في ملف «التجنيس» أجزم أننا كشعب تجاوزنا كثيرا من التساؤلات التي تطرح بشأن هذا الموضوع، فاليوم لا أجد أحدا يسأل ما الفائدة من التجنيس؟ ولا أحد يستفسر عن الجهة التي تقف وراءه ولا عن نوع ومقدار الخطر المحدق بالوطن والمواطنين جراء الاستمرار في تجنيس كل تلك الأعداد من العرب والعجم والأجانب، ربما لأن إجابات تلك الأسئلة وغيرها أصبحت بديهية إلى الحد الذي يمكن لأي مواطن أصيل مهما كانت طائفته سنيا أو شيعيا أو غير ذلك، متعلما أو غير متعلم أن يجيب عليها، لأنها تمس جوهر هويته ووجوده، غير أن السؤال المهم هو هل يمكن أن ينجح برنامج «التجنيس» كعامل حسم في المعادلة الداخلية البحرينية؟
الكل يعلم أن التجنيس في البحرين المحدودة الموارد الشحيحة الأراضي أصبح سمة ملاصقة لهذه الجزيرة، فما أن تورِدَ اسم البحرين في أي محفل خارج البلاد خليجي أو عربي أو حتى إقليمي فلن تتفاجأ كثيرا إذا ما سمعت هذه المفردات: جزيرة، نخيل، نفط، تجنيس.
لنتحدث صراحة، عوامل نجاح التجنيس قائمة وموجودة على المدى المنظور، وهي ترتكز على ركيزتين رئيسيتين، الأولى توفير عمق اجتماعي للمجنسين، وليس أجدى لذلك من الاحتضان المذهبي لمن يتم تجنيسهم وهو عامل حاسم في تحقيق الاستقرار المعنوي والنفسي لهم وهو أمر يمكن التوافر عليه من خلال التهويل والتخويف المستمر الذي تمارسه بعض الجهات ضد فئات محددة من الشعب، رغم علمها بأن ذلك محض ادعاء وتلفيق، والركيزة الثانية هي الوفرة المالية والنفطية التي تنعم بها البلاد لعوامل داخلية وإقليمية.
كلا الركيزتين لا يُظن أن يطالهما هزةٌ عاصفةٌ في المدى القريب والمتوسط، ولربما استطاعت هذه السياسة أن تحقق مأربها فيندمج أكثر من جنسوا بعد جيلين أو ثلاثة في المجتمع البحريني، ويصعب حتى التفريق بينهم وبين المواطنين الاصلاء في اللهجة أو اللباس أو العادات، لكنك حينها لن تكون قد حققت الهدف الاستراتيجي الذي طمحت إليه، وهو إخماد صوت «المعارضة» الذي قد تمثله الآن فئات محددة، ولن تكون بمأمن أن يتحول أحفاد هؤلاء إلى «معارضين» حينما تنحسر الوفرة المالية أو تتعرض المنطقة إلى تغير جيوسياسي، لأن المعارضة ليست حصرا على طائفة أو فئة، بل هي تتعلق أصلا بمقدار ما يحصل عليه المواطن من ثروات بلاده، وهناك علاقة طردية بين الأمرين، فكلما قل مقدار ما يناله المواطنون من ثرواتهم كلما نزعوا للمعارضة والاستياء، فمن يضمن أن يستمر هذا السخاء للمجنسين عقودا من الزمن؟
قد يقول البعض إن هذا السيناريو احتمالي قابل للحدوث أو الانتفاء، لكننا نرد أيضا أن السيناريو المرجو من التجنيس السياسي قابل لذات الأمر، بل إن الوقائع تؤكد أن فئات ممن جنسوا قبل أجيال، وأصبحوا اليوم من النسيج الوطني غدوا من المعارضين للحكم والسلطة.
يخطئ من يظن أن التجنيس بإمكانه أن يحلّ الأزمات التي قد تمر بها البلاد حاليا أو مستقبلا، ومخطئ من يظن أن الاستماتة في الدفاع عنه هي طريق الخلاص لفئة من الشعب من عقدة «الأكثرية التي تتغنى بها فئة أخرى، ومخطئ أيضا من يظن أن هناك خيرا سيعود على أحد في الوطن جراء السياسة المبرمجة التي تسير بها موجات التجنيس، فهي إن سببت ضررا ماديا ومعنويا لفئة من الشعب الأصيل، فهي لا أكثر من كونها كمن يخرق السفينة راجيا أن يغرق خصومه، وهو لا يعلم أن الغرق سيطاله في آخر المطاف.
التجنيس وإن كانت تطغى عليه الأجندة السياسية إلا أنه يمس كل الجوانب المعيشية للمواطن البحريني أيا كانت طائفته، فهو يضغط بشكلٍ أساسي على الخدمات التي هي في الغالب ما يهم المواطن من تعليم وصحة وإسكان ووظائف وغير ذلك، لذلك فلا أعتقد أن أي مواطن وإن كان بسيطا يرضى أن تسلب منه ومن عياله خيرات هذا البلد لتحقيق أغراض سياسية للآخرين قد تنجح وقد لا تكون كذلك.
ثم إذا كانت أعدادنا اليوم التي وصلت إلى المليون نسمة، سببت لنا أزمات معيشية خانقة في الإسكان والصحة والوظائف والتعليم والخدمات الأخرى، فهل سيكون بمقدور الجهات التي تمول «التجنيس السياسي» بسخاء أن تستمر في ذلك، لعقدين أو ثلاثة على الأقل حتى يندمج المجنسون الذين هم خليط غير متجانس في المجتمع البحريني؟
وهل يتوقع أولئك أن فئة واحدة من الشعب هي التي ستظل تدفع الفاتورة دون غيرها؟
يقال في السياسة إن كلفة تغييب «الديمقراطية» أكبر من وجودها، وعلى المنوال ذاته نقول إن كلفة «التجنيس» أكبر من كلفة «المصالحة» مع الشعوب، ومع ذلك فإن هناك من يصر على المضي قدما في خطط الإساءة إلى هذا الوطن غير آبه بما قد يحصل، رغم أن المصالحة لن تكلف نصف ما ينفق سنويا على برنامج التجنيس القائم.
خلاصة الأمر نقول، التجنيس «مقامرة» يقوم بها من يظن أنه كاسب في نهاية المطاف، لكنه لا يعلم أن الأمر قد يكون كارثيا عليه وعلى الوطن.
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 2568 - الأربعاء 16 سبتمبر 2009م الموافق 26 رمضان 1430هـ
عابر سبيل
فعلا يا أخي كاتب المقال هي كارثه بكل معني الكلمه .........ولكن هؤلاء المجنسين ليس يضايقون طائفه معينه وحسب بل كل شعب البحرين قاطبه
نريد مقالات جريئة
اي هذا الي نبغاه نبي مقالات تكشف المستور وتوضح حقيقة الخطر اللي يستهدف الشعب مو بس الشيعة حتى اخواننا السنة لان التجنيس خطر على الجميع
مشكورة يا الوسط على مثل هالمقالات
اشهد ياعالم
ان البحرينين غير راضين عن عمليات التجنيس العشوائيه واصلا شنو تجنيس كل شخص له بلده وتقاليده واعراقه وهالتجنيس غصبا عنا ويتم بكتمان وبسريه
اين قيادات البحرين اين المعمعمين والمعارضبن
ليش المسيرات والاعتراضات تتخافت اصواتها وتكاد لاتسمع ليش ليش ماتستمر المسيرات ليش ساكتين ليش متكاسلين ماظاع حق وراه مطالب ليش هالكسل ليش ليش ليش ليش
مجنسون قادمون بالطريق
والجذب اهني ببلاش عندهم وكل يوم تصريح والشعب يعاني من ويلات التجنيس , سنين على مانحصل بيوووت وزحمه بالمستشفيات والمراكز والشوارع وبكل مكان الله ياخد التجنيس وايامه
سيناريو آخر
في حال استمر الوضع علي ما هو عليه .. ترقبوا حربا بين اجيال المواطنين الأصليين واحفاد المجنسين .. من يقوم بهذا الجرم يحطب لحرب قادمة ؟؟ ستزهق فيها الأرواح وتستباح فيها الحرمات والدماء .. لا يمكن التفكير بغير ذلك ولا تجاهل هذه الحقيقة ان من يقوم بهذه الجريمة البشعة يسير دفة الوطن لهذا الطريق
مأساة
ما سيحدث فى الأيام القادمة غير ما يظهر فى الصحف بشأن التجنيس فقد اخبرنى احد الأخوة من اليمن أن صديقا له مع 800 شخص قادمون للبحرين مع الجنسية ووحدة سكنية بعد عامين وهؤلاء تم مراجعة اسمائهم وتمت الموافقة عليهم من صنعاء وعدن والمسالة مسألة وقت اما الأخبار الرسمىة فهى للساذجين من الناس
نحن نائمون
اليوم الكويت متضايقة من البحرينيين المجنسين فهم يستقبلون المئات من البحرينيين الذين لا يعرفون اللغة العربية ويقولون كيف تجنسون انتم فى البحرين من للا يفهم اللغة العربية
التجنيس فعل وعمل جبان خسيس !!
لن يستمر الأمر على ما هو عليه في قضية التجنيس .. فكل الإحتمالات والسيناريوهات واردة .. فمن يضمن أن تكون أو يبرز على السطح جماعات ولوبيات
ضغط من المجنسين بمختلف جنسياتهم.. ومن ثم تشكيل تكتلات سياسية تدخل البرلمان وتعمل في غير صالح من جنسوهم .. أو يشكلون معارضة شرسة لها أنياب ومخالف .. ويكونون مصدر قلق وإزعاج للسلطة .. وفي غير ما كان يتوقع الذين جنسوهم وبذلوا بسخاء لهم .. وقدموا لهم كل اسباب الرفاهية والنعيم .. في حين حرموا المواطنيين الأصلين من سنة وشيعة .. من التنعم بخيرات بلادهم .......
لن يكون حالنا أفضل من فلسطين
سوف تمر ديرتنا بما مرت به فلسطين على مدى عقود سوف يكون هذا الجرم حاضرا وسوف تتأزم الأمور وسوف تكون الفاتورة أكبر بكثير مما توقعها مؤسسي شركة التجنيس.
بلاوي كرة التجنيس تتدحرج وكلما تدحرجت كبرت
وكل ما كبرت صعب التكهن بتبعات تدميرها وسوف
لن يقتصر تدميرها على فئة دون أخرى فهي سوف
تقتلع كل من يقف في طريقها.
هؤلاء المجنسون ليسوا مثل شعب البحرين يرضى بالقليل ويضحك عليهم بتصريح هنا ووعد هناك
هؤلاء نوع مختلف وستثبت الأيام ذلك
شكرا للصحفي القدير
فعلا السؤال الذي يطرحه كل الناس متى سيتوقف التجنيس وهل الحكومة قادرة على الاستمرار في دفع تكاليفه الباهضة ؟؟
اذا كانت قادرة على دفع الملايين للمجنسين فلماذا لا تدفعها للبحرينيين الاصليين ؟؟؟؟؟؟؟