كثر الكلام عن الوعود التي تطلقها المؤسسة العامة للشباب والرياضة بخصوص الأندية النموذجية ومواعيد الافتتاح الرسمي لها، وأندية الدمج والطريقة الجديدة التي ستدار من خلالها الرياضة المستقبلية التي ستتكون فقط من عدد بسيط من الأندية المعدودة على أصابع اليد والقدمين، غير أنّ هذا كله لم يتحقق وبات الجميع يتحدّث عن الوضع الجديد الذي تركته المؤسسة يتحدد وفقا للظروف والمعطيات.
التحرك البرلماني المتمثل في الاقتراحات برغبة والمقدم من لجنة الخدمات التي بدأت فعليا ترفع صوتها تدعو تعديل الوضع الرياضي المتأزم لدينا في البحرين، وإخراجها من الصعوبات التي تعانيها نتيجة للنقص الكبير في المنشآت الرياضية السليمة بالذات، وسيما بعد التأهل التاريخي المتكرر لمنتخبنا الوطني للتصفية الأخيرة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في جنوب إفريقيا، هذا التحرك يعد شيئا إيجابيا على رغم تأخره الكبير، ودليلا على حاجة الرياضة البحرينية إلى داعم أساسي هو الحكومة البحرينية، غير أن الاقتراح لن يكون ملزما للحكومة بتطبيقه، وما دام كذلك فإن الرياضة البحرينية ستواصل الضياع.
التأخير الحاصل في بناء هذه الأندية النموذجية وغيرها ممن وقعت المؤسسة العامة لها عقد البناء، يعود بالدرجة الأولى إلى هذه الأخيرة، وبالتالي من المؤكد أنّ المؤسسة مع تأخرها ستعاني الأمرّين وكلما تأخرت في بناء الأندية الأخرى فإنها ستقول إن الموازنات الموضوعة قد تضاعفت أضعافا مضاعفة والسبب هو المؤسسة وتأخيرها ونقضها للوعود.
نعم ليست المؤسسة فقط هي المسئولة عن التأخير في ذلك وإنما أيضا الدعم الحكومي الواجب يعد ضعيفا بالنسبة للرياضة وهو ما لا يخدم الرياضة في البحرين، وبالتالي فإننا نتمنى أن تقوم الحكومة البحرينية بدورها في إشباع رغبات الشباب الرياضي صاحب الشريحة الواسعة الذي يتمنى أن تكون له منشآت رياضية محترمة.
مطالبات مثل نادي التضامن بالمحافظة على وحدة الدمج المتضعضة أصلا من خلال الإسراع في بناء النادي النموذجي، ما هو إلا مثال واحد فقط على المشاكل التي تعج في مباني وإدارات الأندية الفقيرة التي لا تلقى الاهتمام المرجو من قبل الهيئة الراعية للرياضة البحرينية، التي أصبح ضمن أشغالها الرد على كل ما تعرضه هذه الأندية من معاناة، ولعل رد مدير إدارة الأندية عبدالرحمن عسكر على مطالبات أعضاء إدارة التضامن عندما تحدثوا للوسط الرياضي بأنه وعد هؤلاء على التحرك من أجل حل المعضلة التي أدخلتهم إياها المؤسسة، وكأنه نسي أو تناسى أنه جديد في منصبه وقد سبقه غيره من المسئولين في ضرب الوعود للتضامن ولغيرها من دون أن تفى.
لا نخفي فرحتنا بافتتاح مدينة خليفة الرياضية وبناء صالات مغلقة في الكثير من الأندية وحتى بناء استاد الريف، إلا أنها أندية ما زالت منسية «ربما سقطت سهوا» سعت لإنجاح العملية التجميلية للرياضة في البحرين، غير أنها تحارب وكأنها هي من بادرت بطلب عملية الإصلاح، وليس من يتنصل الآن.
شخصيا أتوقع أنْ لا تحظى هذه الأندية الفقيرة بأيّ مجال للمساعدة على رغم الوعود التي يتلقونها، حتى باتت إداراتها تعمل وحدها في البحث عن بنّاء يبني لها ملعبا مزروعا بالعشب الطبيعي أو حتى الصناعي تبعدهم قليلا من الإصابات التي تجلبها الساحات الرملية، وصالة تقيهم قساوة البرد والأمطار التي لا ترحم في البحرين، لكن في الوقت الذي تسعى فيها هذه الأندية لبناء أنديتها بطرقها الخاصة فإنّ موانع أخرى تكون في الطريق وهذا ما لا يطاق، وهذا ما حدث مثلا مع ناد كالأهلي الذي تحصل على أحد الشخصيات التي تكفلت بزراعة ملاعبه الخارجية، وهنا ظهرت المؤسسة وكأنها تريد القول بأنها أحد الداعمين لذلك، وتناست أن هذه الملاعب ظلت لسنوات من دون اهتمام علا فيها الرمل على العشب الأخضر.
كل ذلك يحتاج إلى قرار سياسي بحت من شأنه أنْ يرفع الرياضة البحرينية وليس كرة القدم فحسب، من الوحل الذي هي فيه وهمومها التي شاب لها الرأس، كما هو الحاصل مع الدول الخليجية التي لم تنهض إلاّ بعد الحصول على ضوء أخضر حكومي جعلها تشد ظهرها في سبيل رقي مسابقاتها، وهذا ما نحتاج إليه بالفعل.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2567 - الثلثاء 15 سبتمبر 2009م الموافق 25 رمضان 1430هـ
ممكن تساعدوني العب في المحرق
انا اعشق المحرق وساعدوني الله يخليكم
العب وسط ايمن
هذا ايميلي saleh__9@hotmail.com