منذ بداية أشهر الصيف الساخنة، لاتزال أشجان قضية التعليم العالي ومخرجاتها في المملكة تشغل حيزا مهما من اهتمامات القيادة الرشيدة والرأي العام لأنه موضوع يتعلق بمستقبل أفواج الشباب وإرساء قواعد حيوية لتفعيل رؤى المملكة في العقود المقبلة.
لاشك أن التعليم العالي قد أصيب بانتكاسة مؤلمة وخصوصا بالنسبة إلى المجتمع الأكاديمي، لكن يقينا قد تكون هذه الكبوة ضرورية لتحسين مخرجات التعليم والعملية التربوية بصورة عامة بعد محاسبة النفس والنقد البنّاء وفي هذا الخضم نستذكر بيت شعر للإمام الشافعي «وعين الرضا عن كل عيب كليلة.. ولكن عين السخط تبدي المساويا».
من الناحية الفعلية فإن ريادة التعليم العالي في المملكة تقع تحت مسئولية مباشرة من الجامعة الوطنية الكبرى - جامعة البحرين - فهي التي تتحصل على الدعم الحكومي الكريم وتمتص معظم خريجي المدارس الثانوية سواء الخاصة أو الحكومية لهذا السبب، فبارومتر الحالة الصحية لواقع التعليم العالي تقع وبصورة رئيسية على كاهل هذه المؤسسة التعليمية.
بين خبايا الأخبار خلال هذا الصيف نالت كلية الهندسة بجامعة البحرين وأقسامها المتعددة من كيميائية، كهربية، مدنية، ميكانيكية، الكترونية، وأجهزة دقيقة وتحكم على الاعتمادية من مجلس الاعتماد الأميركي للبرامج الهندسية والتكنولوجيا (ABET) وهي هيئة أميركية عريقة متخصصة بالتقويم. أما قسم الكيمياء بكلية العلوم فقد نال الاعتمادية من الجمعية الكندية للكيميائيين وهي هيئة شمال أميركية مرموقة. هذه الإنجازات التاريخية لأقسام وكليات جامعة البحرين لهي دليل على العمل الجاد والجماعي لأفراد الأسرة الأكاديمية وتهدف إلى إبراز صورة مشرفة للجامعة المحلية في المحافل العالمية.
من نافلة القول، إن النجاح في الحصول على هذه الاعتماديات العالمية المرموقة ستزيد من مستوى برامج الأقسام ومخرجاتها، وستزيد ثقة الآباء وأصحاب الأعمال في برامج الجامعة، وتفيد الطلبة في المنافسة للحصول على وظائف مجدية في سوق العمل المحلية والعالمية وتسهل قبولهم في برامج الدراسات العليا في الجامعات العالمية.
وقد تم تتويج هذه الإنجازات غير المسبوقة في قطاع التعليم العالي بتصريح رئيس جامعة البحرين إبراهيم جناحي أكد فيه «سعي جامعة البحرين نحو تحقيق السمعة الأكاديمية المشرفة والمستوى العلمي الرفيع تماشيا مع الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030». فلاشك إن تأكيد وتنفيذ سياسة الجودة في قطاع التعليم العالي من قمة الهرم الإداري في المؤسسة التعليمية هو المحرك الرئيسي لتحقيق رؤى القيادة الرشيدة لتأهيل شباب الوطن ورفع الإنتاجية في مواقع العمل المتنوعة.
أما عميد الهندسة نادر البستكي فقد أكد على «مسئولية الكلية والجامعة لحفظ هذا الإنجاز حيث ستمثل الاعتمادية الدولية قاعدة صلبة لتبني عليها إنجازات أخرى أكبر في المستقبل». فلاشك إن روح التفاؤل والتصميم لتحقيق أهداف مهمة ورفع سقفها لتصل إلى حد السماء ستصب في صالح العملية التعليمية والبحثية في المملكة.
لا توجد مؤسسة تعليمية نستطيع وصفها بالمدينة الفاضلة، لكن الحراك الإيجابي في الجامعة وتحت إدارة لها رؤية واضحة لمخرجات التعليم ولها القدرة على تحفيز الهيئة الأكاديمية والإدارية عن طريق برامج التطوير المستمرة وتشجيع الطلبة على الإبداع ستجني ثمار تخطيطها وصبرها.
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 2563 - الجمعة 11 سبتمبر 2009م الموافق 21 رمضان 1430هـ
شكرا
احسنت يا دكتور جاسم. وحسب علمي فإن كلية ادارة الاعمال بجامعة البحرين تسعى هي الاخرى نحو تحقيق الاعتمادية من احدى جهات التقييم في الولايات المتحدة الامريكية وذلك عبر تجهيز الكلية بالتكنولوجيا المطلوبة و تغيير الخطط الدراسية لمعظم التخصصات و اعتماد طرق للامتحانات والجهود مستمرة، مما يلقم الذين يطالبون بفرض عقوبات على جامعة البحرين اسوة بالجامعات الخاصة حجراً، فأين الثرى للثريا؟