نبدأ اليوم وتبدأون بعامٍ ميلادي جديد، جعله الله عام خير وسعادة، على الجميع، حكومة وشعبا، معارضة وموالاة. ونسأل الله أن يعيده علينا وعليكم في أحسن حال.

ومع إطلالة العام الجديد، ندعوه جلّت قدرته أن يعيد علينا رأس السنة المقبلة وقد تفضّلت الحكومة على البرلمان بتمرير عددٍ من المشروعات التي تبيّض الوجه، لكي تسهم عمليا في إنجاح التجربة الديمقراطية التي نفخر بها على مختلف دول العالم في آسيا وإفريقيا والأميركتين.

ومع تباشير العام الجديد، نتمنّى أن تصدق الأخبار الجميلة عن بدء المرحلة الثانية من عملية تنظيف وإنقاذ خليج توبلي، وأن يضع وزير البلديات والزراعة خطة لإنقاذ جزر «فشت الجارم» التي أهملت في الشهور الأخيرة، وتحويلها إلى محمية طبيعية. كما نتمنّى أن تُحلّ مشكلات الصيادين المزمنة، وألاّ يشهد العام الجديد مشكلة أسماك نافقة ولا كتابات بيئية منافقة، تزعم أن موت الأسماك بسبب الحرارة! وبيئيا أيضا، نتمنى أن يتوقف مسلسل استباحة مقابر عالي، دون أن تحرّك الجهات الرسمية ولا كهنة «ربيع الثقافة» ساكنا، فما يجري أكبر جريمة تدمير للآثار.

عماليا... نتمنى إرجاع النقابيين المفصولين إلى أعمالهم، وعدم قطع أرزاقهم وأرزاق أطفالهم لمجرد ممارستهم لحقوقهم النقابية التي كفلها القانون. وأن يلمس المواطن آثار زيادة أسعار النفط فتنعكس على أجور الموظفين في القطاع العام والخاص، كما في دول الخليج الشقيقة، وألاّ تخص «الاستقطاعات» ناسا دون ناس! وفي المقابل، نتمنى أن تفكّر وزارة الإسكان برفع سقف قروض البناء ليتمكن الناس من بناء أراضيهم الجرداء، وعدم بقاء الوزارة على معايير وأسعار وتقديرات زمن «دقيانوس»، فأسعار البناء تضاعفت وهم نائمون!

العام الماضي سيبقى البحرينيون يذكرونه بوصفه عام الغلاء، فقد زاد سعر السمبوسة بمقدار 25 في المئة فصارت 6 سمبوسات بـ 100 فلس، وزاد سعر صرّة البربير إلى 100 فلس بدلا من 3 صرّات! وزاد قوطي الجبن من 500 إلى 850 فلسا، أما «جونيّة العيش» فزادت من 11 إلى 20 دينارا نقدا. كل الأشياء ترتفع قيمتها وأسعارها بصورة جنونية إلاّ الإنسان الذي يقيّم بسعر الفلفل المطحون!

من ناحية الوزارات، نتمنى أن تنتقل وزارة العمل من مرحلة مشروعات الإعانة والإغاثة إلى وضع برامج تدريب وتأهيل للشباب البحريني للأعمال الجديدة؛ وأن تلتزم وزارة التربية والتعليم بالشفافية والمكاشفة والعدالة في التعيينات والبعثات والترقيات؛ وألاّ تماطل وزارة التنمية الاجتماعية أكثر في تحويل الصناديق الخيرية إلى جمعيات... فالعمل الخيري لا يحتمل مزيدا من العراقيل و(الحجايج)!

ديمغرافيا، وقبل نهاية العام الماضي (2007)، اكتشفنا فجأة أننا زدنا ربع مليون نسمة دفعة واحدة، ونتمنّى أن لا نفاجأ مع نهاية العام 2008 بأننا زدنا ربع مليون آخر! ترى ما عندنا غير محطة مجاري واحدة تقذف كل مخلفاتها في خليج توبلي المسكين، وكانت مصمّمة لخدمة 750 ألفا وليس مليون إنسان... إلاّ إذا كان هناك تصميمٌ على أن نسجّل أعلى رقم قياسي في الزيادة السكانية على مستوى العالم، بحيث نتفوق على الهند والصين وبنغلاديش وقطاع غزة!

هناك أمنيةٌ أخرى صغيرة... بأن تتم زيادة مكافأة كتّاب مقالات الفتنة خمسة دنانير، فالجماعة يستاهلون لأنهم اشتغلوا «أوفرتايم» في الأيام الأخيرة.

عامٌ جديدٌ... ووطنٌ مشرقٌ بالأمنيات الكبار. كل عام وأنتم بألف خير