العدد 1943 - الإثنين 31 ديسمبر 2007م الموافق 21 ذي الحجة 1428هـ

عام فقر لا فأر

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

يوم الأمس، كنت أحاول تمييز رسائلي المُهنئة للأصدقاء في العام الجديد، فألمحت إلى تسمية الصينيين لهذا العام، وأشرت لتسميته بعام «الفأر» إذ من المتوقع أن تزداد مستويات الإنجاب في هذا العام عموما. سرعان ما أتت أولى الردود التي توقعت في البدء، أن تكون بمستوى خفة الفأر إذ كنت أحاول الهروب من «السياسي» قدر استطاعتي يوم الأمس إلا أن الزميل علي الديري آثر أن يعيدني للسياسي تحديدا عبر انتصاره في رده على رسالتي لتهنئته إلى تسمية جديدة للعام ألصقها بالبحرينيين قبالة الصينيين، يقول الديري: البحرينيون يرونه عام «الفقر» لا «الفأر»!.

وعلى رغم أن الاتصال بين «الفأر» و«الفقر» هو مركزي جدا، فأحدهما يدل على الآخر بالضرورة، إلا أن الصديق عبدالعزيز الغامدي (السعودية) آثر هو الآخر توضيح نقطة مهمة، وهي احتمالية أن يكون من قام بالترجمة مصري الجنسية، وهو ما يعني احتمالية وجود خطأ سماعي، فغالبا ما ينطق الأشقاء المصريون مفردة «الفقر» بـ «الفأر»، وهو ما يحيل إلى خطأ متوقع في الترجمة فتكون التسمية الصينية أيضا هي عام «الفقر».

أمام هذا الحشد من الرسائل التي كانت تؤكد/ تجزم/ توضح/ تبرهن/ تتوقع/ تنجم/ تتصور/ وحتى تتمنى أن يكون هذا العام عام «فقر» لا عام «فأر” سأقبل بهذه التسمية خشية أن أُتهم بأني إنسان متفائل لا يزن الأمور وزنها.

هذا الرفض والتصحيح والتعديل وإيجاد المخارج التخيلية والواقعية للفقر وعام الفقر كلها دلالات بأن حالة الإحباط التي تنتاب الجميع إزاء العام الجديد ليست حالة طبيعية في أي مستوى من المستويات، وقبالة التباشير المكررة بالعيش الرغيد والأماني الكبرى المحققة من لدن الأجهزة الرسمية ووزارات الدولة تقف هذه التشاؤمية لتضع تحديات هذا العام الجديد في سلم الأولويات حكوميا وشعبيا. وهنا، لا يمكن لملفات الغلاء في الأسعار وتأخر الخدمات الإسكانية وتراجع الخدمات الصحية إلا أن تبقى في سلم الأولويات لدى البحريني خلال هذا العام، وتردف هذه الملفات سخونة الملف السياسي الذي يبدو حاميا ومستعدا للمزيد من الغليان، وقبالة هذه الحزمة الصعبة تبدو تسمية هذا العام بعام الفقر محصلة منطقية ومركزية ما خلا أن يكون للدولة ومؤسسات المعارضة والمجتمع المدني كل النية في أن يجعلوا من هذا العام عاما للمحبة والوئام والغنى وتحقيق الأحلام الصعبة.

يستطيع البحرينيون أن يصنعوا من عام الفأر هذا عاما للخير والرخاء. يستطيعون أن يستبدلوا هذه الأنفاس المثقلة والمتعبة والخائفة بأنفاس أخرى مرتاحة مطمئنة. يبقى الأمل في الدولة، وفي مؤسسات المعارضة، وفي البحرينيين كافة، فكلنا شركاء نصنع أيامنا كما نريد، ونأكل جميعا مما نصنع

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1943 - الإثنين 31 ديسمبر 2007م الموافق 21 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً