العدد 2308 - الثلثاء 30 ديسمبر 2008م الموافق 02 محرم 1430هـ

بين الخلية الجذعية والخلية الإرهابية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في عالم الخلايا اليوم، تتسابق البلدان للإعلان عن اكتشافات تتعلق بنوعين من الخلايا، أحدهما يرتبط بـ«الخلية الجذعية» والآخر يرتبط بـ«الخلية الإرهابية»، وهناك فرق بين الاثنين كفرق السماء عن الأرض.

«الخلية الجذعية» تتصل بموضوع يقول إن كل خلية في جسم الإنسان ترجع في جذرها إلى «بيضة مخصبة» نتجت في الأساس عن اتحاد بيض وحيوانات منوية، والجسم يتألف من أكثر من 200 نوع من الخلايا، وكل خلية من هذه الأنواع تأتي من مجموعة من الخلايا الجذعية في الجنين في وقت مبكر. وخلال سنوات حياة الإنسان تنمو هذه الخلايا وتتشكل في جلد ودم وعضلات وفي الجهاز العصبي للإنسان. الخلايا الجذعية الجنينية يمكن استخلاصها من مرحلة مبكرة جدا في نمو الإنسان، وهذه يمكن استخدامها لاحقا لإعادة إنتاج جزء من أجزاء الجسم الإنساني من خلال العلاج الطبي المتطور... وعليه فإن الدول المتقدمة علميا تعلن كل يوم اكتشافا أو قانونا بشأن الخلايا الجذعية.

«الخلية الإرهابية» هي خلية من الإرهابيين تتكون عادة من 3 إلى 5 أعضاء، وهؤلاء يتم تقليل عددهم لكي لا يتم اكتشاف التنظيم في حال ألقي القبض على أحد الأفراد، بحيث تكون الخسائر للتنظيم أقل ما يمكن. والإرهابيون يستخدمون العنف أو يهددون باستخدامه ضد المدنيين من أجل بلوغ الأهداف السياسية أو الدينية أو الإيديولوجية، وأنشطتهم تستهدف بث الرعب أو الإكراه أو غرس الخوف في المختلفين معهم في الرأي. وهناك الكثير من البلدان التي تكتشف خلايا إرهابية.

بين الخليتين عالم شاسع، فالخلية الجذعية تبحث في صحة الإنسان وتطويل عمره ومده بأعضاء افتقدها لأي سبب كان، والخلية الإرهابية تسعى في الاتجاه المعاكس. البلدان التي تنتعش فيها اكتشافات الخلايا الجذعية متطورة علميا وإمكاناتها توجه أكثر لتنمية البحوث والقدرات العلمية والصناعات المعرفية. البلدان التي تنتعش فيها الخلايا الإرهابية متطورة أمنيا وإمكاناتها توجه أكثر لأجهزة الرصد والضرب الاستباقي.

علماء اكتشاف الخلايا الجذعية استفادوا من نعمة الله عليهم بالصحة والعافية لتطوير حياة الإنسان وتحسين ظروف معيشته وهم يحصلون على جوائز نوبل وغيرها من جوائز العلم والمعرفة. أما علماء اكتشاف الخلايا الإرهابية فإن عليهم أن يثبتوا اكتشافاتهم في كل مرة، وهذه الإثباتات تتعرض لانتقادات متواصلة من نشطاء حقوق الإنسان. وحتى لو كانت بعض من الاكتشافات صحيحة فإنه يصاحبها وجع قلب ولوم من الضمير الإنساني، إذ إن الآلام المصاحبة لاكتشاف الخلايا الإرهابية ليست قليلة.

ونحن في آخر يوم من 2008، فإننا ندعو الله أن يمنَّ علينا في 2009، ويمكننا من أن نلتحق بالبلدان التي تكتشف الخلايا الجذعية... إنه سميع مجيب الدعاء

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2308 - الثلثاء 30 ديسمبر 2008م الموافق 02 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً