أبدى رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ارتياحه لسلامة الأداء المالي والاقتصادي بالمملكة وصموده في ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية، داعيا سموه المؤسسات المالية والمصرفية الوطنية الى تكثيف الاستثمارات الداخلية لمردوداتها الإيجابية على تنشيط عجلة الاقتصاد. جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء صباح أمس مع محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج وعدد من المسئولين بالمملكة، للاطمئنان على وضع الاقتصاد الوطني والمؤسسات المالية والمصرفية في المملكة بعد مرور عام على الأزمة المالية العالمية. وقدم محافظ مصرف البحرين المركزي خلال الاجتماع عرضا موجزا لرئيس الوزراء عن الوضع العام للمؤسسات المالية المصرفية بعد مرور عام على الأزمة المالية العالمية، والإجراءات التي تم اتخاذها خلال الفترة الماضية لحماية النظام المصرفي وتحقيق الاستقرار المالي في المملكة التي عززتها أيضا فاعلية السياسات الحكومية الاقتصادية. ونوه رئيس الوزراء بالوضع المستقر الذي تعيشه البنوك والمصارف التجارية العاملة في المملكة على رغم مرور سنة على الأزمة المالية العالمية وبقدرة عدد من المؤسسات المالية التي تأثرت من الأزمة على التعافي وممارسة نشاطها الاقتصادي بشكل طبيعي، مثنيا على الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها من قبل الأجهزة الحكومية خلال العام الأول من الأزمة والتي أسهمت في حال الاستقرار التي يعيشها الاقتصاد البحريني، مؤكدا سموه «أننا في البحرين واثقون كل الثقة في قدرة اقتصادنا الوطني على التعامل مع أية تطورات عالمية، ولكن ذلك لا يمنع من اتخاذ التدابير والسبل التي نحمي به اقتصادنا فنحن أحد مكونات هذا الاقتصاد العالمي المتشابك وقد نتأثر بما يحدث على الساحة الاقتصادية العالمية».
أثنى رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة على الجهود المبذولة لتحقيق الشراكة مع القطاع الخاص في الدول الصديقة، مرحبا بتوقيع مصرف السلام لمذكرة تفاهم مع مجموعة كارون بوكباند التايلندية لصناعة الأغذية فيما يتعلق بإنتاج وتصنيع الأغذية في مملكة البحرين. جاء ذلك خلال استقبال رئيس الوزراء بديوان سموه صباح امس للرئيس التنفيذي لمصرف السلام يوسف تقي ونائب الرئيس التنفيذي لمجموعة كارون بوكباند التايلندية لصناعة الأغذية ساريسين فايرابول. وخلال اللقاء نوه رئيس الوزراء بالدور الحيوي والمهم الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في البلدين عبر فتح آفاق جديدة وإرساء شراكات واستثمارات جديدة،وقال سموه إن تنشيط آفاق التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين من شأنه أن يسهم في إيجاد أسواق ومشروعات جديدة تعود بالنفع المشترك على البلدين ومصالحهما المشتركة.
ومن جهته أكد الرئيس التنفيذي لمصرف السلام أن الشراكة بين المصرف وشركة تصنيع الأغذية التايلندية تأتي مبلورة لتوجيهات رئيس الوزراء وتأكيداته على أهمية الأمن الغذائي والسعي نحو تجسيد ذلك من خلال الشراكة والاستثمار في المجال الغذائي مع القطاع الخاص في الدول الشقيقة والصديقة.
حث رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة مؤسسات المجتمع المدني الى العمل من أجل الحفاظ على الريادة والصدارة الإقليمية والدولية التي تحققها مملكة البحرين في مختلف المجالات، ودعا سموه هذه المؤسسات إلى ضرورة أن يكون لها دور في حماية المجتمع من الاختراق وتقوية بنيانه وتماسكه ووحدته.
وكان رئيس الوزراء استقبل بديوان سموه صباح امس جمعية ميثاق العمل الوطني برئاسة أحمد جمعة بمناسبة تشكيل مجلس الإدارة الجديد، كما باركوا لسموه الإنجازات والتكريم العالمي الذي يحظى به سموه من رؤساء دول العالم ومنظماته وهيئاته التي رسخت ما تتمتع به المملكة من مميزات وقيمة حضارية.
وخلال اللقاء أثنى رئيس الوزراء على دور جمعية ميثاق العمل الوطني في الحراك السياسي الوطني، معربا عن الارتياح للمساهمات الفاعلة لمؤسسات المجتمع المدني في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ونجاحها في هذه الجوانب، وقال سموه إن جمعية ميثاق العمل الوطني تعكس الطيف المجتمعي البحريني بتلاوينه وتمثل شعور العائلة الواحدة الذي نريد البناء عليه.
وأضاف «أننا في مملكة البحرين كل يعمل في اختصاصه وموقعه لخدمة هذا الوطن من حكومة وأفراد ومؤسسات»، وأعرب عن الفخر والاعتزاز بالنخب الشبابية التي تضمها الجمعيات السياسية التي تدل على أن الشغل الشاغل لشباب البحرين هو بناء الوطن ورفعته.
العدد 2567 - الثلثاء 15 سبتمبر 2009م الموافق 25 رمضان 1430هـ