لم يكن هناك موضوع واحد مشترك في النقاشات التي شهدها مجلس الحاج أحمد بن رجب ... بل لعل الحلقات النقاشية التي جمعت مجموعة من الضيوف في يمين المجلس تختلف تماما عن موضوع النقاش لدى المجموعة في الجهة اليسرى، لكنها كانت موضوعات جادة تستحق النقاش.
ولم تقتصر النقاشات على الملفات السياسية فقط، لكنها في الصدارة دائما كما هو الحال في كثير من المجالس، والمهم في ذلك هو اهتمام الصحافة بنقل وقائع تلك المجالس بالصورة الأمينة كما يشير أحمد المطيري، وهو أحد الشخصيات التي تهتم بمتابعة الشأن العام في البلد، حيث ينتقد بعض الصحافيين الذين يحضرون إلى المجالس الرمضانية ويتعمدون عدم الإشارة إلى المداخلات سواء التي يطرحها هو أو يطرحها غيره، ولاسيما أن الناس اليوم حين تتباحث في القضايا المختلفة، فإنها لا تخرج عن حدود الطرح الموضوعي واستعراض وجهات النظر المؤيدة والمخالفة على حد سواء. ولعل هذه النقطة، أثارت اهتمام بعض الحضور الذين رأوا في صحافة المجالس الرمضانية، ظاهرة تتمحور على تنامي مفهوم حرية التعبير والرأي بين الجمهور، حتى لو كانت هناك معوقات لاتزال تفرض على الإعلام الوطني المستنير والهادف، وعلى نشطاء الرأي، لكن، ها هي الكثير من القضايا تطرح بين الناس في المجالس، بل بوجود مسئولين كبار ويتم التناقش معهم بكل احترام، ويلفت أحد الحضور إلى أن بعض المجالس التي زارها سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، كانت حافلة بالحوارات المهمة والجريئة التي تعامل معها سمو ولي العهد باهتمام واحترام، وهذا الأمر لا نراه لدى صغار المسئولين في الدولة فما بالك بمجموعة كبيرة منهم ليس لهم أدنى اهتمام بمشكلات الناس وهمومهم.
وينتقل الحديث إلى دور القيادات والرموز الدينية والسياسية في المجتمع، فهناك إجماع على ما يبدو على أهمية احترام مكانة القيادات والرموز، سواء اتفقنا أو اختلفنا معها، لكن لابد من مطالبتهم بدور أكبر، وإن كان هناك من حاجة لتوجيه الملاحظات والنقد لأي رمز ديني أو سياسي، فلا يجب أن يكون بالطريقة التي اعتدنا عليها من خلال البيانات الصحافية والتلميز والتسقيط والتحريض في اللقاءات والمحاضرات مع طرف ضد طرف، أو كما يحدث في المنتديات.
العدد 2563 - الجمعة 11 سبتمبر 2009م الموافق 21 رمضان 1430هـ