دعا رئيس جمعية السفر والسياحة البحرينية، سفيان المؤيد، القطاع الخاص إلى أخذ زمام المبادرة في تنشيط القطاع السياحي في البحرين، عن طريق استغلال الآثار التاريخية العريقة الذي تتمتع بها المملكة والترويج لها، بدلا من التركيز على الفنادق والملاهي، بهدف تنشيط الاقتصاد البحريني.
كما قدَّر المؤيد أن الحركة السياحية إلى البحرين تراجعت هذا العام بنحو 20 في المئة، معظمه راجع إلى الأزمة المالية العالمية التي أدت إلى خسائر كبيرة في الأسواق، وكذلك وباء إنفلونزا الخنازير المنتشر في دول العالم، ومن ضمنها البحرين.
وأبلغ المؤيد الصحافيين على هامش لقاء نظمته جمعية السفر والسياحة البحرينية بفندق نوفوتيل بمناسبة شهر رمضان أن «السياحة في البحرين لديها تاريخ طويل يصل إلى 5 آلاف سنة ولكن لم يتم استغلال ذلك، في حين يتم التركيز على بعض الأمور التي لا يمكن الحصول عليها والموجودة في بعض دول الخليج العربية».
وأوضح أن البحرين لديها «تاريخ طويل ونختلف عن بقية الدول، ولدينا حضارة، والذي ينقصنا هو لفت انتباه القطاع الخاص من قبل الحكومة إلى الإمكانات الموجودة في قطاع السياحة في البحرين؛ إذ إن الحديث عن السياحة حاليا للأسف يتركز على الفنادق والملاهي ولكن لدينا أعمق من ذلك، وهو تاريخنا».
وأضاف «نحتاج إلى استثمارات من قبل القطاع الخاص في قطاع السياحة، ونحتاج كذلك إلى لفت نظر من قبل الحكومة عن الإمكانات التي يتمتع بها القطاع في البحرين، واستغلال المناطق التاريخية العريقة التي تتمتع بها المملكة».
ودعا المؤيد القطاع الخاص «إلى التفكير في قطاع السياحة، ليس بالطريقة الضيقة التي هي عليها الآن، لأن السياحة هي ليست الفنادق وإنما السياحة هي استثمار واستغلال تاريخ البحرين. أدعو القطاع الخاص أن يركز على تاريخ هذه الجزيرة لأن هذه إحدى الطرق لجذب السياح إلى المملكة».
وأضاف «نحتاج إلى توجيه من قبل الحكومة إلى القطاع الخاص بشأن الأماكن التي يمكن للقطاع الاستثمار فيها، والسماح للقطاع باستغلال بعض المناطق للقيام بجولات والتعريف بتاريخ البحرين الطويل». وبين أنه في بعض الدول الأوروبية، يتم استقطاب السياح الأجانب للتعريف بالمناطق التاريخية بسيارات صغيرة.
ورد على سؤال فقال المؤيد إنه «إذا وجدت شركة مهتمة بتطوير القطاع السياحي في البحرين، فأنا شخصيا سأقوم بالاستثمار فيها، وهناك العديد من المستثمرين الآخرين الذين يرغبون بقوة للمشاركة في ذلك بهدف التركيز على السياحة الراقية».
ويوجد في البحرين أكثر من 100 فندق ومبنى للشقق السكنية مخصصة للسياحة. ويساهم قطاع السياحة بنحو 9 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وقدَّر المؤيد أن الحركة السياحية إلى البحرين هبطت بنحو 20 في المئة، ولكن الأسباب التي أدت إلى ذلك غير معروفة، «هل هي بسبب الأزمة المالية العالمية أو بسبب إنفلونزا الخنازير أو بسبب شهر رمضان».
العضو المنتدب في وكالة غلاكسي (Galaxy) للسفر والسياحة، حكيم العرادي، أوضح أن الأزمة المالية العالمية التي بدأت في الولايات المتحدة الأميركية في سبتمبر/ أيلول العام 2008 وانتشرت بعد ذلك إلى بقية الدول، أثرت على حركة السفر، بالإضافة إلى مرض إنفلونزا الخنازير المنتشر في دول العالم.
وأضاف «أنا اعتقد أن حركة السفر من البحرين هبطت بين 40 و 50 في المئة هذا العام حتى شهر يوليو/ تموز، قبل أن تنتعش قليلا في أغسطس/ آب الماضي».
ودعا العرادي إلى استحداث برامج سياحية جديدة في البحرين لاستقطاب المزيد من السياح من دول الخليج العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية. وذكر أن المباني السياحية الجديدة التي أقيمت في المملكة، مثل منتجع «عين عذاري» و«جنة دلمون المفقودة» ستساهم في زيادة السياحة.
من ناحية أخرى ذكر مصدر مقرب من الجمعية أن شركة «غولدن توليب» تسلمت في الآونة الأخيرة إدارة منتجع حوار، الواقع في أقصى جنوب البحرين، بهدف العمل على تطويره وجعله منتجعا مثاليا للزوار.
وتتولى الجمعية، التي تضم في عضويتها مجموعة من وكالات السفر التي تتخذ من البحرين مقرا لها، مسئولية تطوير وتعزيز فرص نمو قطاع السياحة والسفر في المملكة، وتلعب دورا محوريا في تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية للعمل في هذا القطاع.
وقد وقعت الجمعية اتفاقية مع «تمكين» ومعهد البحرين للتدريب، لتمويل تدريب 80 طالبا بحرينيا على مدار سنة كاملة في أكاديمية السفر التابعة إلى معهد البحرين للتدريب، وتأهيلهم للحصول على دبلوم عمليات السفر والسياحة. وسيتبع ذلك إيجاد فرص عمل للمرشحين الناجحين في عدد من وكلاء السفريات والسياحة المختارة العاملة في المملكة.
العدد 2569 - الخميس 17 سبتمبر 2009م الموافق 27 رمضان 1430هـ