كنت أتابع الدقائق الأخيرة لمباراة منتخبنا الوطني مع المنتخب السعودي مع أخي وابن عمي والقلق يساورني على نتيجة المباراة. قلت لمن معي بأن السعودية ستسجل في آخر دقائق المباراة وستتأهل، إذ إن ذلك من عاداتها وميزاتها، وفعلا حدث ما توقعته، لم أتوقع أن يسجل المنتخب الوطني بعد ذلك، توقعت الخروج المر، ولكن التوفيق (الحظ) لأول مرة يقف خلف المنتخب في مثل هذه المرحلة من مراحل المباراة. وإحقاقا للحق فإنه يستحق أن يكون التوفيق إلى جانبه، في حين أن المنتخب السعودي لا يستحق خطف البطاقة بتاتا.
قدم منتخبنا الوطني على مدار مباراتي الذهاب والإياب مستوى رائعا لم أشاهده منذ وقت طويل، السبب الرئيسي من وجهة نظري الذي أدى إلى ذلك هو حماس واللاعبين وقتاليتهم داخل الملعب، وبالتالي فرضهم شخصية البطل أو الفائز، هذه الشخصية التي أظهرها المنتخب الوطني في لقاء الذهاب بالمنامة يوم السبت الماضي جعل الجمهور السعودي والإعلام أيضا متفائلا إلى حد ما وغير متفائل بالنتيجة، وبدا متوقعا أن الخسارة وعدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم ممكنا، بدليل العدد الموجود في الملعب واتصالات الجماهير السعودية قبل المباراة على قناة الرياضية السعودية.
ما قدمه المنتخب الوطني في التصفيات الأولية انتهى وهي صفحة انطوت بإيجابياتها وسلبياتها، وما قدمه في التصفيات النهائية والمحلق الآسيوي صفحة انطوت أيضا، إذ يجب الاستعداد المثالي لمباراتي نيوزلندا من أجل تحقيق الحلم الوطني بالتأهل إلى المونديال، الفرصة لن تأتي في كل مرة ولذلك يجب استغلالها الاستغلال الأمثل، وذلك من خلال تكاتف جميع الأطراف بالعمل في قالب واحد من أجل الوطن بعيدا عن المنغصات والإثارات غير المحببة، الأجواء يجب أن تكون مناسبة للمنتخب في الفترة المقبلة وذلك مسئولية الجميع، قيادة وحكومة وشعبا، لن أبالغ في الفرحة ولكني أرى أن الحلم في طريقه للتحقق وسيرفرف علم البحرين في جنوب افريقيا الصيف المقبل.
في النهاية، أود أن أشيد بالمستوى الرائع الذي قدمه كل لاعبي المنتخب الوطني ولكني أخص بالذكر قائد المنتخب محمد بن سالمين الذي تألق بشكل غير طبيعي في مباراة الإياب، إذ أثبت خلال تلك المباراة أنه لا يزال يمتلك الخاصية الهجومية الراقية التي ظهر بها في أول أيامه كنجم بارز في كرة القدم البحرينية، وأشيد أيضا بالقائد الآخر السيدمحمود جلال الذي شاهدته في نهائي كأس جلالة الملك في مستوى متواضع اعتقدت حينها أنه قد انتهى كلاعب ولكنه أثبت عكس ذلك في مباراة الإياب وقدم أداء راقيا جدا، سالمين والوداعي وبابا والسيدعدنان وسلمان عيسى ومحمد حبيل بالذات لاعبين من طينة نادرة في كرة القدم البحرينية، وجودهم بمستواهم الطبيعي مهم للمنتخب الوطني، وكم أتمنى أن نجد من الصاعدين من يملكون مواصفات هؤلاء.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2562 - الخميس 10 سبتمبر 2009م الموافق 20 رمضان 1430هـ