العدد 2564 - السبت 12 سبتمبر 2009م الموافق 22 رمضان 1430هـ

إيران اليوم وإرث الشاه باحتلال جزر الإمارات!

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

عادت الحكومة الإيرانية إلى «عادتها القديمة» فيما يتعلق بتأكيد حقها في جزر الإمارات الثلاث، طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى. وأقول احتلالا ولا مسمى آخر غير ذلك. هو احتلال سواء أتى من طرف «إسرائيل»، أو الولايات المتحدة الأميركية، أو روسيا، أو الهند، أو الصين، أو حتى من بلد عربي لبلد عربي آخر، أو إيران، لأنها لم تهبط من الجنة، ولو حدث ذلك فلا مسوِّغ شرعيا أو أخلاقيا لاحتلال جزر عربية أو غير عربية. «العادة القديمة» لإيران هي تصريحاتها «البائتة» بتأكيد إيرانية الجزر، وبروز ملف «عادة جديدة» خارج سياق الاحتلال بادعاء إيران ترحيل دولة الإمارات لعدد من المواطنين الإيرانيين وأصحاب الأعمال، وإن حدث هذا الأمر، فذلك حق سيادي للإمارات لا يجادلها فيه أحد. فطوال سنوات من الاحتلال لم تعمد الإمارات إلى مثل تلك الخطوة، لولا أنها وجدت في الأشخاص الذين تم ترحيلهم خطرا على أمنها وسيادتها، بدليل وجود أكثر من 400 ألف مواطن إيراني على أراضي الإمارات يتمتعون بكامل حريتهم في ممارسة الأنشطة الاقتصادية وغيرها، من دون أن يتعرضوا إلى أدنى مضايقات. أما فيما يتعلق بشحنة الأسلحة التي تم ضبطها في سفينة كورية متجهة إلى إيران، فذلك حق طبيعي أيضا، إذا تم تجاوز البروتوكول المتعامل به بين الدول في مثل هذه الحالات؛ إذ حدث الأمر نفسه في قضية الطائرة العسكرية الإماراتية التي هبطت في الهند، وتعرض طاقمها إلى تحقيق استمر إلى أكثر من 36 ساعة، تم بعدها السماح للطائرة بمواصلة رحلتها إلى الصين.

وبالعودة إلى ادِّعاء إيران بترحيل الإمارات لعدد من مواطنيها، ومن بينهم أصحاب أعمال، يرجعنا إلى أن سيادة الإمارات وأمنها مقدَّم على أموال تضخ في اقتصادها؛ إذ لا نفع من وراء تلك الأموال التي تحقن في شرايين اقتصادها لتتحول إلى سموم وإنهاك لقوتها بفعل بعض ممارسات تتضمن غسل الأموال والتهريب ودعم بعض المنظمات التي لا تلتقي ممارساتها وتوجهاتها مع توجهات الإمارات بسيادتها واستقلالها. هذا أمر من أبجديات التعاطي مع مثل حالات كتلك، ولا يحتاج إلى العودة إلى «العادة القديمة» بتأكيد إيرانية الجزر؛ لأن مثل ذلك التأكيد لا يلغي تاريخا وواقعا إماراتية الجزر سواء في ظل حكومة أحمدي نجاد أو حتى في عهد الشاه المقبور، الذي قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمسح كل أثر يدل عليه وعلى ذكراه؛ فيما يلتقي وقناعاتها وتوجهاتها، وأبقت على إحدى «فضائله» في نظرها، بتكريس الاحتلال وإدامته وتأكيده في مئات بياناتها وممارساتها على الأرض، مع بروز أي حق للإمارات في اتخاذه تجاه ممارسات ترى أنها تشكل تهديدا لأمنها وسيادتها.

هذا المنطق المتوتر والانفعالي لن يخدم إيران على المديين القريب والبعيد؛ وخصوصا مع حال الغليان في الداخل الإيراني. ويبدو أن تأكيد التأكيدات السابقة بإيرانية الجزر الإماراتية يأتي ضمن ورقة باتت «محروقة» في محاولة لحرف أنظار الداخل الإيراني عن حقيقة ذلك الغليان باتجاه افتعال مزيد من الأزمات مع دول الجوار

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 2564 - السبت 12 سبتمبر 2009م الموافق 22 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 8:12 ص

      اف

      شو هي مب ناوية ترد جزرنا شو .. والله حالة

    • زائر 14 | 5:09 م

      لم تضيف شيء جديد

      كان الاحرى بك تضيف للقارء معلومة جديدة من خلال الوثائق التي تفيد احقية الامارات بها لكي ينحاز القاراء لفكرة احتلال ايران للجزر، وانا شخصيا لم اجد ما يفيد بان الجزر اماراتية او ايرانية فهل لك ان تنقلنا للحقيقة بدلا من كلام يتكرر ويتكرر دون معرفة الحقيقة.
      فليس بالامكان اقف بجانب مقالك وليس فيه ما يؤكد صحة كلامك.
      نرجوا من الكاتب ان يفيدا في مفالة مقبلة فيها من الموضوعية ما يجعلنا نقف مع الحق حيث لا نعلم الحقيقة بعد ويمكن ان تكون انت ايها الكتب مثلنا!

    • زائر 13 | 3:31 م

      بؤس صحفي!

      أخيراً حصلت على من يرد على كتاباتك البائسة بكل ما تحمل كلمة البؤس من معنى. أخي: نحن في البحرين نعاني من مشاكل كثيرة لا تعد ولا تحصى، وملفات عالقة لا اول لها ولا آخر، فكيف تتغاضى عنها بهذا البرود وكأن الأمر لا يعنيك وتقفز إلى موضوع إيران والجزر؟مارايك ان تفرغ ما في قلبك من ضغينة على جارتنا المسلمة و تكتب عن الإنتخابات الإيرانية والرئيس المنتخب أحمدي نجاد في المرّة القادمة؟ أنصحك بالإهتمام بعملك واترك الصحافة لأهلها.

    • زائر 12 | 3:22 م

      يا اخ جعفر لاتتكلم عن ايران هذي البلد معصومه من الخطئ عن البعض

      الله المستعان

    • زائر 11 | 10:21 ص

      عدة اسباب

      يا اخي لاتكن ملكيا اكثر من الملك!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!حتى في حرب العراقيه الايرانيه لن يحدث اي سؤ تفاهم مثل باقي الدول الخليجيه.................هناك من منتهيه عقودهم التجاريه .......................

    • زائر 9 | 10:01 ص

      ايران والصهاينة

      من نصدق من قد نتفق معاك لكن ما تلاظ اثارت هذه المواضيع في وقت حرج هناك سياسة هذه الايام بجعل العدو الاول ايران في مقابل التطبيع مع الصهايتة اجل مواضيعك هذه لوقتها لانك لم توفقك في الكتابة وخلك شاعر لاتخدش من شعرك

    • زائر 8 | 10:00 ص

      الجبن الصحافي

      لا أمانع أن تكون لأي كاتب وجهة نظر خاصة حتى وإن افتقرت للموضوعية ولكن يجب على الصحافي أن يكون بنفس الدرجة من الجرأة في مواضيع مشابهة ولكن مع جهات أخرى غير التي يعاديها. مثال ذلك: هل يستطيع الكاتب المحترم أن يسمي جميع المشاكل الحدودية بين السعودية والدول المحيطة بها (قاطبة) أقطع بأن الكاتب أجبن من ينبس بحرف في هذا الصدد ،، وهل مشكلة إيران مع الإمارات أكثر من خلاف على الحدود حتى يحلو لك أن تسمه إحتلالا!! قليل من التعقل يا أستاذ جعفر

    • زائر 7 | 8:35 ص

      أتكلم عن مشاكلنا

      أخي الكاتي وشلك بأمور البلدان الأخرى هذه أمور يحلونها مع بعضهم البعض أ، ما عدكم الا أيران تتهجمون عليها ،،،،تكلم عن مشاكلنا أفضل وما نعانيه من فقر وتجنيس والبلواي اللي صايره عدنه وسلامتك .

    • زائر 6 | 8:10 ص

      ملاحظة

      لاحظت في اكثر من موضع عند الكاتب تحامله على ايران كلما تطرق الى موضوع الجزر الثلاث او اي أمر يخص دولة الامارات في علاقتها مع ايران ولا ادري ما السر في ذلك .

    • زائر 5 | 8:00 ص

      ليش

      ويش هاللخبطه

    • زائر 4 | 5:25 ص

      خلك في الشعر

      عزيزي جعفر اعتقد انك شاعرا افضل منك في هذا المجال..

    • alhalwachi | 2:18 ص

      على الحلواجــي

      عزيزي الكاتب،
      مقالك يفتقر إلى الموضوعية والحيادية. يجب أن تكون المقالات السياسية التحليلية مدعومة بأدلة تحليلية أو توثيقية وإلا فلن تعدو أن تكون مجرد وجهات نظر و أهواء.
      تحياتي

اقرأ ايضاً