بعد أيام قليلة ينطلق العرس الخليجي في سلطنة عمان، وسط آمال وتأملات بأن تترك منتخباتنا الوطنية بصمة في هذه الدورة، لا أن تخرج بخفي حنين كما حصل في الدورة الماضية التي لم نخرج منها سوى بذهبية مسابقة الكرة الطائرة، غير أن الآمال تنصب هذه المرة على جميع الألعاب، وبنسب متفاوتة نظرا لدرجة التشاؤم والتفاؤل التي تسود الشارع البحريني العارف بخفايا جميع منتخباته بدءا بمنتخب كرة القدم الذي أصبح الكثيرون من المحبين له يقطعون الشك باليقين، بأن منتخبنا لكرة القدم سيقطع لديه من الفرص الكبيرة الممكنة التي تمكنه من مزاحمة الفرق المتقدمة على المراكز الأولى في المجموع العام للمنتخبات الثمانية.
لو وضعنا هذا التشاؤم في جهة، وقمنا بتحليل منطقي لفرص منتخبنا في تحقيق بطولة هذا العام، لوجدنا أن نسبة 10 في المئة هي التي تتسيد جميع الاستفتاءات التي تؤكدها مطالعات الشباب البحريني المتابع لمنتخبه، ولذلك أسبابه بالتأكيد، فهناك الإعداد المتواضع الذي لا يصلح حتى لدورة كأس رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان الدولية على سبيل المثال وهي البطولة المحلية، فكيف تصلح لبطولة هي الأهم بالنسبة إلى كل مواطن خليجي وتمثل «كأس عالم فريد من نوعه لنا»، وهناك المباريات الودية التي لعبها المنتخب ودرجة الاستفادة القصوى منها، إذ يعتبر الجميع أن المدرب «الخبير ماتشالا» لم يستفد جيدا من فترة الإعداد وبقي منتظرا اللاعبين المحترفين في الدوري القطري والكويتي من أجل البدء في الإعداد، ما جعلها فترة إعدادية قصيرة بالمقارنة مثلا مع المنتخب العماني الذي بدأ إعداده منذ وقت طويل ومن دون لاعبيه المحترفين، وبالتالي افتقد اللاعب البديل الممكن الاستفادة منه في البطولة الخليجية، إذ كان بإمكان أفضل مما كان.
هذا كان بالنسبة إلى فريق كرة القدم الذي يعني الأكثر في هذه الدورة، لكن ماذا بشأن المنتخبات الأخرى التي يعد منتخب اليد أحد أبرز المرشحين لاسترجاع ذهبيته التي فقدها في بطولة الإمارات، وهو الذي يعد أفضل المنتخبات الوطنية إعدادا بالمقارنة مع المنتخبات الأخرى، على رغم أن المطلوب كان الأفضل ولكن هذا هو الموجود، ونحن لن نعذر قبضات لاعبينا إن لم تعد إلى البحرين وهي تقبض على الذهب، وخصوصا أن منتخبي الكويت «بطل آسيا» والمنتخب السعودي حامل اللقب يلعبان بالصف الثاني وربما المنتخب القطري أيضا، ما يعني أن الحظوظ الأوفر تصب في مصلحتنا.
أما منتخب الطائرة فإننا نؤكد بأن الطائرة البحرينية لن يكون من حقها الهبوط في المملكة إلا ومعها الذهب، إذا ما عرفنا بأن المنتخب الأقوى وهو السعودي لن يشارك في البطولة وتبقى بالتالي عقبة قطر التي يجب أن يتصرف خلالها الجهاز الفني بفن، وأيضا لا يجب أن نغفل منتخب البلد المنظم على رغم سقوطه الذريع في البطولة العربية في البحرين وحلوله سادسا وأخيرا، وبالتالي فإن الجميع من حقه أن يطالب لاعبي منتخبنا أبطال العرب بضم البطولة الخليجية إلى لقب العرب لتكتمل السعادة.
أما السلة فإننا نعتبر أن المركز الثاني إنجازا بالنسبة لسلتنا وهو المطلوب على أقل تقدير إذا ما عرفنا أن قطر هي الأفضل، لا أن يكون المركز الثالث كما يقول البعض، ما يعني ضرورة العمل على تحقيق الفوز على المنتخب السعودي والإماراتي ؛ لنحقق الهدف، وخصوصا أن المنتخب حظي بفترة إعداد جيدة مشابه إلى حد بعيد منتخبات اليد والطائرة، وفي الأخير سنرى من سيكون الأوفر حظا في الحصول على الإشادة، ومن سيكون تحت مقصلة العتاب التي سيكون فيها مسئولو الاتحادات هم الأولى بها
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2308 - الثلثاء 30 ديسمبر 2008م الموافق 02 محرم 1430هـ