أقبل أن يقول فلان من الناس إنه يشرب الخمر أو يرتكب جريمة الزنا لكنه يعرف في الوقت نفسه بأن هذا العمل حرام، أقبل هذا وأتفهمه لكن الذي لا يمكن قبوله أو تفهمه أن يرتكب فلان أو فلانة عملا لا يمت للإسلام بصلة أو أن الإسلام لا يقبل القيام به بالصورة التي يمارسها البعض فيسيئون فيها للإسلام وللأمة المسلمة ويقولون: إن ما يقومون به هو الإسلام نفسه.
ما يقوم به البعض مما أشرت إليه دعارة مقنعة بلبوس إسلامي زائف ومحاولة بائسة لاستغلال الإسلام في ارتكاب عمل محظور شرعا. ومن ألوان هذه الدعارة تلك الفتوى التي أباح فيها «الشيخ» جميع ألوان القبلات بين الشباب باعتبار أن هذه القبلات لم تعد «مثيرة» كما كان عليه الحال من قبل. يعني أن الرجولة ماتت - وهذا التفسير من عندي.
كما أباح فضيلته - أيضا - للمرأة أن تكشف عن ساقيها وشعرها ولها أن تزيد على ذلك عند الحاجة ولا جرح عليها في ذلك كله؛ لأنه مما عمت به البلوى في المجتمع الإسلامي، كما أن هذه الأجزاء من الجسم اختلف حكم كشفها عما كان عليه الأمر سابقا لكونها أصبحت من عادات المجتمعات الإسلامية.
فضيلة الشيخ - فض الله فاه - يكيّف الإسلام حسب فهمه، وحسب شهواته، ولو قال ما قال على أنه رأيه لهانت المسألة لكن أن يجعل ذلك كله من طبيعة الإسلام ونهجه فهذه هي الطاقة الكبرى... ولكن الذي يشفع للشيخ في هذه الفتاوى أنها من أسهل فتاواه التي يتحف بها المجتمع المسلم بين آونة وأخرى.
وبمناسبة لبس المرأة فإن إحدى «شيخات» الصحافة السعودية تحدثت في مقال لها عن لبس المرأة وقالت: إن مناقشة هذا الموضوع يجب أن لا يكون أولوية عند المسلمين، وخلصت في مقالها إلى أن المرأة يجب أن لا تكشف عما يفرق بينها وبين الرجل وما عدى ذلك فلا بأس. القول: أكثر التفاسير حيادية هي التي تطلب من المرأة إخفاء كل ما تختلف به عن الرجل: والمقصور تحديدا الصفات التي يغطيها شكلها الأنثوي.
أظن - وبعض الظن ليس إثما - أن البعض سيرفع يديه داعيا لها بطول العمر، وأن يفتح الله عليها بمزيد من الفتاوى ذات الوزن الثقيل حتى لا تجعل أي داع لتغطيه شيء من جسد المرأة. هذه الشيخة، افترت على كل المفسرين كما افترت على كل المسلمين!
ومن ألوان الدعارة «الإسلامية» تبادل الزوجات على الطريق «الإسلامية». أسمع أن هذا الفعل القبيح يحدث نادرا وبصورة سرية ولكن أن يضع رجل في مصر موقعا إلكترونيا يدعو فيه لمثل هذا العمل بادئا بنفسه وزوجته فهذا ما لم أكن أتوقعه. الصحافة المصرية تناولت هذا الموضوع باستهجان شديد - وهذا حق لا أستغربه - ولكن وجه الغرابة تعليل زوجة صاحب الموقع التي ظهرت محجبة وقالت: إنها مدرسة، وأنها مارست ما دعى إليه زوجها مع عدد من الأشخاص الذي اقتنعوا بدعوته، وقالت: إن ما فعلته حلال لأن زوجها هو الذي يملك جسدها ومن حقه «شرعا أن يعطي هذا الجسد لمن يشاء». وهذا الحق - قياسا - لكل زوج في أي مكان. أرأيتم هذا الفهم الجميل للإسلام.
ومن ألوان هذه الدعارة «شرعية» ما يروج له البعض من أنواع الزيجات التي ما أنزل الله بها من سلطان. صحيح أن ظاهرها حلال ولكن كل تلك الألوان نفقد الهدف الذي أراده الله من الزواج، الاستقرار والدوام والألفة والمحبة وغير ذلك. زواج المسيار، والمسفار، والمتعة، والزواج بنية الطلاق، وزواج المصلحة المؤقتة، وأنواع أخرى تظهر هنا أو هناك وكلها تهدف إلى تحقيق متعة جسدية مؤقتة ولا شيء أكثر من ذلك. أعتقد أن مثل تلك الزيجات لا يمكن أن ندرجها تحت مظلة الإسلام الذي وضع قاعدة «ذهبية» لما يمكن أن يكون حلالا أو حراما، وهو اطمئنان النفس، وإشهار العمل.
والموظفة التي تتزوج رجلا لكي يوصلها إلى عملها ولا شيء آخر على أن «تطلقه» بعد انتهاء الهدف من الزواج لا يمكن أن تبوح بهذا السر لعامة الناس. وهكذا نجد أن هذه الأنواع من الزيجات ينكرها فاعلوها بقلوبهم ولا يحبون أن يطلع عليها الآخرون فكيف يمكن القول إنها مباحة وإن الغرض الذي أراده الله من الزواج متحقق فيها.
ومن الدعارة الفكرية «الإسلامية» زواج كبار السن من الصغيرات، وهذا للأسف موجود في مجتمعنا الخليجي، فنجد أن رجلا في الثمانين يتزوج من طفلة في العاشرة - مثلا - بحجة أن الإسلام أباح الزواج دون تحديد سن معنية لكلا الزوجية، وأنه - أي الإسلام - اشترط الإيجاب والقبول وموافقة ولي الأمر.
الذين يقولون هذا الكلام ينسون - أو يتناسون - أن «ولي الأمر» الذي يقبل أن يزوج طفلته برجل أكبر منها سنا إنما يفعل ذلك لكي بقبض الثمن المناسب لهذا «البيع» وبالتالي فهو لا يصلح أن يكون «ولي الأمر» لأن مواصفات «الأب» لا تنطبق عليه أصلا. وكذلك موافقة «الطفلة» لا يمكن قبولها لأنها لا تملك حق الاعتراض لصغر سنها، وللظروف الاجتماعية التي تعيش فيها، ولأنها غالبا لا تدري معنى الزواج ولا تدرك إلى أي مكان هي ذاهبة. هذا الزواج لا يمكن أن يكون حلالا لأنه لا يتفق مع أبسط أهداف الإسلام في الزواج، إنه - ببساطة - بيع وشراء!
ومن ألوان الدعارة الفكرية أن يستبيح «الزواج» أخذ مال زوجته رغما عنها بحجة أنها تعمل وأن مالها حق له. ومن هذه الألوان - أيضا - أن يطلق أحدهم زوجته فلا ينفق على أولاده الذين يعيشون مع والدتهم بحجة أن الإنفاق من مسئولية والدتهم. وأختم هذا المقال بدعارة من نوع آخر أراها على قناة «عربية» وهي دعاية لدواء «جنسي»، فأبوفيصل يسأل زوجته: أين الأولاد؟! فتقول: إنهم عملوا واجباتهم وناموا، ثم تقول بغنج: وبقي أن تقوم بواجبك يا أبا فيصل. وعندها يظهر اسم الدواء الذي يساعد أبا فيصل على أداء واجبه. أقول: مثل هذه الإعلانات تضر بقطاع مهم من أبنائنا وبناتنا وكان يمكن اللجوء إلى وسائل أخرى تحقق الهدف ولاتسيء إلى الذوق العام.
هذه بعض ألوان من الدعارة الفكرية التي يحاول أصحابها أن يجعلوها «إسلامية» وفي ظني أن الإسلام بريء منها!
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 2566 - الإثنين 14 سبتمبر 2009م الموافق 24 رمضان 1430هـ
حزين
ان الاسلام دين صالح لكل زمان ومكان ، وهذه هي معجزة الاسلام ....... فلماذا اصبح الغرب يتهمون بتعاليم الاسلام في الوقت الذي نحن ابعد ما نكون عنه ........ انها يا اخواني بالله فتنه كبرى... كيف يريد الغرب القضاء على الاسلام بدون ان يضحي بشخص واحد منهم، بل ويريدون ان نصبح بعد فترة من الوقت عالة على المجتمع الدولي لاننا وللاسف نتصرف بهمجية ودانه اذا ما اتبعنا هذه التعاليم الجديدة ...... نقول وبصوت عالي جهوري .... وامعتصماه عله يجد من يسمعه ...
لاحول الله
والله يا أخي الفاضل هذا الشيخ على هذيانه أهون من أولئك الذين يفتون بقتل المصلين في الحسينيات والمساجد ودور العبادة.
بالله عليك أي دين ذلك الذي يقبل بإدخال مفخخات في كتاب لمسجد أو مشهد أو ضريح يأمه وزيزوره الاطفال والنساء والشيوخ والآمنين وأن يكون ذلك العمل الاجرامي في شهر العبادة.
بالله عليك من الذي أفتى لهؤلاء بهذا العمل غير شيوخ السوء التكفيريين الذين هم أخطر من صاحبنا الذي ذكرته.