العدد 2568 - الأربعاء 16 سبتمبر 2009م الموافق 26 رمضان 1430هـ

يوم القدس بعد 30 عاما

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في العام 1979، وبعد أشهر معدودة من انتصار الثورة الإسلامية في إيران، أعلن الإمام الخميني آخر جمعة من رمضان يوما عالميا للقدس، إذ قال في كلمة له بتلك المناسبة «إن يوم القدس يوم إسلامي، يوم تعبئة المسلمين، وأملي أن يكون مقدمة لتحرير القدس، وفي إقامة حزب المستضعفين...».

ومنذ ذلك العام احتفلت إيران بيوم القدس العالمي، ومع السنوات تحوّل هذا اليوم بالنسبة للجمهورية الإسلامية يوما وطنيا بالإضافة إلى كونه يوما إسلاميا، وقد استخدمت حكومة الجمهورية الإسلامية احتفالات هذا اليوم لاستعراض قوتها على أرض الشارع بشكل ملحوظ، واستمر هذا الوضع إلى هذا العام 2009، أي بعد ثلاثين سنة.

بعد ثلاثين سنة، ولأول مرة، بدأت بعض أوساط الحكم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تخشى من مظاهرات يوم القدس العالمي في إيران، وهناك استعدادات من كل حدب وصوب لتطويق الأمر فيما لو تطور إلى مسيرة للمعارضة الإيرانية النابعة من أبناء الثورة أنفسهم، والذين أطلقوا مسمى «يوم القدس العالمي الأخضر»، ودعوا أناصرهم أيضا إلى المشاركة، فيما حذّر مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي في خطبته الأسبوع الماضي من استغلال مسيرات «يوم القدس العالمي» (يوم غد الجمعة) لضرب وحدة الشعب الإيراني.

المشكلة الحالية مختلفة عن أية مشكلة واجهتها إيران من قبل، فالمعتقلون في السجون هم أبناء الثورة وممن قضوا سنوات من قبل في سجون الشاه قبل انتصار الثورة، فشخص مثل «بهزاد نبوي» كان نائبا لرئيس البرلمان الإيراني في فترة سابقة، وهو أحد مؤسسي «منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية» التي ناضلت لإسقاط الشاه، كما كان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية خلال أزمة الرهائن الأميركيين في طهران، وكان وزيرا للصناعات الثقيلة، وكان معتقلا أيام الشاه بسبب نضاله. وهكذا الأمر بالنسبة للمعتقل سعيد حجاريان الذي يعتبر مفكري التيار الإصلاحي، وأطلق عليه مجهولون النار العام 2000 ما أدى إلى إصابته بعاهات واعتبرت نجاته من الموت معجزة. وكذلك الحال مع عبدالله رمضان زاده الذي شغل منصب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية خلال ولاية محمد خاتمي، وغيرهم من الشخصيات التي لا يمكن إنكار دورها في التضحية في تأسيس وقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

الخشية الإيرانية الرسمية من الاحتفال بيوم القدس العالمي تحتاج إلى تفسيرات داخل الصف الإسلامي المتأثر بتجربة الجمهورية الإسلامية، ولاسيما إذا علمنا أن اجتماعات الذِكْر بمناسبة ليلة القدر لم تنعقد هذه السنة في ضريح الإمام الخميني لأول مرة منذ وفاته قبل عشرين عاما، وذلك خشية من اتخاذ أبناء الثورة (من المعارضين حاليّا) هذه المناسبة منطلقا لرفع شعارات تعلّمها الشعب الإيراني منذ العام 1979، ولكنها أصبحت ذات مدلولات أخرى بعد ثلاثين عاما من ترديدها.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2568 - الأربعاء 16 سبتمبر 2009م الموافق 26 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 3:27 م

      الإنحياز

      دكتور حفظك الله لماذا توجه الصحيفة لصالح التيار الإصلاحي, لا أقول بإن نجاد هو حق محض لكنه واجه تيار أستفاد من الثورة لمصالحه الشخصية, أيعقل أن يعير نجاد من قبل أحدهم بإنه إبن الحداد, هذه عقلية أبناء الثورة والذين شربوا من نبع الإسلام الصافي, يعير الشخص بفقره ولأنه لا ينتمي لعائلة معروفة, راجع نفسك فهذا الفقير المتواضع هو الأقرب لروح الثورة....
      كل الخاسرين متفقين على تزوير الإنتخابات, ولكن ممن سرقت الأصوات لصالح نجاد, إذا كان كروبي أحد المطالبين بالإعادة فهذا يعني ان المسألة مناكفة لا أكثر,

    • زائر 9 | 9:55 ص

      الإعلام وماأدراك يادكتور

      أعتقد يادكتور منصور أن الجمهورية الإسلامية مرت بظروف سابقا أصعب وأعقد من هذه الظروف ولكنها تغلبت عليها بفضل من الله وبحنكة السيد القائد ووعي الشعب الإيراني.. أنا كنت في إيران في شهر 7 وتعمدت أن أسأل كل من ألاقيه من الإيرانيين عن الوضع في إيران فما وجدت إلا النزر القليل الذي ينظر إلى الوضع في إيران كما يروج له الإعلام الخارجي .. صدقوني مايحدث في إيران هو نتيجة الحرب الإعلامية من قوى الإستكبار ضدها وهناك في إيران من يساعدهم من حيث يشعر أو لايشعر ولكم في العربية خير دليل (24ساعة إيران)

    • زائر 8 | 8:22 ص

      نجحت اسرائيل

      اسرئيل التى استماتت عبر ثلاثين سنة ان تحرف احتفالات يوم القدس العالمى او تلغيها او تحجمها ولكنها اليوم نجحت عبر المساكين ضعاف النفوس والإيمان من يسمون نفسهم بالمعارضة فى ايران فى مشاكسة او محاربة مظاهرات يوم القدس العالمى فى آخر جمعه من رمضان ولكنهم سيفشلون ايضا كما فشلوا من قبل والله ينصروا عباده المؤمنين والصبيرين وحسن اولئك رفيقا

    • زائر 7 | 7:39 ص

      "خبز خبزتوه اكلوه"

      ‏{‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏

    • زائر 6 | 7:05 ص

      تضخيم

      الأمر فيه الكثير من التضخيم ولا يعدو كونه تمنيات للبعض في ان تزول الحكومة الإسلامية لتأتي حكومة ضعيفة تدخل المنطقة في الفوضى والعنف .. فليتعظ البعض من تجربة العراق وافغانستان لا نريد مزيدا من العنف والدمار

    • زائر 4 | 5:11 ص

      العاطفة في البحرين هي الغالبة

      المشكلة في البحرين اتن العاطفة هي اللي تغلب على التفكير ولهذا السبب فان مناقشة مايحدث في ايران لحد الان عاطفية

    • زائر 3 | 4:55 ص

      من يقدر على نجاد

      اليوم نجاديمثل المحافظين الجدد وهؤلاء يقضون اليوم على الاصلاحيين وغدا سيقضون على المحافظين وبعدهم يسجنون السيد القائد اذا استمروا بنفس الاسلوب

    • زائر 2 | 4:52 ص

      الخطأ

      الخطأ بدأ من الاعتماتد على القوة لحسم الخلافات بين الاتجاهين الاصلاحيين والمحافظين.

    • زائر 1 | 4:50 ص

      مايحدث محير

      ان مايحدث في ايران حاليا محير للعقول وان شاء تعود المياه الى مجاريها ويطلق سراح المعتقلين قبل العيد

اقرأ ايضاً