العدد 2565 - الأحد 13 سبتمبر 2009م الموافق 23 رمضان 1430هـ

القانون الأعور

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

لا أجد أسوأ حظا من الأعضاء البلديين على الإطلاق، فلا كلمتُهم تلقى أدنى ترحيب من المسئولين، ولا جهودُهم تلقى أقل شكر من الناخبين، وفوق ما يعانون يُكفَّخون ويسَطَّرون، ويحصلون دست الجهد لين الله ياخذ روحهم! فمن أسوأ حظا منهم؟!

وما حصل إلى العضو البلدي فاضل عباس كان مثالا صارخا يندى له الجبين، فكثيرة هي المواقف التي يتعرض لها البلديون، كون عملهم يرتبط بخدمات الناس مباشرة، وكون كل ما تتلكأ الحكومة في تنفيذه يسقط على رؤوسهم المهشمة، ولكن أن يصل الأمر إلى ضرب عضو بلدي وتحقيره داخل السياج البلدي فهو أمر مخجل يذبح دولة القانون والمؤسسات من الوريد إلى الوريد.

أعمى البصر والبصيرة من ينظر إلى اليد التي امتدت على العضو البلدي فاضل عباس كانت فقط على فاضل عباس؟! ولو كانت كذلك، لكانت هذه الحادثة عابرة كغيرها، ولكن اليد التي امتدت عليه أوجعت القانون قبل أن توجع أي أحد آخر، وأوجعت هيبة الدولة، وخدشت كبرياءها، وحطَّمت عظمتها، وبأي يد حدث ذلك كلُّه؟! بيد أُوكلت لها مهمة حفظ هيبة الوطن في إحدى مؤسسات الوطن المهمة!

إذا لم تكن أدنى كرامة لعضو منتخب من قبل المواطنين، فكيف لنا أن نضمن كرامة المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة إذا اعترض أحدهم عميد في سلك عسكري أو أمني، أو حتى عريف أو أدنى من ذلك؟! أليس القفز على هذه الحادثة رسالة مباشرة إلى أن القانون مظلة ممزقة لا يستظل تحتها الجميع، ويمكن أن يخرج من تحتها الكبار؟ ولا سلطة لها إلا على الصغار؟

يمكن للأجهزة المعنية أن تبرهن للناس أنه لا أحد فوق القانون، وأن تؤكد أن الأولى بتطبيق القانون هم من نُصبوا على مقاعد لحماية القانون لا إلى التعدي عليه، وتمرير هذه الحادثة بشكل ودي كما يُثار حاليا، سيترك رسالة سيئة، وسيرسخ فكرة وجود أشخاص لا تجرأ مقصلة القانون أن تقطع شعرة واحدة من رؤوسهم، لأن أكثر القوانين عدلا على وجه الأرض عندما لا تُسلَّط إلا على الضعفاء ويُعفى منها الأقوياء، تصبح قوانين ظالمة، وانتقائية وعنصرية، فهي تعاقب الضعيف إذا قتل البعوضة، وتبرئ القوي إذا قتل النفس المحترمة.

حتى ينقرض الشعور بالفوقية على القانون، وحتى يشعر المواطنون بأنهم سواسية كأسنان المشط، وحتى لا يصف أحد القانون لدينا بالأعور، ينظر بعين ولا ينظر بأخرى، من أجل ذلك كله لابد من أن تأخذ الأجهزة المعنية إجراءاتها، وخصوصا أن العضو البلدي تقدم بشكوى رسمية في أحد مراكز الشرطة.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2565 - الأحد 13 سبتمبر 2009م الموافق 23 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 12:25 م

      اهم اللي سوا روحهم مصخره

      ولو مايرضون بالغلط من البدايه وعالجوا الكثير والكثير من القضايا جان ماحد صطرهم وصاروا مصخره والل يقبل احد يدوس عليه يستاااهل

    • زائر 8 | 10:44 ص

      على العضو البلدي أن لا يتنازل !!

      يجب على العضو البلدي أن يسير في القضية حتى لو أدى ذلك ليكون شهيداً في بلد الحريات الخصة !!! اذا تنازل بسبب الضغوط أو العطايا التي يمكن ان ترسل له عن طريق طرف ثالث أو يكتفي بمجرد كلمة آسف !! فسيكون الناس كلهم تحت الأقدام و سينتفخ من ضربه و يقول خلاص انتهت المسألة بكلمة و ملعون أبوه ، ة سيدوس هو و غيره على الناس البسطاء و اعيشة ياقوانين !!

    • زائر 7 | 10:18 ص

      الى متى

      بل واضيف ان اليد التي امتدت على الغضو البلدي انما امتدت على كل المواطنين الاصلين طبعاً وليس المجنسين

    • زائر 6 | 4:21 ص

      رفع قضية

      اذا كان العضو البلدي يريد حقه فعليه ان يرفع قضية في المحاكم او ان يتقدم ببلاغ الى مركز الشرطة لتصبح القضية قانونية فالكلام في الجرايد لا يعدو كونه راي فقط ... وسلامتكم 

    • زائر 5 | 4:11 ص

      نعم لا احد اطلاقا فوق القانون

      نعم لا احد على الاطلاق فوق القانون لا ظابط كبير ولا حتى الرموز الدينية والسياسية ام خطوط حمراء التي دائما تتحدى القوانين ولا تعترف بها وبمجرد محاولة تطبيق القانون عليها قال الموتورين طز في القوانين !! وينكم عن دعوة تطبيق القوانين على الكل في تلك اللحظة ملاحظة النائب البلدي لم يذكر بانه تعرض للضرب على حد زعم كاتب المقال وانما قال بان الظابط وتلفظ عليه بعدة ألفاظ مسيئة وهذه لا نقره كذلك ( انظر محليات الوسط )

    • زائر 4 | 2:47 ص

      بلد المؤسسات

      القادم أعظم في وطن ما يسمى بلد القانون والمؤسسات

    • زائر 2 | 1:03 ص

      قانون ما يمشي على الجميع

      ببساطة أنا ما ألوم أي شخص ما يلتزم باقانون في هالبلد ، لأن القانون ما يمشي على الجميع
      ومقولة ( جميع الناس سواسية أمام القانون )
      هذي للإستهلاك المحلي يقصون على روحهم قبل ما يقصون على الناس بها
      بإختصار ديرة ما فيها قانون يساوي بين جميع فئاته
      يعني قانون خرطي

    • زائر 1 | 8:59 م

      ومضة أمل

      هكذا هم الهوامير وهذي هي تصرفاتهم مع المواطنين وهذه هي غطرستهم على مر السنين هذه ليست المرة الأولى التي تهان فيها كرامة المواطن ولن تكون الأخيرة مدام القانون الأعمى لم يلبس نظارة .
      وكل هذه المهازل على مسرح مملكة البحرين فقط !!!!

اقرأ ايضاً