارة للشئون الإسلامية فريد المفتاح وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء وجمع من المواطنين.
واستهل الحفل بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم للقارئ محمد طيب عبدالحليم، بعده ألقى وزير العدل والشئون الإسلامية كلمة قال فيها: «إن ليلة القدر أعظم ليلة في السنة كلها لأنها كانت ظرفا لنزول أعظم كتاب للهداية والرشاد, كانت ظرفا للدستور الخالد الذي أنقذ الله به الإنسان من رق الإنسان ليتشرف بالعبودية الخالصة لرب الأرض والسماء، ولهذا الشرف والقدر ولتلك المنزلة السامية لليلة القدر يعظم الله شأنها في نفوس عباده ويجعل العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر»، مستشهدا بقول الرسول (ص): «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
وتحدث الوزير عن منزلة القرآن الكريم في نفوس المسلمين موضحا أن جميع من يتنسم عبير نفحات الشهر الفضيل ويستشعر بركات ليلة القدر الشريفة يقف للقرآن العظيم وقفة إجلال، ذلك الكتاب العزيز الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد, ذلك الكتاب الذي شرف الله ليلة القدر لشرف نزوله فيها هو مصدر عز أمتنا ووسام شرفها وباعث نهضتها.
من جانبه ألقى القاضي بمحكمة الاستئناف العليا الشرعية الشيخ ناصر العصفور كلمة أوضح من خلالها أن ليلة القدر هي ليلة الرحمة والأمن والسلام، ومن عظمتها أنها تساوي ثلاثا وثمانين سنة وأربعة أشهر، وإنها وسيلة مثلى للاستفادة من الزمان وفرصة لا يمكن أن تعوض بحيث أن الله تعالى بلطفه ورحمته فتح لنا بابا نستطيع من خلاله أن نضاعف في أعمالنا أضعافا مضاعفة عن طريق هذه القطعة الزمانية المباركة.
وقال العصفور: في الرواية عن النبي عليه الصلاة والسلام: «يأمر الله ملكا ينادي في كل يوم من شهر رمضان أبشروا عبادي قد وهبت لكم ذنوبكم السالفة، وشفعت بعضكم في بعض في ليلة القدر، إلا من أفطر على شرب المسكر في رمضان أو حقد على أخيه المسلم»، لقد ساوى الحديث الشريف بين شرب المسكر أو الافطار عليه والحقد على المسلم، وهنا ندرك أهمية سلامة الصدر من الأحقاد ونقاوة القلوب من الأضغان وأثر التقوى والاستقامة، إن الله يريد منا أن نكون إخوة متحابين صادقين في عواطفنا وأحاسيسنا تجاه بعضا البعض، وأن نترجم هذه الأحاسيس والمشاعر إلى أفعال وسلوك وممارسة عملية وأن نكون على قلب رجل واحد. نحن اليوم تهددنا الكثير من الأخطار وتواجهنا الكثير من التحديات ينبغي علينا أن ننظر إلى واقعنا بنظرة أكثر واقعية وأكثر شمولية وأن نعمل على الارتقاء بأنفسنا وأوطاننا.
وأكد العصفور ضرورة الخروج من مسألة التنظير إلى الواقع التطبيقي قائلا: «المسألة لا تكمن في مجرد خطاب أو كلمات تتردد بقدر ما يجب علينا أن نبحث عن البرامج الواقعية والوسائل العملية الكفيلة بتحقيق تطلعاتنا التي نطمح للوصول إليها وإلى أهدافنا التي نتطلع إليها جمعيا».
العدد 2569 - الخميس 17 سبتمبر 2009م الموافق 27 رمضان 1430هـ
تقبل الله
تقبل الله صيامكم وقيامكم وسائر صالح اعمالكم